السيد السوداني ودعوة الجولاني ومخالفة التوقعات..!!

بقلم _ غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة

أيآ كانت المبررات السياسية، والضغوط الدولية، والحقائق المقصودة وغير المقصودة، والمناخ الإقليمي، وأستخدامات القوى الأخرى المبذولة على السطح السياسي في العراق، سواء كانت من داخل بغداد أو قابعة خلف الحدود، لا ينبغي على الحكومة العراقية المتمثلة برئيس وزرائها السيد ”محمد شياع السوداني“ بأعتباره من عائلة مجاهدة، وأحد أبناء الشهداء، ومن الصفوة السياسية المختارة، والنخب المحترمة، دعوة شخصية إرهابية جدلية إجرامية، كالإرهابي «أبو محمد الجولاني» إلى زيارة العراق لأي مناسبة كانت، سواء كانت فردية أو جماعية، حتى وأن صبوا فوق رأسه أسرار جمال الكون كله، ولونوه بكل مساحيق الأحجار الكريمة، التي كانت تتزين بها كليو باترا، ونقعوه في الاحماض والمواد الحافظة، لتغيير حالته الإرهابية بحالة إنسانية، وأفرجوا عن مذاق جديد له، وأستخرجوا المواد الإرهابية المغذية فيه، لأسباب عديدة ومن أهمها..

▪ الدعوة أعتراف.

دعوات تبادل الزيارات الدولية، ودواعي الترحيب السياسي، والمشاركة في الإجتماعات والمؤتمرات والمحافل السياسية الدولية، تترجم في القوانين الدولية على أنه أعتراف بالحكومات الناشئة والدول الجديدة، وزيارة الجولاني للعراق أعتراف واقعي ضمني بالحكومة السورية الحالية، يؤهلها أمتلاك مستوى عالي من الإنجاز الاقليمي، ومن المبكر جدآ الاعتراف بها الآن.

▪ الحقوق لا تسقط بالتقادم.

العادات تدل على أن أصحاب الحقوق لا يتركون حقوقهم، حتى وأن مر عليها زمن طويل، أو صعب عليهم الحصول عليها، لأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وللعراقيين حقوق كثيرة في رقبة الإرهابي الجولاني، رخص دمائهم، قتل أطفالهم، نحر رؤوسهم، سبى نسائهم، فجر مدارسهم وأسواقهم وأحيائهم وحاراتهم، شردهم، فجعهم بأغلى ما يملكون ”بعقيدة الاحتطاب الأموي“ ورسولنا الكريم صل الله عليه و آله، وأزن بين مدادين، حبر العلماء ودماء الشهداء، كدلالة عن قيمة الشهيد في الشرائع الاسلامية، فلولا دمائهم ما كنت أنا أكتب اليوم، ولا انت رئيساً للوزراء.

▪ مخالفة التوقعات.

أعتمد العراقيين على توقعات نوعية طويلة الأجل، على أنك خير من خدمهم، وفي حالة ذهنية إيجابية تتميز بالتفاؤل، ويتوقعون نتائج جيدة منك في المستقبل، وأن كل عملك السياسي نابع عن خبرة سياسية ومعرفة بالأحوال الاجتماعية للشعب العراقي، وكانوا ولا زالوا ينتظرون منك المزيد، وأعلم ”يا صديقي“ نعم فأنت صديق العراقيين قبل أن تكون رئيسا لهم، أو هكذا كنا ننظر إليك، أن الزلة السياسية «أن كانت زلة» ممكن أن تطيح بمستقبلك السياسي، وخصوصاً أن الانتخابات البرلمانية القادمة على الابواب، وكل ما قدمت من من خدمات لا يمكن أن تشفع لك، فقد تكون هذه الدعوة حدث صغير، لكنها تحمل أثر كبير، فلا تجعلها أخر متاع سياسي لك.

وبكيف الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى