بسبب ترامب .. العراق يصاب بعدوى العقوبات ويعاني من مرض العوز الكهربائي
كنوز ميديا / اقتصاد
يعاني العراق من ازمة حادة ومتفاقمة تتمثل في تأمين الحاجة اللازمة من الكهرباء، بسبب عدم وجود شركات كفوءة قادرة على حل الازمة وهيمنة القرار الامريكي على هذا القطاع، اضافة الى المشكلة الاكبر المتمثلة في عدم وجود الغاز اللازم لتشغيل محطات الطاقة، الامر الذي دفع الحكومات المتعاقبة على استيراد الغاز من ايران، في حين تعاني الجمهورية الاسلامية الوقت الراهن من عقوبات احادية الجانب فرضتها الادارة الامريكية على مختلف قطاعاتها.
وألحقت العقوبات الامريكية ضرراً كبيرا بالعراق من خلال قيام واشنطن بالضغط على حكومة السوداني واللعب على الورقة الاقتصادية لادخال البلاد ضمن خانة العقوبات المفروضة على ايران، وهذا الامر يتمثل في ايقاف استيراد الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، في وقت تؤكد فيه الحكومة العراق حاجتها لنحو 3 سنوات من اجل تأمين هذا الغاز والاستغناء عن الاستيراد.
وبهذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي ضياء المحسن ، أن “طهران تواصل تصدير الغاز إلى تركيا بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار سنويًا، بينما تبيع للعراق غازًا بقيمة 3 مليارات دولار، مما يعكس تناقضًا في تطبيق العقوبات”، مبينا ان “العراق ورغم امتلاكه احتياطيات ضخمة من الغاز، الا انه يحرق أكثر من 6 مليارات دولار سنويًا نتيجة غياب مشاريع الاستثمار، مما يرفع إجمالي خسائره إلى 10 مليارات دولار سنويًا عند إضافة كلفة الاستيراد”، منتقدا “الحكومات المتعاقبة لفشلها في بناء منظومة كهربائية متكاملة بسبب الفساد الذي يعد و العائق الأكبر أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
من جانب اخر، اكد عضو لجنة النفط والغاز النيابية علي المشكور، ان “ايقاف استيراد الغاز الايراني سيجعل العراق يخسر 40 بالمئة من الكهرباء، وفقدان 11 الف ميكا واط من الطاقة المجهزة”، موضحا ان “العراق يحتاج الى 51 الف ميكا واط لتغطية الاحتياج، بينما يؤمن في الوقت الراهن 27 الف ميكا واط، وفي حال خسارة الغاز الايراني فأن العراق سيعاني من ضعف في تأمين الطاقة التي يحتاجها”.
وعلى اثر القرارات الامريكية بشأن ايقاف اعفاء العراق من استيراد الغاز الايراني، فقد وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزارة الكهرباء بالعمل الفوري على تهيئة عقود فنية وفق معايير محددة وإجراءات مبسطة، بشأن مشروع الطاقة الشمسية الذكية، لتوقيعها ورفعها إلى مجلس الوزراء للتصويت عليها، حيث اجتمع السوداني مع وزير الكهرباء والفريق الوطني للحلول الذكية والطاقة المتجددة، وعدد من المحافظين ومستشاري رئيس مجلس الوزراء، وشهد الاجتماع استعراض عمل منظومات الطاقة ومقدار إنتاجها، من خلال اعتماد منظومات الطاقة الشمسية والمقاييس الذكية وأساليب وطرق الجباية، كما جرى بحث مساهمة القطاع الخاص في مشاريع الإدارة الذكية لتوليد الطاقة في المحافظات، بإشراف الحكومات المحلية وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء، التي ستقوم بشراء الطاقة المنتجة ومتابعة الأسعار والتكاليف وعمل القطاع الخاص، وأهمية تحقيق الجباية وفق اعتماد المقاييس الذكية”.
وعلى صعيد متصل، يرى المحلل السياسي صباح العكيلي خلال حديثه له، ان “السوداني امام خيار يتمثل بقطع العلاقات بشأن استيراد الغاز الايراني وهذا يحتم على الادارة الامريكية ايجاد بدائل للعراق لتأمين حاجته من الكهرباء، خصوصا ان الغاز القطري مازال غير متاح، وكذلك الحال بالنسبة لتركمانستان الذي يحتاج الى تنسيق مع الجانب الايراني”، مبينا ان “هناك امكانية للتفاوض مع ترامب عبر صفقة سياسية من اجل تمديد الاعفاء المتعلق باستيراد الغاز الايراني، خصوصا ان المؤشرات تؤكد استعداد ترامب للتفاوض مع ايران عبر وسطاء بعيدا عن الخيار العسكري، وبالتالي هناك امكانية للتوصل الى اتفاق بشان ملف الغاز الايراني”.