الأمريكان والصهاينة..إختلاق الذرائع والأسباب لتحقيق المكاسب والأهداف..!
بقلم // عبد الجبار الغراب
حقائق متوالية كشفتها معركة “طوفان الأقصى” الفاصلة، ومعطيات واضحة أخرجتها شواهدها الكاملة، ووقائع ظاهرة اثبتتها نتائج الحرب الدائرة ، ومخاطر متصاعدة اصبحت متداولة لنوايا الأمريكان والصهاينة لإشعالهم الحرب في المنطقة تحقق لهم المخططات التي فشلوا في تحقيقها على مد كل عدوانهم على غزة ولبنان واليمن وإيران، وظهور متزايد لمساعٍ وخطوات أعدتها الإدارة الأمريكية الجديدة في وضعها لمسارات وبدائل وطرق لرسمها مجددًا قد تعطي التفوق والانتصار للصهاينة للقضاء على حركة حماس وتهجير كامل سكانها من القطاع المتفق سابقًا مع إدارة ترامب وفشله في اقناع مصر والأردن لتحقيق هدفه التهجير،
كانت الخطه المصرية لإدارة وإعمار غزة دون تهجير سكانها والموافقة العربية والأوروبية عليها وعدم قبولها صهيونيًّا وأمريكيًّا الضربة التي أعادوا بها خلقهم الذرائع والأسباب للقيام بالعدوان على غزة واليمن ولبنان، فهم انكسروا بلا نجاحات مرتكبين المجازر بقتلهم لعشرات الألأف من المدنيين في غزة ولبنان،
ارتفعت الأصوات العالمية التي طالبت في أدراج الصهاينة ضمن اللائحة السوداء لمرتكبي جرائم بحق الأطفال في الأمم المتحدة ليتم ذلك ويوضع قادتهم ضمن المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية كمرتكبي جرائم إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة.
تغييرات واضحة و مكشوفة لكافة الأقوال التي عبرت عنها أدارة ترامب الأمريكية في وضعها للسلام شعار لتطبيقه، وإنهائها للحروب في المنطقة من ضمن أولوياته القصوى، لتتضح أكاذيب الأقوال بممارسة ترامب للأفعال الخبيثة من خلال شنه للعدوان العسكري على اليمن، وإعطائه للكيان موافقته على عودة الحرب على غزة، وخرقهم لاتفاق إيقاف النار في لبنان وشنهم للاعتداءات علية الذرائع والأسباب الكاذبة والمفتعلة.
اعطت مختلف الدلائل والوقائع الحالية في مختلف المناطق التي شن عليها الأمريكان والصهاينة حروبهم الهمجية اجاباتها الكافية بتعرضهم للهزائم والخسائر الفادحة في مواجهتهم لقوى محور المقاومة الإسلامية رغم استخدامهم للقوة المفرطة في غزة ولمدة خمسة عشر شهراً والتي اثبتت فيها المقاومة ومعها سكان القطاع صلابتهم القوية وصمودهم الأسطوري لإفشال كل المحاولات والممارسات الأمريكية والصهيونية لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية للقضاء على المقاومة وتهجير سكانه.
برغم كل الدمار والإبادة الجماعية التي أرتكبها الكيان إلا أنه فشل في تحقيقه للأهداف ليخضع بعدها للقبول باتفاق وقف إطلاق النار أولاً في لبنان والتي كان لحزب الله الإسناد منذ اللحظة الأولى لإنطلاق معركة “طوفان الأقصى”، وقبوله مؤخراً للقبول بصفقة تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية بعد حرب دامت خمسة عشر شهرًا يتم فيها إيقاف للحرب وعلى مراحل ثلاث يتم الالتزام بها حتى الوصول الكامل لوقف نهائي للحرب.
أبرزت الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط والمتصاعدة حاليًا جراء الاعتداءات المستمرة والذرائع الصهيونية الكاذبة لرسم وقائع جديدة قد تفرضها التدخلات العسكرية كبديل وخيار لفشلهم الذي أستمر على مد خمسة عشر شهرًا من حربهم على غزة وعدوانهم على حزب الله،
فشلهم في ردعهم لليمنيين والذين اظهروا قوتهم العظيمة والتي طالت بها إرادتهم بشموخها المتواصل بالعمليات الإسنادية بدون توقف وبشكل يومي باستهدافهم لمدن الكيان بالصواريخ الفرط صوتية رغم العدوان الامريكي الكبير عليهم، وهي الخيارات والبدائل التي كانت للإدارة الأمريكية إدخالها في إطارها المخطط الخادم لمصالح الكيان،
العدوان الهمجي على اليمن وبمستوى كبير وتكثيف شديد لإلحاق الأضرار بقدرات الجيش اليمني وردعه عن موقفه المساند لقطاع غزة، وتقديمهم للعون والإسناد ومدهم بالسلاح الجديد والكبير للكيان لعدوانه على غزة واختراقه لوقف إطلاق النار،
الضغوط الكبيرة التي يمارسونها على الدولة اللبنانية لإخضاعها وجعلها ولاية من ولايات أمريكا يسهل بعدها تلبية المطامع الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية لبنان وأنهاء وجود المقاومة فيها.
اتضحت صورة المخطط الأمريكي من خلال حديث مبعوثها الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لضرورة إقامة التطبيع مع لبنان وأنه تكلم بذلك مع الحكومة السورية واضعًا بذلك الكيان اكثر قربًا، ومن إعلان الحرب الأمريكية على اليمن كانت البداية لعودة الحرب الإسرائيلية مجددًا على غزة وحاليًّا على لبنان، والتهديدات المستمرة على إيران وكل ذلك جاء في نفس التوقيت،
هنا يبرز ضرورة الإتحاد في مواجهة كافة المخططات الأمريكية الصهيونية والتي قد لا تنجوا كامل دول المنطقة منها، خصوصًا مع اهتمام ستيفن ويتكوف وتصريحاته بضرورة أمن وإستمرار مصر واهميتها بالنسبة لكامل المنطقة والتي تعطي إيحاءاتها الهامة لمخططات تحاك ضد مصر والأردن قد تكون لها إنعكاساتها السلبية إذا لم يتم التصدي لها في بداياتها وإفشالها كليًّا.
حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل رغم نفي حزب الله المسؤولية عنها إلا أنها تعطي مؤشرات كبيرة ودلائل واضحة و مسوغ اسرائيلي مفتعل وذريعة لوضع سيناريو جديد في لبنان وتوظيفه لخدمة الصهاينة لأخذ الرد والاستباحة في ظل حالة الضعف للحكومة اللبنانية واستغلاله كإنجاز من قبل الأمريكان كبداية للتطبيع وإخضاع لبنان وإثارة المشاكل الداخلية فيها.
في ظل ما يعيشه لبنان من اعتداءات إسرائيلية متواصلة وخروقاتة الكبيرة لاتفاق وقف النار والضغوطات الأمريكية وحملات التحريض الواسعة ضد حزب الله والفتنة وإشعالها داخليًا التي يراد من ورائها ط جعل لبنان خاضعة لكل الاملاءات الأمريكية قد تعطي الصهاينة منها الآمال للقضاء الكامل على المقاومة،
كانت صواريخ المطلة ذريعة البداية لإسرائيل للإنخراط ضمن هذا المسار المرسوم.