وأنتم ..ماذا تختارون؟

بقلم _ د.أمل الأسدي

سألتني ابنتي فاطمة سؤالا وهو : لو خيروك بين أمرين، أيهما ستختارين:
الأول: أن تمتلكي القدرة علی التحدث بكل لغات العالم
الثاني: أن تفهمي لغة الحيوانات

صدمني سؤالها، وشعرت أني في محنة وكأن الأمر حقيقي، فأخذت أفكر أي الأمرين أختار؟
ثم قلت لها: سأختار الأول، لأنه سيجعلني أتواصل مع جميع الناس، وأنقل لهم أفكاري وكتاباتي عن أهل البيت (عليهم السلام) وعن العراق وأهله وكرمهم.

ثم قلت لها: ومافائدة معرفة لغة الحيوانات في هذا الزمن؟ فردت عليّ: للحيوانات حواس وإمكانات تفوق حواس البشر، فلها القدرة علی استشعار الخطر قبل وقوعه، فهم يرصدون الزلازل ويستشعرون الكوارث قبل أيام أو قبل ساعات، ومن هنا ستكون معرفة لغتهم مفيدة، هذا غير الاطلاع علی هذا العالم العجيب الذي خلقه الله، فهم أمم أمثالنا كما ذكر القرآن الكريم.

صراحةً كلامها جعلني أفكر من جديد، فقلت لها: إذن هذا سر القصة الشعبية التي ترويها لنا أمي عن جدتها، إذ كانت تحكي لنا عن الحيوانات وأنها كانت تتكلم مثل البشر، إلی أن وقع حدث معين وتحولت لغتها حينها الی لغة أخری، تقول القصة: إن حاكم الولاية كان يحب القطط، وذات يوم وحين كانت الخادمة مشغولة بإعداد الطعام، التفتت الی قطتين تجلسان علی دكة النافذة في شرفة المطبخ، فقالت الأولی للثانية: لوتدرين شراح يصير اليوم!
هذا المطبخ دتشوفي؟ كل المواعين الفرفوري المعلگة علی الحيطان راح توگع وتتكسر ومايبقی منها شي!
فهزت القطة الثانية رأسها وقالت لها: بس انتي ماتدرين هم شراح يصير اليوم! اليوم مراكب الوالي كلها تغرگ ويخسر الاول والتالي!
فقالت الأولی: اويلي عليه وعلينا!
فسمعت الخادمة حوارهما، وطردتهما وهي تقول: ياستار ياربي، عوذة فال الله ولا فالچن!
ثم مرّ الوقت سريعا، ومضت ساعتان، وبعد أن تناول سكان القصر فطورهم، وعادت الخادمة لتجهز ما يحتاجه الغداء، وفجأة اهتز البيت وسقطت كل الأطباق وتكسرت بالفعل!
فقالت الخادمة: سترك ربي سترك
بس لا تصير الثانية!
وبينما كانت الناس مذعورة، ومشغولة بما تحطم، جاء أحدهم راكضا وهو يصرخ: سيدي الوالي. سيدي الوالي
غرگن المراكب كلهن!
وما إن سمع الوالي الخبر؛ سقط أرضا وفارق الحياة!
فأسرعت الخادمة الی شرفة المطبخ ونثرت شعرها ووجهت رأسها إلی السماء وقالت: ربي بجاه كلمن عنده يمك جاه، من هاي الساعة كون شكو حيوان بالدنيا يخرس وبعد ما يحچي!
فاستجاب الله دعاءها، وبالفعل صار للحيوانات لغة أخری لايفهمها الإنسان!
هذه هي القصة يا ابنتي. ويبدو أنها متعلقة بقضية استشعار الحيوانات للكوارث الطبيعية.
تبسّمت فاطمة وقالت: إذن هل ستغيرين رأيك وتكونين مع الخيار الثاني؟
فرددت عليها: لا، سأبقی مع الخيار الأول!
🟩 وأنتم الآن يا أصدقائي، ماذا ستختارون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى