اعتقال مفتي سوريا بدرالدين حسون بوابة لماذا؟!

كنوز ميديا/ نعيم الخفاجي

 

شاهدنا صور بثتها قنوات تلفزيونية فضائية وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر اعتقال المفتي العام إلى الجمهورية السورية الشيخ بدر الدين حسون، من قبل العصابات الإجرامية الجولانية السفيانية في مطار دمشق.

في يوم تسليم دمشق إلى عصابات القاعدة وداعش، قام المجرم فيصل القاسم في المطالبة في قتل المفتي بحجة انه مفتي النظام، بل عرض صور للشيخ بدر الدين حسون أمام جهاز صرف آلي في بنك فرنسي،

وقال هذا هو المفتي هرب وكما ترونه يسحب أموال من بنك فرنسي من أموال الشعب السوري التي سرقها، لكن ثبت فيما بعد، كذب ادعاءات فيصل القاسم بهروب الشيخ بدر الدين إلى فرنسا، ويثبت أن كل الأخبار التي كان ينشرها فيصل القاسم عبر قناة الجزيرة، أو عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أخبار كاذبة.

بالتأكيد الشيخ بدر الدين سوف يتم قتله، حيث نسبوا إليه تهم كثيرة جدا، لاتعد ولاتحصى، ومن بين التهم، تهمة الردة، وإعانة مرتد، والمساعدة في قتل المسلمين..إلخ.

ليس بالأمر الغريب ان يتم اتهام الشيخ المفتي بتهمة الردة، تاريخ الحركات الوهابية التكفيرية، حافل في اتهام كل شخص يختلف معهم، في تهمة الردة، ويستحلون دماء الأطفال والنساء، ولدينا في جريمة قتل ربع مليون مواطن جزائري بحقبة التسعينيات من القرن الماضي، كانت جرائمهم تزداد وحشية في كل عام بحلول شهر رمضان،

بل بات كل عام عندما يقبل علينا شهر رمضان نضع في حساباتنا، ازدياد عمليات ذبح الأطفال والنساء في الجزائر، وكانت قناة الجزيرة تدلس، وتتهم قوات الجيش الجزائري في تنفيذ تلك الجرائم، لكن بمرور الزمن، تم فضح المجاميع الاخوانية الوهابية واثبات انهم هم من ينفذون ذلك،

بل مفتيهم الشيخ التكفيري أبو قتادة استفزه المرحوم السيد عبدالمجيد الخوئي عبر برنامج سامي حداد بالجزيرة، وقال يجوز قتل أطفال ونساء الشرطة وعوائل الجيش الجزائري، بالصورة والصوت، نعم هم المجاميع الإرهابية فضحوا أنفسهم بنفسهم.

مايحدث من سوريا في عمليات قتل أبناء الأقليات وقتل المواطنين السنة المتعاطفين مع الشيعة والمسيح، يثبت ان هؤلاء التكفيريين، فاقدي الانسانية، وهم يسيرون على نهج أسلافهم في التكفير والوحشية ورفض الحوار والتعايش السلمي والتصالح مع أبناء المكونات السورية، عقليات مجرمة، ترى في العنف والاتهام بالكفر أداة لإسكات الخصوم وإضفاء طابع الشرعية على جرائمهم القبيحة، هذه ليست مجرد نزعة سياسية،

بل أزمة فكرية تمتد من ذو الثدية وابن ملجم والحجاج وبسر بن أرطأة والزرقاوي وابو بكر البغدادي وابن لادن وصدام الجرذ إلى الجولاني السفياني.

عندما نتحاور مع شيوخ الوهابية، يتبعون أساليب الكذب، بعام ١٩٩٦، في كوبنهاكن دخلت إلى مكتبة عربية عن طريق الصدفة، وإذا بها عش دبابير الوهابية، خضت معهم حوارات امتدت ثلاثة ايام، كان صاحب المكتبة فلسطيني شيوعي سابق وتحول اسلامي، انعجب بكلامي واختار طريق التشيع، كان يحضر الحوار رجل كبير مغربي،

يستمع للحوارات، نهض واتجه نحوي وقال لي انهض، قام في تقبيلي، والتفت اليهم، قال لهم اول مرة بحياتي أشاهد شيعي، قال لهم هذا شاب واحد وانتم عشرة اشخاص، بمفرده يحتج عليكم في القرآن ويقول لكم قال الله ويحتج عليكم في البخاري ومسلم، وانتم تكذبون عليه، أعجبتني تغريدة إلى الإعلامي الجزائري الدكتور يحيى ابو زكريا حيث كتب( ‏تقول لهم

قال الله تعالى الرحمن الرحيم في القرآن الكريم،يقولون لك قال إبن تيمية، تقول لهم قال المولى عز و جل في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل بين يديه و من خلفه …
يقولون لك قال محمد بن عبد الوهاب ….

لقد دكدكوا مرجعية الشريعة و أقدسية الله في صناعة الحكم الشرعي و التصور العقدي ….
د.يحيى أبو زكريا).

تابعت أحاديث الفيالق الإعلامية لتنظيم القاعدة وداعش السوريين من أنصار الجولاني السفياني، حول اخبار اعتقال المفتي، أحد الإعلاميين لجبهة النصرة واسمه عمر مدنية احد رؤوس الإرهاب كتب( ‏مفتي بشار الاسد احمد حسون بيد العداله مذلول بعد ان حاول الهرب من البلاد).

لم يهرب، بل قدم طلب الى وزارة الصحة السورية التابعة للجولاني في إمكانية السفر للعلاج خارج سوريا، جاءه الجواب نعم في استطاعتك السفر، والشرطة ابلغوه لايوجد منع ضدك، الرجل صدق ترك أهله في حلب وذهب إلى دمشق للمطار، تم الختم على جوازه، دخلت مجموعة من الملثمين قاموا في اعتقاله بطريقة داعشية.

لذلك عملية ‏اعتقال عصابات الجولاني لمفتي الجمهورية السورية السابق أحمد حسون، للحق كانت بسبب وقوف بدر الدين مع النظام في سوريا، يعود سبب وقوف الشيخ مع نظام بشار الاسد، لسبب عقائدي، الشيخ بدر الدين حسون شافعي المذهب اشعري المعتقد، رأي الأشاعرة تقول طاعة الحاكم المتغلب، عبدالله بن عمر قال نحن مع من غلب، لذلك رفض المشاركة في حرب الجمل وصفين ، الحركات الاخوانية الوهابية يرون في كفر الأشاعرة ويصفون أبو الحسن الأشعري في مذهب الطغيان والكفر.

فتاوى الشيخ حسون كانت ضد العصابات الارهابية كالقاعدة وداعش، ويؤمن بأن الإسلام دين عدل وتسامح، بينما التكفيريين ينظرون له كافر وقتلوا ابنه الأكبر بسنوات الإرهاب، واغتالوا الشيخ رمضان البوطي المفتي السابق في سوريا، بل الإخوان التكفيريين، في مصر أيضا قتلوا مفتي الشوافع الأشاعرة الشيخ محمد حسين الذهبي، والذي كان يشغل منصب وزير الأوقاف عام 1977، في قضية وقوفه مع السادات حول اتفاق السلام مع إسرائيل.

الشيخ بدر الدين حسون كان مؤمنا بالتعايش بين السنة والشيعة، وهذا يرفضه الوهابيين ويرون كفر كل شيخ سني يقبل ان ينظر إلى الشيعة مسلمون، وبسبب مواقف الشيخ بدرالدين الداعية للتعايش تم اتهامه بالتشيع والكفر.

منذ سقوط نظام بشار الأسد تم اغتيال المئات من الشيوخ من الشيعة والسنة الذين وقفوا ضد التكفيريين، غالبية علماء الأشاعرة والماتوريدين السنة في سوريا، وقفوا مع نظام بشار الأسد ضد العصابات الاخوانية الوهابية التكفيرية، فهؤلاء يتم قتلهم بل حتى السني الذي يقف مع أنصار الجولاني السفياني اذا ذات مرة يكون لديه رأي يتوافق مع آراء جماعات تختلف مع أنصار الجولاني، رأسا يقولون له، اصبحت معهم ويقومون بقتله،

نعم هذه هي عقليات النظام السياسي للقاعدة وداعش الحاكم في سوريا.
مانراه في سوريا عمليات انتقام ديني واضح يطال الشيعة والاشاعرة وبقية المذاهب السنية الغير وهابية.

احد صحابة سلف الوهابية نافع بن الأزرق كفر كل الصحابة والسلف حيث قال، أن الدار دار كفر إلا من أظهر إيمانه،

أفعال العصابات الإخوانية الوهابية أقبح من اي قبيح عبر التاريخ، فاقوا جرائم الخوارج،
فعلوا جرائم بالعراق وسوريا ونيجيريا لم يفعلها غيرهم، وصلت جرائمهم إلى أكل لحوم البشر، والتمثيل بالجثث، وحرق الناس أحياء، واستحلال دماء الأطفال، تم عرض مقطع فيديو إلى وهابي ماسك ثلاثة أطفال شيعة علويين وبيده سكين يقول لهم حبايبي من اول واحد منكم ابدا بذبحه، والاطفال يصرخون، نعم هذا حدث بالصورة والصوت.

يحتاج الشعب السوري سقوط علماء شهداء على أيدي عصابات المجرم الجولاني السفياني، انا ارى استشهاد الشيخ أحمد بدرالدين حسون على أيدي سلطات الجولاني السفياني أمر مهم وضروري لتعرية المجرم الجولاني، بالتأكيد الشيخ ينال الشهادة وينتقل إلى جوار ربه، لكن الجولاني لايمكن فضحه بدون أن تسيل دماء العلماء والاطفال والصالحين، بل حياة بدر الدين حسون تبدأ في يوم استشهاده، يبقى في الذاكرة تخلده الأجيال، بعد سقوط حكم الجولانيين يحيي السوريين ذكرى الشهداء والمغدورين وخاصة إذا كان الشهداء رجال دين مفتين مثل البوطي وبدر الدين حسون، واهم من يعتقد ان الجولاني وعصاباته يعمل نظام ديمقراطي في سوريا بل يجعلها بؤرة للإرهاب والقتل مع خالص التحية والتقدير.

 

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
28/3/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى