صفقة اتفاق “قسد” مع الجولاني جاءت في وقتها لصالح نظامه الجديد
بقلم // مهدي قاسم
الاتفاق الذي أبُرم بين الحكومة السورية الجديدة وبين ” قسد ” على صعيد الاندماج الإداري ــ الأمني ــ المؤسساتي ، جاء في وقت حرج جدا بالنسبة لأحمد الشرع الذي ارتكبت قواته المتطرفة الإرهابية مجازر جماعية ضد العلويين في الساحل السوري ..
و خاصة بعد اتضاح أوانكشاف جسامة المجازر الرهيبة أمام الرأى العام العالمي ، مع التصريحات الكثيرة بالتنديدات والمطالبات المتكررة بمحاسبة الجناة المتورطين ..
جاء هذا الاتفاق ، كأنما على عكس ما توقعه البعض ، من أن هذه المجازر الطائفية قد تؤدي إلى تسبب مخاوف أكثر ، و بالتالي إلى صلابة المواقف و شدة الحذر التي ستشعر بها الأقليات السورية الأخرى ، بل قد تدفعها إلى التمسك بسلاحها بإصرار أكبر من أي وقت مضى ..
ولكن بدلا من ذلك ، جرت عملية توقيع هذا الاتفاق بين الشرع و عبدي ــ ممثلا عن قسد ” من جهة ، وبين الشرع و وجهاء وشيوخ الطائفة الدرزية من جهة أخرى ، الأمر الذي من شأنه أن يدعم سلطة احمد الشرع ويوّسع من دائرة قبوليته الدولية من ناحية ، و تخفيف حدة الاحتجاجات و نسبة الشكوك حول مصداقيته بخصوص التحول الديمقراطي السلمي في سوريا من ناحية أخرى ..
ومما يؤيد هذا القول أو الاعتقاد هو مباركة أردوغان لهذا الاتفاق و إشادته به ، من حيث معتبرا إياه على أنه سيكون أحد عوامل الاستقرار في سوريا ..
بطبيعة الحال ، إن هذه الإشادة ليست بأمر هين إذا عرفنا أن لأردوغان نفوذا كبيرا على السلطة السورية الجديدة .