السادات وسلام الصدمة 

بقلم // مشير الموسوي

 

 

بدلا من ان يعقد السادات مباحثات سلام سرية ومن ثم علنية في بلد محايد مع عدو استراتيجي لمصر وهو الكيان الصهيوني

تعمد.ان يزور الكيان الصهيوني وان يلقي خطابا في الكنيست

بدون مقدمات تفصيلية عن مالذي سيجري لاحقا وماهي المضار وماهي الفوائد التي سيجنيها المصريون والعرب والفلسطينيون

..السادات ظن أنه بعملية السلام راهن على قوة مصر وان ما سيأخذه من الكيان هو ثمن حياد هذه القوة.ولكنه لم يعرف حتى مقتله. أنه باع فلسطين بثمن بخس وانشأ دولة الصهاينة انشاءا جديدا وزيارته المشؤومة كانت تعادل وعد بلفور نفسه وهي العبور الثاني لبني اسرائيل والغرق الثاني للجيش المصري في البحر

مع الفارق أن السادات كان آخر الفراعنه كما عبر عن نفسه قبل ان يلقيه شعبه في يم الموت الغير مشرف. وكذلك فإن بيغن البولندي و غولدا مائير الاوكرانية لم يكونا هم كذلك من اسباط بني اسرائيل

أعود على موضوعنا الجدلي

فإن التصالح بطريقة الصدمة هو إعطاء شرعية لمن لا شرعية له

مقابل اشياء لم تثمر بعد ولا نعرف مدى خطورتها على الأمن القومي

لا ينبيء عن احاطة كاملة بالواقع السياسي الحالي ولا الواقع السياسي المستقبلي وسيبقى الموضوع هو موضوع فعل ورد فعل وتكهنات وتنازلات لايمكن ايقافها عند حد

..فمثلا راهن السادات على ان لو اصبحت المصالح الامريكية مع مصر اكثر أهمية من مصالحها مع الصهاينة فإنها اي الولايات المتحدة ستنحاز لمصر

ظنا منه أن المصالح الامريكية. هي مجرد مصالح اقتصادية او امنية قصيرة المدى

كما يجب أن يكون هناك توازن بين الوعي الشعبي والذاكرة الشعبية والسياسة الخارجية

فقد تربح جولة في الخارح وتخسر جولات في الداخل

إضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك توازن بين الحفاظ على ايدلوجية النظام الديمقراطي في العراق وبين التصالح مع نظام دكتاتوري مبني على قواعد فكرية نعتقدها ارهابية

……فان.المفروض ان

النظام السياسي العراقي ليس قائما على أفراد

يعبئون المجتمع بافكارهم كل حين بل

يجب أن نسعى للثبات في ايدلوجية النظام وقوته الفلسفية والفكرية والثقافية وايدلوجيته المبنية على التسامح والديمقراطية والحرية

ولعل ذلك يرضي شركائنا الغربيين ايضا.

فلايوجد مثلا في المؤتمر الصحفي من أحرج وزير خارجية الجولاني حول كمية الدماء التي سفكتها حكومته من ابناء الطائفة العلوية والشيعية

بينما يتقبل البعض مثلا إلقاء الحذاء على الرئيس الامريكي جورج بوش وهو يقف بجانب رئيس الوزراء

العراقي الاسبق وبعتبرونه إنجازا وطنيا

اعتقد إننا اوصلنا المجتمع العراقي الى فكرة القبول بكل مايمكن املاؤه عليه

وأصبحت الذاكرة العراقية والفكر العراقي سهل التشكل. وهي جناية يتحملها المثقف قبل غيره

فنحن لسنا ملزمين دوما بمجاملة الخصوم

فلعل الخصم في الداخل

سواء كان اخاكرديا أو اخا سنيا

هو من يدفع لذلك لهذه المجاملات والتصالحات فليس على الأكراد في سوريا بأس بعد أن وقعت قسد الاتفاق مع الجولاني

وبعد أن أظهر السياسيين السنة اعجابهم بتجربة الجولاني وتأييد بعضهم لما قامت به قوات الجولاني من مجازر بحق الشيعة والعلويين

كما إننا ولغاية الان

لانعلم جيدا حجم الاستدراج مستقبلا

وعموما وكوني انتمي للطائفة الشيعية الكريمةافكر بأن لدينا مصالح في سوريا

ليست نفسها المصالح الكردية ولا حتى السنية عموما

ومن الممكن افتح قنوات تواصل مع حكومة الجولاني ولكن بشروطي انا وعلى الاقل تحقق مصالح الشيعة ايضا وتحمي ضمير أبناء الطائفة من الشعور بالوجع من ترك اخوتهم في سوريا تحت مقصلة الذبح والتقتيل والاضطهاد

وسيقبلها الجولاني وانا متاكد من ذلك

فالناس تحترم الأقوياء والصرحاء والعقائديين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى