الوساطة العمانية تعود إلى الواجهة.. هل تبحث واشنطن عن مخرج آمن في اليمن؟

بقلم _ ابو هاشم الجنيد 

في تطور لافت على الساحة اليمنية، أعادت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، تفعيل الوساطة العُمانية، في مؤشر واضح على تبدل في الاستراتيجية الأمريكية تجاه التصعيد العسكري في البحر الأحمر. هذه الخطوة تأتي بعد قرابة شهرين من المواجهات المستمرة دون تحقيق نتائج ملموسة، ما يطرح تساؤلات جادة حول فاعلية الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد الحوثيين، والأهداف الحقيقية الكامنة وراء هذا التحول.

 

البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش التطورات في اليمن مع سلطان عمان، وهي أول مرة يتدخل فيها ترامب شخصياً في جهود الوساطة منذ إطلاقه الحملة العسكرية الأخيرة. وبحسب البيان، فإن ترامب عرض وقف العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، مقابل وقف الهجمات التي تنفذها القوات اليمنية على البوارج والسفن الأمريكية في البحر الأحمر.

 

العودة الأمريكية إلى طاولة الدبلوماسية عبر مسقط، المعروفة تاريخيًا بدورها الوسيط في الملفات المعقدة، لا يمكن فصلها عن المعطيات الميدانية المتغيرة. فبعد أسابيع من الضربات والهجمات المضادة، لم تتمكن واشنطن من تحييد الخطر اليمني في البحر، الأمر الذي جعلها تعيد النظر في خياراتها.

ويبدو أن الهدف المعلن لاستعادة “حرية الملاحة” قد أصبح عبئًا سياسيًا وعسكريًا، خاصة مع اتساع رقعة الاشتباكات دون نتائج حاسمة، وتصاعد التكاليف البشرية والسياسية. كما أن انخراط الرئيس الأمريكي شخصيًا في جهود الوساطة يعكس قلقًا داخليًا من استمرار النزاع وتأثيراته على المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

إن تحرك واشنطن نحو الحوار عبر البوابة العمانية قد يكون إقرارًا ضمنيًا بفشل الحل العسكري، أو على الأقل، محاولة لشراء الوقت وإعادة تقييم الموقف. وبينما تراقب القوى الإقليمية والدولية هذا الانعطاف، يبقى السؤال الأهم: هل تنجح مسقط في إقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة التفاوض؟ أم أن النار ما زالت بحاجة إلى وقت قبل أن تخبو؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى