العقوبات الأمريكية والرقصات الفلكلورية..!

كنوز ميديا /علي عنبر السعدي

– عقوباتهم كمن يحرق يديه
في لقاء جمع بوتين مع مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون ،خاطبه بوتين بأن شعار النسر الرئاسي الامريكي يحمل غصناً وحبات زيتون دليل السلام ،

فلماذا تتصرفون بمنطق الحرب ؟

فأجابه بولتون : لم أت اليك بالمزيد من حبات الزيتون – فردّ بوتين ساخراً : ولم أكن أتوقع منك ذلك .

لايكاد يمر يوم ،من دون اصدار عقوبات أمريكية على دولة أو أحد ما ، في انحاء العالم ،حتى أصبحت بمثابة ادمان أو هوس ،بعد أن وصلت الى أقرب حلفائها التاريخيين – كندا – اوربا – المكسيك – البلدان الاسكندنافية – .

من يتابع تاريخ العقوبات الأمريكية ،وتعدد الجهات التي تتخذها – الكونجرس – وزارة الخزانة – وزارة العدل – القضاة منفردين – الرئيس – سيجد انها تزداد طردياً ،كلما ازدادت الأخطار التي تهدد وحدانيتها في الهيمنة ، واستراتيجيتها في مقولة ” اذا كان القرن العشرين قد انتهى أمريكيا ، فعلى القرن الواحد والعشرين ان يبدأ وينتهي أمريكيا ” لذا تحاول اطفاء نقاط التهديد الواقعية أو المحتملة ، فهل ينفع ذلك ؟؟

المستهدفون بالعقوبات ،باتوا يتزايدون عبر العالم ، والمتجاهلون لها كذلك ، ما يخلق نوعاً من (التضامن ) بين المتضررين ، وبدء البحث عن بدائل ، ويبدو انهم نجحوا أو تكيفوا بنسبة ما ،كما فعلت روسيا والصين وايران والبرازيل – مثلاً .

العقوبات الأمريكية لم توقف كوبا أو كوريا الشمالية أو ايران أو فنزويلا، ولم تردع الافراد والجماعات الذين شملتهم ، فأمريكا بعقوباتها تستهدف خصومها او أعدائها – قبل ان يدخل حلفائها في القائمة – ، ومعظم هؤلاء ، وبعد توالي سلاسل العقوبات التي لاتنقطع ،

حيث أصبحت السلاح شبه الوحيد بيد أمريكا ، تدبروا أوضاعهم بشكل أو بآخر ،كما ان الكثيرين ،لا يمتلكون في أمريكا ما يخشون عليه ، وتكاثرت تبعاً لذلك ، الطرق والوسائل التي تتبعها الشركات والمصارف ، لتجاوز العقوبات الأمريكية ، التي تحولت والحالة هذه ،أشبه بسلوك فلكلوري أو افلام رامبو .

لكن أمريكا لن تستطيع التخلي عن العقوبات في أية حال ، لأنها اصبحت واحدة من عوامل ابراز قوتها وايحائها انها ستبقى ممسكة بزمام العالم ، وان تحولت الى مجرد ” ابتهالات وثنية” أو أفلام هوليودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى