سلسلة مقالات غرب اسيا(اليمن)حلقة ٢٤

كنوز ميديا/ متابعة 

تصعيد أمريكي جديد تجاه اليمن وتحدّي يمني للرسائل الأمريكية

▪ اختبار جديد لصمود اليمن في وجه الهيمنة

في ظل الموقف اليمني الثابت والصلابة التي يظهرها أنصار الله (الحوثيون)، فإن المهلة التي تم منحها لإسرائيل لفتح معابر غزة أمام المساعدات الإنسانية على وشك الانتهاء،  في هذا الصدد تلوح في الأفق موجة جديدة من التصعيد في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.

فإذا لم يمتثل الكيان الصهيوني لهذا الإنذار الأخير، فإن المنطقة ستشهد تحولات جذرية قد تعيد رسم خريطة التوترات الإقليمية.

في هذا السياق المتأزم، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائراتها العملاقة، مدعومة بالطائرات المقاتلة المتطورة، إلى المنطقة في خطوة استباقية.

هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع تقديم لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لمساءلة الحوثيين -حسب ما تم الإعلان عنه- عن انتهاكات حقوق الإنسان.

▪ عواقب التصعيد الامريكي .. و تحدّي اليمن للرسائل الأمريكية

مع دخول حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة، يتساءل الكثيرون عن عواقب التصعيد الأمريكي وصمود اليمن في تحدي الرسائل الأمريكية.

فهل تدرك أمريكا أن التعامل مع اليمن بلغة القوة لن يجدي نفعًا؟ في حين تُعتبر هذه الخطوة التي قامت بها أمريكا رسالة ردع قوية، تهدف إلى إجبار اليمنيين على التراجع عن الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم بمحاصرة إسرائيل كما تُحاصر غزة.

فمن ناحية أخرى، فإن هذا التصعيد قد يؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة، خاصة إذا قرر أنصار الله تحدي هذه الرسائل الأمريكية، والتي غالبًا لن تثني عزيمتهم.

▪ حوار فاشل أم استراتيجية خاطئة؟

يتهم الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس جو بايدن بأن سياستها تجاه اليمن كانت تقوم على محاولات الحوار والتفاوض، مع التركيز على احتواء التهديدات دون الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة.

ومع ذلك، فشلت هذه السياسة في وقف أنصار الله (الحوثيون) عن عملياتهم العسكرية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

أما الإدارة الحالية بقيادة ترامب، فتسعى إلى اتباع نهج مختلف، حيث ترى أن أنصار الله يمثلون تهديدًا متصاعدًا يجب التعامل معه بقوة قبل أن يتحول إلى مشكلة أكبر، تشبه التحدي الذي تمثله بعض القوى الإقليمية، حسب وصفهم.

▪ المواجهة القادمة في البحر الأحمر.. هل تفقد أمريكا هيمنتها أمام صمود اليمن؟

• مع اقتراب نهاية المهلة التي منحها أنصار الله (الحوثيون) لإسرائيل لفتح معابر غزة، تتجه الأنظار إلى البحر الأحمر، حيث تلوح في الأفق مواجهة قد تُعيد رسم خريطة الصراعات في المنطقة.

واشنطن، التي تحاول استباق التصعيد بنشر حاملة طائراتها، تُرسل رسائل تهديد واضحة لليمن.

لكن السؤال الأكبر: هل ستنجح هذه الاستراتيجية في كسر إرادة اليمن، أم أن التاريخ سيعيد نفسه؟

1. القوة العسكرية ليست الحل: دروس من الماضي

• التاريخ يُعلّمنا أن اليمن، بكل تحدياته، لم يُخضع بالقوة العسكرية.

بل على العكس، كل موجة ضغط خارجي زادت من مناعة الشعب اليمني وقدرته على الصمود.

• اليمن ليست ساحة للهيمنة، هذا ما أثبته أنصار الله مرارًا، حيث حوّلوا التهديدات إلى فرص لتعزيز وجودهم كقوة إقليمية فاعلة.

• ينتقد ترامب سياسة بايدن السابقة، التي اعتمدت على الحوار والتفاوض، واصفًا إياها بالفشل الذريع.

لكن النهج الجديد القائم على “لغة القوة” قد يكون أكثر خطورة.

• إذا رد اليمنيون بتصعيد نوعي ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فقد تجد واشنطن نفسها في موقف لا تُحسد عليه.

• قد تضطر إسرائيل إلى فتح معابر غزة تحت ضغط التهديدات اليمنية، وهو ما سيكون انتصارًا دبلوماسيًا وعسكريًا لأنصار الله، ويعكس تراجعًا في الهيمنة الأمريكية.

• المواجهة القادمة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي معركة كسر هيمنة.

اليمن يسعى إلى فرض معادلة جديدة تُجبر واشنطن وتل أبيب على التعامل معه كقوة لا يمكن تجاهلها.

• في النهاية يمكن القول أن المواجهة القادمة ليست مجرد اختبار لقوة اليمن، بل هي اختبار لإرادة القوى الكبرى في التعامل مع قوى إقليمية صاعدة.

النتيجة ستحدد ما إذا كانت واشنطن قادرة على فرض هيمنتها، أم أن اليمن سيكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الصراعات الإقليمية، يُثبت فيه أن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في الإرادة .

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية 

 

٢٠٢٥/٣/١١

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى