السلطة باسم علي… وعلي بريء منهم

بقلم // علي جاسب الموسوي 

 

لو عاد علي عليه السلام اليوم.. وسار في شوارع الذين يحكمون باسمه ماذا سيرى؟ سيرى فقراءً يتضورون جوعاً .. فيما القصورُ ممتلئةٌ بالأموال .. سيرى أيتام ينامون على الأرصفة، فيما الأبناءُ المدللون للمسؤولين ينامون في قصورٍ لم يرَ مثلها كسرى وقيصر .. سيرى الجياعَ ينتظرون رواتبهم الزهيدة .. بينما الحاكم ينهبُ المليارات باسم الدين .. وباسم التشيع .. وباسم علي نفسه.

 

علي عليه السلام كان يجلسُ في الأسواق ليحكم بين الناس .. واليوم لا ترى الحاكمَ إلا في مواكب السيارات المصفحة .. علي كان يربط الحجرَ على بطنه من شدّة الجوع .. واليوم ترى من يدّعي ولاءه يعيش في بذخ الطغاة .. علي عليه السلام كان يطفئُ سراجَ بيت المال إذا دخل عليه خاصته، واليوم تُسرَق خزائنُ الشعوبِ باسم (أموالِ المسلمين)

 

الفرقُ بين علي عليه السلام وبين من سرقوا اسمه .. هو الفرقُ بين النور والظلام .. بين العدالة والخيانة .. بين إمام قال: (لو كان الفقرُ رجلًا لقتلته) وبين حكام جعلوا الفقرَ ديناً وعبادةً مفروضةً على الشعوب .. حتى يزدادوا هم ثراءً.

 

يا عليّ، عُد إلينا لحظةً .. وانظر كيف صارت دولتك .. وكيف صار من يدّعون أنهم أبناؤك .. عُد وانظر كم من مسجدٍ يُصلى فيه باسمك .. لكن المصلين جياع .. عُد وانظر كم من خطيبٍ يبكي على استشهادك .. لكنه يأكلُ مال الأيتام بدموع التماسيح.

عُد إلينا .. واسألهم: بأي وجه تلقونني غدا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى