هل تتحرك إسرائيل ضد إيران دون غطاء أميركي؟

كنوز ميديا – تقرير

مع اقتراب لحظة الحسم في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، يظهر تباين صارخ بين الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، في مشهد يعيد تشكيل معادلات الردع والسياسة في الشرق الأوسط.

صحيفة “جيروزاليم بوست” كشفت عن لقاء سري جمع رئيس الموساد دافيد بارنيا ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في باريس، لكن دون جدوى.

إسرائيل، وفق الصحيفة، “تشعر بقلق عميق من أن ترامب وويتكوف لا يدركان أهمية التفاصيل الدقيقة المتعلقة بتأخير برنامج إيران النووي والصواريخ الباليستية”.

في المقابل، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” أن ترامب نفسه أوقف ضربة إسرائيلية مخططة على المواقع النووية الإيرانية، وفضل التفاوض بدلاً من التصعيد، مما عمّق الفجوة مع نتنياهو الذي بنى مجده السياسي على تصوير إيران كتهديد وجودي.

في حديثه لبرنامج “التاسعة” على شاشة سكاي نيوز عربية، أكد الباحث السياسي الإسرائيلي يوأف شتيرن أن ما يحدث لا يمكن وصفه بـ”الصدام” الكامل، بل هو “تباين واضح في المواقف”، مشيراً إلى أن “الرئيس ترامب يطالب نتنياهو بإخلاص تام، وهذا ما سيقبله فقط”.

وأضاف شتيرن: “إسرائيل كانت تأمل أن تستخدم الولايات المتحدة الحشد العسكري في المنطقة للضغط على إيران، لكنها تفاجأت بأن واشنطن استغلت هذا التمركز العسكري لدفع طهران إلى طاولة المفاوضات.”

ويرى شتيرن أن محاولات رئيس الموساد دافيد بارنيا ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر للتأثير على ويتكوف باءت بالفشل،

وأضاف: “قطار المفاوضات انطلق، وإسرائيل حاولت عبثًا كبحه (…) بل سعت إلى إخراج أميركا من المفاوضات، أو على الأقل دعم هجوم عسكري، لكن واشنطن رفضت ذلك كليًا.”

رغم تصعيد الخطاب السياسي الإسرائيلي، يرى شتيرن أن الهجوم الإسرائيلي المنفرد على إيران غير واقعي. فالمشروع النووي الإيراني منتشر في مواقع عديدة، ولا يمكن استهدافه بسهولة.

وأشار إلى تقارير تحدثت عن نية إسرائيل إرسال وحدات كوماندوز إلى العمق الإيراني، إلا أن العقبة الكبرى تكمن في الرفض الأميركي لأي تحرك عسكري منفرد.

كما أشار إلى أن إسرائيل “لا تملك القدرة أو ربما النية الفعلية لخوض حرب مباشرة مع إيران”، وأن نتنياهو يفضل إدارة الصراع عبر وسائل غير مباشرة: الاغتيالات، الحرب السيبرانية، الضغط السياسي، وغيرها.

إسرائيل واستراتيجية “الرصاصة الفارغة”

رغم التصريحات العنيفة القادمة من تل أبيب، يشكك شتيرن في قدرة أو حتى نية إسرائيل لتنفيذ هجوم فعلي على إيران دون غطاء أميركي واضح.

ويقول شتيرن: “المشروع النووي الإيراني منتشر في مواقع متعددة، لا يمكن قصفها بسهولة. كل هذه التحضيرات العسكرية التي رأيناها تُستخدم فقط لإحضار إيران إلى طاولة المفاوضات، وليس للضرب.”

ويرى أن التهديدات الإسرائيلية لا تتجاوز كونها “رصاصة فارغة” تستخدمها تل أبيب ضمن استراتيجية الضغط السياسي، وليس كأداة عسكرية فعلية.

نحو اتفاق جديد؟

في حال نجحت واشنطن في التوصل إلى اتفاق نووي جديد، يتوقع شتيرن أن تحاول إسرائيل الترويج له كإنجاز خاص بها، رغم أن موقفها كان مغايراً. كما أشار إلى احتمال أن تضطر تل أبيب لقبول مبدأ احتفاظ إيران ببرنامج نووي سلمي تحت رقابة طويلة المدى، وهو ما يعارضه نتنياهو تاريخياً.

الشرخ بين نتنياهو وترامب في التعامل مع إيران بات واضحاً، ويتجاوز الخلافات التقليدية. فبينما تسير واشنطن نحو تسوية دبلوماسية، تبقى تل أبيب عالقة بين التصعيد الكلامي والحسابات العسكرية المعقدة. أما الحديث عن ضربة إسرائيلية من جانب واحد، فـ”قد لا يكون سوى تهديد برصاصة فارغة”، كما خلصت تقارير إسرائيلية.س222

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى