فاول …

بقلم // حسن كريم الراضي

أعلم أن البعض يؤمن بالتكتيكات المرحلية والالاعيب السياسية والنفاق الدبلوماسي ولا يرى أي حرج على حكومة السوداني باسقبالها وزير خارجية حكومة الجولاني في بغداد اليوم .. وأعلم أن سوريا فرضتها الأقدار علينا كأمر واقع لا مفر منه وبحدود طولها أكثر من 600 كيلومتر ويرى هذا البعض أن من المستحسن فتح علاقات جديدة معها وكل ذلك تحت يافطة الحفاظ على الأمن القومي وضمان السلم الاهلي وكف شرور عصاباتها التي تجمعت غير بعيد عنا … ولكني لا أعلم أن كان هؤلاء يتفقون معي على سوء التقدير في الزمان والمكان ؟ فلكل مقام مقال ولكل زمان عمل وسياسة وتدبير .. فالزيارة أتت بناءا على دعوة رسمية ولا أدري من صاحب الدعوة ؟ أهو رئيس الحكومة أم وزير الخارجية ؟ أم بضغط أميركي عربي في محاولة لتسويق حكومة كان رأس رئيسها مطلوب مقابل مكافأة نقدية وصلت إلى عشرة ملايين دولار الى قبل أشهر من اليوم . وهذا الجولاني لم يقتل رجال المارينز ولم يفخخ سيارات لتفجيرها في تل أبيب بل الجميع يعلم أنه مشارك بمئات المجازر التي حدثت في العراق ومازالت ذاكرة العراقيين تحتفظ بصورته وهو يرتدي زي تنظيم القاعدة ولم تستطع البدلة الأنكليزية وربطة العنق الفرنسية محو صورته بعمامته السلفية أو الاخوانية فكيف يدعى ممثل خارجية هذا القاتل المدعو الشيباني اليوم وهو تارة كان يسمى “نسيم واخرى أبو عائشة وثالثة أبو عمار الشامي وكذلك حسام الشافعي”، و اخيرا وقبل التحديث كان زيد العطار ؟ أما الزمان .. فالغريب أنه يدعى للعراق وبنفس التوقيت الذي يصوت فيه مجلس الأمن على أدانة المجازر التي أقترفتها عصابات الحكومة بالعلويبن في الساحل ويطالبهم بالتحرك بجدية لحماية هذه الطائفة المظلومة التي استفردت بها وحوش الشيشان والقوقاز .. والغريب الاخر أن ليس هنالك اية دولة خارج جوار سوريا أستقبلت ممثلا لحكومة الجولاني لا من اسيا ولا أوربا ولا أفريقيا .فمن الذي أملى على الحكومة العراقية المساهمة في أعادة تدوير هذه النفايات الإرهابية لتكون مقبولة للعالم ؟ ولماذا نساهم نحن في ذلك ومازالت صور ضحايانا معلقة على حيطان بيوتنا المفجوعة بابناءها ؟ الم يكن الأولى تأجيل ذلك على أقل تقدير لكيلا تظهر الحكومة بمظهر الخارج عن تغطية شعبها والغير مبالية بمشاعر مواطنيها الذين كانوا يأملون ان تلجأ حكومتنا للمحاكم الدولية والمطالبة بتعويضات ومحاكمة الجناة واستخدام ذلك كورقة ضغط بدل أحتضان وزير خارجيتها في بغداد ؟؟ بالتالي فأنها خطوة غير موفقة أتت بالزمان والمكان السيئين وكشفت عن فقدان الارادة والرضوخ لاملاءات البيت الأبيض أو حتى السعي لارضاءها للحصول على مكاسب هي بالأصل شخصية ولا تصب بصالح البلاد ولا تجلب لنا حتى أمبير كهرباء !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى