اليمن وفلسطين..وحدة الدم والمصير..!

كنوز ميديا / د. محمد حسن الرقيمي 

أمين عام مؤسسة الاتحاد العربي للصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب

 

منذ عقود طويلة، ظلت القضية الفلسطينية قضية الأمة الإسلامية جمعاء، فهي ليست مجرد صراع سياسي أو نزاع حدودي، بل معركة وجود وهوية وكرامة. ورغم التخاذل والصمت الذي خيم على مواقف الكثير من الدول، برزت اليمن كصوت حر يرفض الظلم، ويقف بكل شجاعة وإيمان في وجه العدوان الصهيوني الغاشم على غزة.

اليمن اليوم تحمل القضية الفلسطينية بصدق وإخلاص، ليس بالشعارات فقط، بل بالأفعال والمواقف الثابتة.

فمنذ بداية العدوان على غزة، لم تتراجع اليمن عن موقفها المبدئي في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، فكانت الدولة الوحيدة التي كسرت الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وأرسلت رسائلها النارية إلى عمق الكيان المحتل عبر عملياتها البحرية في البحر الأحمر، واستهدافها للمصالح الصهيونية والأمريكية، تأكيدًا على أن اليمن لا تقف متفرجة، بل هي شريكة في معركة التحرير.

إن ما يتعرض له أهلنا في غزة من حرب إبادة وتنكيل، وما يسقط يوميًا من آلاف الضحايا الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء، هو وصمة عار في جبين العالم المتخاذل.

إلا أن اليمن، رغم كل الظروف والحصار والتحديات، أثبتت أنها حاملة لواء المقاومة، ومدافعة عن المستضعفين، وأنها ستظل سدًا منيعًا أمام مشاريع الهيمنة الصهيونية في المنطقة.

وفي هذا السياق، يحيي الشعب اليمني العظيم يوم القدس العالمي، في الثامن والعشرين من مارس 2025، تلبية لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مؤكدًا أن القدس ليست مجرد أرض محتلة، بل رمز لقضية الأمة الإسلامية، وعنوان لمعركتها الكبرى ضد قوى الاستكبار العالمي.

يوم القدس العالمي هو يوم تجديد العهد مع فلسطين، يوم يثبت فيه الأحرار أن القضية لا يمكن أن تُمحى أو تُنسى، مهما حاول العدو طمسها بالتطبيع أو بالعدوان.

إنه يوم يلتقي فيه المستضعفون من مختلف بقاع الأرض ليعلنوا موقفهم الثابت: أن القدس ستبقى عربية إسلامية، وأن المحتل الصهيوني إلى زوال.

اليمن، وهي تخوض معركة الدفاع عن فلسطين، لا تفعل ذلك من باب السياسة أو المصلحة، بل من منطلق الإيمان العميق بعدالة هذه القضية، وإدراك أن المعركة ضد الاحتلال الصهيوني هي معركة الأمة كلها، وأن تحرير القدس مسؤولية جماعية لكل مسلم حر وشريف.

سيظل اليمن، رغم كل المؤامرات، سيف فلسطين وكابوس الصهاينة، ولن يتراجع عن مواقفه المبدئية حتى يتحقق وعد الله، ويتم تحرير المسجد الأقصى من دنس الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى