محطة في علاج الشك : “أفي الله شكٌ” أم في نبيه وآله الطاهرين “صلوات الله عليهم أجمعين”.

وقد جاء عنهم "فإن الشكوك والظنون لواقح الفتن، ومكدرة لصفو المنائح والمنن"

كنوز ميديا / د .أحمد الخاقاني

الشك وقبحه على باطن العبد يؤخره عن نيل رضا الرب الكريم ويجعل العبد يُسيء الظن بالله وهي خطيئة ما بعدها خطيئة تتسلل في قلب المؤمن حينما يتأخر عنه طلب بقضاء حاجة او شفاء مرض او دفع بلاء وكرب وما شابه لذا مثل هذه المثبطات والمؤخرات هن من يحرمن المؤمن المنح والمنن الإلهية وممكن تصل بالعبد لسوء العاقبة كما لاحظنا كيف ان البعض يهوي من قمة الإيمان والحظ إلى منحدر الهاوية والحضيض بسبب أن بعض مجريات الأمور لم تكون كما يريد، وهنا صار شكه في حد التفكير بعدم عدالة الله تعالى او انه ترك الخلق بعد خلقهم من دون متابعة وتدبير وما شابه ،ولا خلاص من هذا المرضة والعقدة النفسية إلا بجعل اليقين بأن الخالق سبحانه عادل حكيم لا يفعل بالعبد إلا ما فيه مصلحته وإن بعض الأمور تجري على العبد من قبيل ظلم الناس له وعدم إنقاذ الله له من هذا الظلم هي جعل العبد في محل إختبار للثبات وللظالم محل إختبار حينما يحكم الناس او فرد يحكم اسرة او رب عمل وهكذا وهي سنن إلهية جرت على البشرية من اول الخلق ومر بها خيار العباد من الأنبياء واوصيائهم ونجحوا في الإختبار ونالوا منح ومنن الحق سبحانه ولو سلم النبي وآله الطاهرين “صلوات الله عليهم أجمعين” من هذه الإختبارات والإمتحانات والإبتلائات لسلمنا نحن وهل يوجد أعز من الإمام الحسين عليه السلام وهو يتعرض لكل هذا الضيم فيقول : “نَصْبِرُ عَلَى بَلَائِهِ وَ يُوَفِّينَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ”.
ومن العلاجات المهمة للشك ووسة الشيطان ما ورد عن المعصوم “عليه السلام”
عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن أبي عبد الله الصادق “عليه السلام” قال: قلت: يا ابن رسول الله إني أجد بلابل في صدري، ووساوس في فؤادي حتى لربما قطع صلاتي، وشوش علي قراءتي قال: وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين “عليه السلام”؟ قلت: يا ابن رسول الله علمني، قال:
إذا أحسست بشئ من ذلك. فضع يدك عليه(اي على محل الفؤاد وهو الصدر) ، وقل ” بسم الله وبالله اللهم مننت علي بالايمان، وأودعتني القرآن، ورزقتني صيام شهر رمضان، فامنن علي بالرحمة والرضوان، والرأفة والغفران، وتمام ما أوليتني من النعم والاحسان، يا حنان يا منان، يا دائم يا رحمن، سبحانك وليس لي أحد سواك، سبحانك أعوذ بك بعد هذه الكرامات من الهوان، وأسألك أن تجلي عن قلبي الأحزان ” تقولها: ثلاثا فإنك تعافى منها بعون الله تعالى، ثم تصلي على النبي والسلام عليهم ورحمة الله”

المسرف في الشك
أحمد الخاقاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى