[الاستقلال الشيعي ومشروع الشرق الأوسط الجديد] 

بقلم // هيثم الخزعلي

في الآونة الأخيرة صدرت مقترحات او تصريحات من سياسيين واعلاميبن تتحدث عن (الاستقلال الشيعي ).

 

ولا اعرف ممن يستقل الشيعة وهم يحكمون البلاد، وأن كان هناك خلل دستوري بتطبيق النظام فيمكن علاجه .

إن هذا الطرح عمليا هو تقسيم للعراق ٣ دول وهو ما ينادي به مشروع (الشرق الاوسط الجديد ) والذي تقوم فلسفته على أن اسرائيل (دولة يهودية )وسط بحر عربي ومسلم.

ومعالجة هذا الأمر تتم بتقسيم الشرق الاوسط” لدول اثنية” تقوم على اساس ديني او قومي او طائفي.

والمشروع كله مطروح في (الاستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط )، وهو وثيقة سربها (عوديد يونين ) الصحفي الصهيوني المقرب من وزارة خارجية الكيان الصهيوني.

وقمت بترجمتها والتعليق عيها لتصبح كراس يحمل نفس الاسم.

بعد سقوط النظام تم طرح مشروع( الإقليم الشيعي) الذي طرحه المجلس الأعلى حسب ما اذكر ، وكان يستند

١-اقامة إقليم شيعي وليس دولة.

٢-الاقليم اكثرية في العراق وسيحدد الحكومة في بغداد.

٣-وزارة دفاع مستقلة وداخلية مستقلة معسكرات لا يشاركنا قي سلطته احد.

٤-اذا اعجبتنا الحكومة في بغداد لاباس اذا لم تعجبنا فنحن مستقلون بادارة الإقليم.

٥- نمتلك ثروات نفطية والمنفذ البحري الوحيد في العراق نستطيع ان نضغط على الآخرين بها..

ومع وجاهة الطرح فقد عارضه حزب الدعوة والتيار الصدري في حينها.

 

ودخلنا في النظام الجديد ومعظم قياداته الأمنية مخترقة من البعثيين والطائفيين واعطينا اكثر من مليون شهيد ضحايا للارهاب.. والان نريد أن نستقل بعد أن انتصرنا على الإرهاب وسيطرت قواتنا الأمنية على كل العراق تقريبا وابادت الإرهاب!؟

ثم إن مشروع الشرق الأوسط الجديد يفترض سوريا ٥ دول والعراق ٣ دول، كلها ذات اساس طائفي او قومي حتى تصبح إسرائيل ((اليهودية)) منسجمة مع المحيط الأوسطي وتكون الاقوى.. وتحكمه وتدير اقتصاده..

وتاسس (جامعة الشرق الاوسط) . بدلا عن (الجامعة العربية) وكل ما ينتج يكتب عليه (صنع في الشرق الأوسط ) فلا تميز السلع المصرية من الصهيونية.

وبما آن الكيان متقدم صناعيا فسيتحول لمنتج للأسواق العربية ويستورد منها المواد الأولية فقط.

وبهذا يصبح الكيان (متروبولن او عاصمة) للشرق الأوسط، ويصبح كل هذا الشرق (كولنيالي او ريف) يزود الكيان بالمواد الأولية ويصبح سوق لمنتجاته.

وبما آن الدول من المغرب حتى حدود باكستان تقوم بشكل طائفي وعرقي، ستنشب صراعات بينها، تضطرها للاستعانة ب(الكيان الصهيوني) للتوسط بينها او لمساعدتها، وهو من سيحدد شكل الصراع او كيف ينهيه.

 

ثم دمج هذه الدول في دين واحد (الابراهيمية ) سيجعل انسجام مطلق للكيان الصهيوني بمحيطه، ويمنع الشرعية لحكم هذا الشرق الجديد.

ولهذا ترعى الصهيونية العالمية (اتفاقات آبراهام او الاتفاقيات الابراهيمية )..

 

المشروع اقترح تقسيم سوريا ٥ دول والعراق ٣ دول، الجولاني حقق الهدف الصهيوني في سوريا… فمن سيكون جولاتي العراق؟

 

مخاطر هذا المشروع

١- تحقيق خطةبايدن لتقسيم العراق واضعافه.

٢- تحقيق جزء مهم من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تديره إسرائيل.

٣-سيفتح نزاعات داخلية على زعامة الدولة الشيعية وربما اقتتال داخلي، وتقسيم جديد للدولة الشيعية.

٤- سيجعل الدولة الشيعية ضعيفة ومنعزلة وسط محيط معادي وربما تلجأ للكيان الصهيوني لحمايتها من الأعداء او تفعل ذلك الدولة السنية او الكردية، كما هو حاصل في سوريا، وهذا تعزيز للحاكمية الصهيونية للشرق الأوسط الجديد.

٥-قيام دولة سنية تسيطر على نهر الفرات ودولة كردية تتحكم بنهر دجلة سيجعل الشيعة في مازق ودولتهم مرتهنة الارادة لاخرين.

مشروع الكيان فشل بسبب محور المقاومة، لكن هو حقق خطوات نجاح-للاسف- في سوريا.

وانا على يقين بفشله لاحقا… فليس كل مخطط ممكن تنفيذه.

قال أمير المؤمنين عليه السلام

“عرفت الله بنقض العزائم وفك الهمم”

٦-٣-٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى