الدكتور هشام عبدالقادر عنتر: فارس الكلمة ورائد الإعلام المقاوم  

 بقلم_  فواز عبده حسن الجنيد (أبو هاشم)

 

في زمنٍ تداخلت فيه الأصوات وضاعت فيه الحقيقة بين الضجيج والدعاية، يبرز من اليمن السعيد صوتٌ لا يشبه إلا ذاته، قلمٌ يشقّ طريقه من بين الركام، يكتب لا ليُقال، بل ليُسمع… هو الدكتور هشام عبدالقادر عنتر، رائد الكلمة المقاومة، وفارس الإعلام الحر.

 

نشأ هشام عبدالقادر من رحم المعاناة، على تربةٍ سُقيت بدماء الشهداء، ونما على مبادئ العزة والكرامة، وتربّى على حب الوطن والانتماء إلى قضايا الأمة. لم يكن يومًا مجرد إعلامي أو كاتب، بل كان ولا يزال ضميرًا يقظًا، ووعيًا متقدمًا، يحفر اسمه بين الأحرار والمفكرين العرب، لا طلبًا للشهرة بل نصرةً للحق ودفاعًا عن المظلوم.

 

تميّز الدكتور هشام عنتر بثقافةٍ موسوعية وروحٍ نضالية، جمع بين الفكر والتحليل، وبين الرؤية المستقبلية والعمل الميداني. وقد تجلّت ملامح قيادته الإعلامية والفكرية في تأسيسه لـ”ملتقى كتاب العرب والأحرار”، منبرًا يصدح بالحق من قلب صنعاء إلى عواصم القرار العربي، ومن خلاله جمع تحت سقفه نخبة من المثقفين من محور المقاومة لتوحيد الكلمة والموقف.

 

كما يشغل منصب رئيس الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني – فرع اليمن، حيث يقود جهودًا فكرية وإعلامية كبيرة في مواجهة آلة الحرب الناعمة وأبواق التضليل، ويدير حملات إلكترونية تعبّر عن موقف الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار.

من أبرز إنجازاته الإنسانية والحقوقية، عضويته في الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، والتي كانت بمثابة انتفاضة حقوقية تجاوزت اليمن إلى ساحات العالم. نظّم حوارات ومؤتمرات داخل اليمن وخارجه، وساهم بقوة في نقل معاناة ملايين اليمنيين، حتى باتت قضية مطار صنعاء قضية رأي عام عالمي، ما أعاد فتحه وتسيير بعض الرحلات كبداية لكسر الحصار.

 

في كتاباته، تجلّى هشام عبدالقادر كمفكر سياسي من الطراز الأول. في مقاله الشهير “من هشام عبد القادر الحسيني إلى نتنياهو: اكتب وصيتك”، أرسل رسالة إعلامية نارية للكيان الصهيوني، مؤكدًا أن زوال الاحتلال ليس أمنية بل حتمية قرآنية وواقعية.

 

كما قدّم عبر “سلسلة توقعات هشام عبد القادر” تحليلات سياسية متقدمة تناول فيها تحولات المنطقة، من انقلاب الإصلاح على عفاش، إلى الصراع في البحار، إلى سيف ذي الفقار الذي يُشهره اليمن اليوم في البحر الأحمر بوجه المشروع الصهيوني الأمريكي.

 

ولم يكن هذا الرجل المعطاء منغلقًا في قضاياه الداخلية، بل كان دائم الانشغال بقضايا الأمة الكبرى، وعلى رأسها فلسطين. فقد كان من أوائل المنادين بتحرير المقدسات، وأسهم في تأسيس الحملة الإعلامية الدولية للدفاع عنها، داعيًا إلى تدويل إدارتها بعيدًا عن أيدي الاحتلال.

 

تكريمًا لهذا الدور الكبير، منحته منظمة حركة السلام في القارة الإفريقية شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديرًا لعطائه الإعلامي والحقوقي والإنساني.

إن الدكتور هشام عبدالقادر عنتر ليس مجرد اسمٍ في ساحة الإعلام المقاوم، بل هو مدرسة كاملة في الصمود والوعي والالتزام. يُجسّد صورة المثقف المشتبك، الذي لا يرضى بأن يبقى على الهامش، بل يكون في قلب المعركة، حاملًا الكلمة سيفًا، والحقيقة درعًا، والصوت بوصلةً لا تضلّ الطريق.

 

ختامًا، حين يُذكر الإعلام الحر المقاوم، فلا بد أن يُقال: هنا كان هشام عبدالقادر عنتر، وهنا ما زال، وهنا سيبقى، ما بقي في الأمة نفسٌ ينادي بالحق، وما دام هناك قلمٌ لا ينكسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى