شِلّة الجولاني… شيعةُ السلطة والنفاق، لا شيعةُ علي والحسين

بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي 

 

لا ترفعوا رايات لا تشبهكم، ولا تنطقوا باسم الحسين عليه السلام وأنتم خنتم دربه، أنتم شِلّةٌ لا تنتمي إلى مدرسة علي، ولا تمُتّ بصلةٍ إلى نهج الحسين. أنتم شيعة السلطة لا شيعة العقيدة، شيعة النفاق لا شيعة الولاء، شيعة المجالس لا ميادين الوقوف.

 

أنتم من بايع الجولاني على أنه “مُحرر”، وفتح له الأبواب، وغضّ الطرف عن دمه المسموم. أنتم من أطلق على قاتل الأبرياء اسم “رئيس”، وسمّى أدوات الذبح “ثوارًا”، تمامًا كما سمّى أسلافكم يزيد “أمير المؤمنين”، وخذلوا الحسين وهو وحيدٌ على رمضاء كربلاء.

 

الإمام علي عليه السلام قالها بمرارة: “يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم، ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندماً، وأعقبت سدماً”. أليس هذا وصفًا دقيقًا لكم؟ أنتم شِلّة كوفة لا تختلفون عن أولئك الذين تركوه وحده في صفين، وفي النهروان، ويوم كربلاء.

 

الإمام الصادق عليه السلام قال: “من رغب عن زيارة الحسين وهو يقدر على ذلك، فقد جفاه حقّ رسول الله”، وأنتم تزورونه وتبكون عليه، ثم تصافحون قاتليه المعاصرين، وتفتحون لهم شاشاتكم ومنابركم وتحتفلون بهم! أي نفاقٍ هذا؟ تبكون الحسين وتموّلون يزيد العصر في آنٍ واحد!

 

بينما نـصـ الله ـر ، رغم ما قد يقال فيه، لم يكن عميلاً للعدو، ولم يذبح الأطفال، بل حمل السلاح في وجه إسرائيل حين سكت الجميع، أما أنتم فقد صرتم أدوات تحارب من حارب إسرائيل، وتموّل من ذبح الأمة باسم “السياسة”، وتستضيف الجزار وتقصون المقاوم، وتسمّون ذلك “اعتدالًا”!

 

أنتم شِلّة الكوفة الجديدة، من صاحت “يا حسين تعال”، ثم أغلقت الأبواب ونامت. أنتم من يصنع كربلاء جديدة، لا بالدماء بل بالخيانة، لا بالسيوف بل بالصفقات، لا بالرماح بل بالمنابر المزيفة.

 

فلا تقولوا بعد اليوم أنكم شيعة الحسين

أنتم شيعة يزيد بثياب الحزن

شيعةُ عبيد الله بن زياد بعمائم نفاق

شيعةُ الخنوع حين يُذبح الحق

وتضحكون حين يبكي الصدق

 

لقد تحققت نبوءة ذلك المقبور حين قال:

“جايينك يا كربلاء”

وجاءها بالفعل…

لكن ليس من أبواب دمشق ولا من بوابة نجد

بل من أفواهكم

ومن مجالسكم

ومن تبريراتكم

ومن نفاقكم الذي أوصل السيف إلى صدر الحسين من جديد

 

الإمام زين العابدين عليه السلام حين دخل الكوفة أسيرًا، خاطب الناس قائلًا:

“أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين… أيها الناس، أنشدكم الله، هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق، ثم قاتلتموه وخذلتموه؟”

فهل تختلف شِلّتكم اليوم عن أولئك الذين كتبوا وبايعوا، ثم غدروا وباعوا؟

أنتم أنتم، لم تتغيروا إلا في نوع العمامة، وشكل الخيانة.

 

أنتم شيعة السلطة، شيعة المال، شيعة الطمع

لا شيعة الحسين، ولا شيعة علي، ولا شيعة الزهراء

فابكوا على أنفسكم قبل أن تبكوا على كربلاء

فأنتم من خان الحسين… مرة أخرى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى