أكتب عن الجغرافيا – اياك والانسان سأفرك اذنك ان لم تسمع – يا قلمي
كنوز ميديا—علي عنبر السعدي
تعريف التاريخ بمختصره هو صنع الانسان في الجغرافيا ،ولكي تعيش بسلام – مع نفسك والآخرين – أكتب عن الجغرافيا دون الانسان .
اجعل من نفسك دليلاً سياحياً ،فتحدث عن الأبنية الفاخرة والحدائق النضرة وسحر الغابات المسيجة بالأسئلة ،ثم عرّج على الشواطئ – دون السابحين – وعن المراكب – دون الصيادين – وعن الشوارع – دون العابرين وعن معالم الجبال ودروبها الوعرة ،والأودية وحجارتها وكيف عبرتها النسور والعصافير ،يداً بيد ، وكتف الكتف ، أكتب عن الأبقار والخيول ، والأغنام والصخول ، لكن لاتذكر النساء المتحولات ، ولاتزعل أديباً صفع ذوقك بقصة جداً قصيرة ، ولاقصيدة فطيرة ، ولانقداً يفوح منه الرياء ،واياك ان تعثر بسيرة الأحزاب وزعمائها المبجلين وكبار المصلحين – فيها وعليها – .
أكتب عن الشوارع اللاصفة ،والبيوت المتراصفة ،والشرفات السابحة في الملكوت ،وزهورها المنسقة وألوانها – لاتنسى أوانها – ففيها هوية المدن وسرّ تقدمها واحتضارها – أقصد تحضّرها – .
لاتطرق مسامع البلوكرات والفانشيستات ،ولا الناشطين والناشطات ، ولاكبار الرواد في مواقع التواصل بمجموعاتهم ومنشوراتهم ،فلاتقل عنها مخزية وقليلة ذوق وأدب ، تجنب كل من يمشي على اثنين وله منخرين ولسانين ،وفم يدور بين بين .
عندها سيرضي عنك مارك وربعه فلا يحذف لك حساباً ، ولايغضب ((عديقاً )) فتجد نفسك خارج دويرته –أقصد دائرته – الصداقاتية ،ولايهددك (الجنحنتية ) ولايشتمك ابن الماتدري منو ،ولا تتعيقل برأسك أحداهن ،لأن منشورك أعترض طريقها الطري وضميرها الملتوي ، وسيوصي عليك بعض من تعجبهم – وسيكونون كثر- من جميع المذاهب ورايات الطوائف بالغة القداسة .
لذا دعك من كل مايتعلق بالانسان ،واكتب عن الجغرافيا – اتسمع – ؟؟ سأفرك اذنك ان لم تسمع ..يا قلمي .
