مهرجان بابل الدولي للثقافات يواصل عروضه الفنية والأدبية

كنوز ميديا _ ثقافة وفن

في أجواء احتفالية غامرة بالثقافة والفنون، تواصلت فعاليات مهرجان بابل للثقافات العالمية، حيث شهدت أروقة المدينة التاريخية حركة ثقافية نشطة، ابتدأت بافتتاح معرض الكتاب والفن التشكيلي، الذي ضم مشاركات واسعة لدور نشر عربية وعالمية، إضافة إلى لوحات تشكيلية لفنانين من العراق والخارج، المعرض جسّد التقاء الكلمة بالصورة، وعبّر عن غنى الهوية البابلية المعاصرة.

وفي مشهد آخر من مشاهد التنوع الفني، قدّم الفنان ثائر جبارة عرضًا مسرحيًا ارتجاليًا تفاعل معه الجمهور بحرارة، حيث امتزج الأداء اللحظي بالحوار العميق والأسلوب التفاعلي، مما أضفى على الأمسية طابعًا ديناميكيًا ونابضًا بالحياة.
وفي حديث تابعته “كنوز ميديا” قال الفنان ثائر جبارة: ان “هذا ما يُعرف بمسرح الشارع، أو مسرح التفاعل، حيث يكون هناك اتصال مباشر ومتفاعل مع الجمهور”، مشيرا الى “تخليه عن المسرح التقليدي، حيث ان المسرح لم يعد وسيلة للصراخ فقط، بل أصبح وسيلة للذهاب إلى الناس وعرض القضايا عليهم، هكذا بدأ المسرح في الأصل”.
واوضح، ان “العمل كان ارتجاليًا، وهذا النوع من العروض لا يحظى بأي دعم رسمي، بل يتطلب من الفنان نفسه أن يتطوع وينزل إلى الشارع”، منوها بأن “هذا النوع من المسرح موجود في أوروبا، فعند حدوث أي مشكلة، ترى الناس ينزلون إلى الشارع للتعبير عنها، أما في العراق، فهذه الثقافة غير موجودة، وهو ما يُعد من التحديات الكبيرة”.
وتابع: “قدمنا مسرحية بعنوان (أغلفة تصرخ)، وكانت فكرتها تدور حول غلاف الكتاب الذي يصرخ بمحتواه، وبدأت أشرح للجمهور أن هذا الغلاف يحمل مضموناً تاريخياً، ونجحنا في تجسيد هذه الفكرة، حيث أوصلنا رسالة بأن الحرب التي عشناها انتهت بـ(نعال أبو تحسين)”.

وفي جولة لدور النشر فقد شهدت حضوراً لافتاً لعناوين جديدة تناقش قضايا الهوية، الذاكرة، والسياسة الثقافية، إلى جانب كتب للأطفال والروايات المترجمة حيث اشاد ممثلو دور النشر بالإقبال الكبير من القراء، واعتبروا المهرجان منصة مهمة لتعزيز القراءة في العراق.
وقالت الكاتبة سارة طالب سهيل في تصريح تابعته “كنوز ميديا” : إن “كتابها الجديد (العنف والهوية الضائعة) يتناول أنواعًا متعددة من العنف، لاسيما العنف الموجَّه نحو النفس، وهو جانب غالبًا ما يتم تجاهله في الخطاب المجتمعي”.
واستطردت، ان “العنف يحيط بنا من كل جانب، ليس فقط في البلدان العربية بل في العالم أجمع، اذ ان هذا الكتاب هو حصيلة عشر سنوات من البحث والكتابة، حاولت الكاتبة رصد وتحليل كل أشكال العنف التي نعيشها ونمارسها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وأشارت، إلى أن “المجتمع يركّز غالباً على العنف ضد المرأة والطفل، في حين أن هناك أشكالًا أخرى من العنف، خاصة النفسية والذاتية، لا تلقى الاهتمام الكافي، رغم خطورتها وتأثيرها العميق”.
وتابعت، “تم اختصار المادة المطروحة في الكتاب رغم أنها كانت قابلة للتوسع لتصبح مجلداً، حيث نقلت اشادة خالد الشمري، الأكاديمي في الجامعة الأردنية، بأهمية الكتاب، معتبراً إياه صالحاً ليكون منهجاً تعليمياً في كليات التربية، لما يحتويه من شرح وأمثلة موسّعة”.
وتطرقت الكاتبة في حديثها إلى الحضارة العراقية قائلة: ان “بابل هي أصل الحضارات، والعراق هو مملكة الجهات الأربع، وهو البلد الذي حكم العالم مرتين، ويُعدّ من أغنى دول العالم، ليس فقط بالموارد الطبيعية كالنفط والذهب، بل كذلك بتاريخه، وفنّه، وحضارته”.
وأكدت، أن “كل من يحاول التقليل من شأن العراق أو التعتيم على ثرائه الحضاري والاقتصادي، إما متآمر أو حاقد أو حاسد”.
وكشفت سهيل، عن “مشروع جديد يتضمن 60 قصة، منها 30 قصة عن العراق، وثلاث قصص خاصة بالحضارة البابلية، تتناول ملوكها وملكاتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى