«لاجدوى من العدوان الأمريكي في الحد من القدرات ولا في منع عملياتنا ضد إسرائيل»
بقلم _ محمد علي الحريشي
بداية أنوه (عنوان هذه المقالة) مقتبس من عبارة وردت في الخطاب الأسبوعي المساند للشعب الفلسطيني، الذي ألقاه قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، عصر اليوم الخميس «24 نيسان/أبريل 2025»، والذي قال فيه( لاجدوى من العدوان الأمريكي في الحد من القدرات «أي من الحد من القدرات العسكرية اليمنية»، ولا في منع عملياتنا «ضد كيان العدو الصهيوني وضد البوارج الأمريكية في البحار»)، عبارات جامعة معبرة، إختزلت جوهر وقلب الصراع والمطامع الأمريكية، وحقيقة ناصعه أوردها السيد عبدالملك الحوثي، تختصر كل المسافات، وتضع النقاط على الحروف، في ماهية العدوان الأمريكي على اليمن وأهدافه. لقد جربت أمريكا الحرب العسكرية والسياسية والإقتصادية والإعلامية على اليمن، من عام 2015 حتى عام 2022، الذي كونت له تحالفاً دولياً تحت مسمى« التحالف العربي لدعم عودة الشرعية وإنهاء الإنقلاب في اليمن».
أمريكا هي من وضعت وصممت مخططات العدوان على اليمن، من قبل ستة أشهر من تاريخ بدايته، في ليلة 26 أذار/مارس عام 2015، وهي من ورطت النظام السعودي ليتولى قيادة العدوان العسكري ضد اليمن، ويزج بجيشه في حرب عبثية خرج منها مهزوماً عسكرياً، وخساراته المالية والإقتصادية بلغت مئات المليارات من الدولارات، كانت الحسابات العسكرية الأمريكية الدقيقة، إن الحملة العسكرية على اليمن سوف تستغرق أقل من شهرين حتى تكتمل مهمتها، وتحقق أهدافها، كانت المخططات الأمريكية لإسقاط الأنظمة العربية في العراق وليبيا، جاهزة لتطبيقها على الحالة اليمنية، وفي غضون أربعة أوستة أسابيع بالكثير من بداية العدوان، تكون طلائع الفرق والألوية العسكرية الأمريكية والمتحالفة معها تدخل العاصمة صنعاء، من الجهات الأربعة، لكن ماذا حدث؟ وكيف إستطاع المقاتل اليمني الصمود سبع سنوات؟، وكيف إستطاع هزيمة أقوى الأسلحة ومنظومات الدفاعات الجوية الأمريكية على أيدي المقاتلين اليمنيين؟، كانت الأوضاع والموازين العسكرية كلها تميل لصالح تحالف العدوان، وكل التوقعات العربية والدولية كانت تذهب إلى إنهيار سريع لقوى الثورة في اليمن،تحت القصف الجوي العنيف والمركز، وتحت تأثير الحملة الإعلامية المكثفة، لكن الله سبحانه وتعالى هيأ لليمن قيادة حكيمة ربانية، وشعب متماسك وصابر وقوي ،وثلة مجاهدة مؤمنة، من تربية مدرسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، ومن إلتحق بهم من أوساط الشعب اليمني تلبية لداعي الجهاد والواجب، حملوا روح الإيمان والجهاد،كانت إمكانياتهم متواضعة، ولايملكون إلا قوت يومهم، ولايحملون إلا أسلحة فردية بسيطة وصواريخ صناعة محلية، كانت بداياتها متواضعة جداً، التي تعامل معها إعلام العدوان بسخرية بالغة مثيرة للضحك، وأطلقوا عليها لعب أطفال ومقذوفات بدائية، لاتصيب أهدافها وليس لها الأثر في الإصابة والتدمير. لكن من تلك البدايات البسيطة والمتواضعة، بدأت تتهشم قوى الغطرسة والطغيان العالمية، وبدأت تحترق دبابات الإبرامز، فخر الصناعات البرية الأمريكية، بولاعات على أيدي مجاهدين يتخطون الموانع والأسلاك الشائكة وحقول الألغام بأقدام حافية، وهم في طريقهم إلى تحصينات وفرق العدو العسكرية في صحاري نجران وجبال عسير وأودية جيزان، من تلك البدايات المتواضعة بدأت صواريخ الصرخة وصمود قصيرة المدى تصل إلى معسكرات العدو، ومجاميع مرتزقته، من عصابات الجنجويد السودانيين وغيرهم ،فتفتك بهم وتحرق خيامهم وتحصيناتهم ومخازن أسلتهم،أما جيش الكبسة والمكيفات فقد تساقطوا في أودية آل أبو جبارة والخوبة وغيرها من مواقع القتال من تلك البدايات المتواضعة والبسيطة، بدأت أحدث قوات الدفاع الجوي الأمريكية الباتوريوت بالإنكسار، أمام الصواريخ اليمنية، التي دكت القواعد العسكرية وشركات نفط العدو، في مختلف مناطق الجزيرة العربية،من تلك البدايات، بدأت تتهشم وتتحطم آلة الشر والطغيان الأمريكية والصهيونية، والغرور والكبر والإمتلاء البدوي النفطي الخليجي.
لم يكن عدوان التحالف على اليمن عام 2015،غير عدوان خططت له وقادته ونفذته وزارة الدفاع الأمريكية، وقد خرج الجيش الأمريكي منه مهزوماً،وتحطمت تراكمات الكبر والغرور البترو دولار، على أيدي المجاهدين المؤمنين من أبناء يمن الإيمان والحكمة.
السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله حكم على العدوان الأمريكي الجديد بالفشل وسوف يكون مصيره الفشل والهزيمة، فأمريكا في عدوانها الجديد مجردة من أي تحالفات أقليمية ودولية، وهي تواجه منفردة أمام اليمن، الذي أصبح بفضل الله وعونه وحكمة قيادته أقوى جيش عربي في المنطقة، ويمتلك جيشاً مسلحاً مدرباً ومنظماً تعداده بمئات الآلاف، على هئية ألوية وفرق عسكرية مدربة، على أرقى وأحدث الطرق القتالية الخاصة، ويمتلك ترسانة من الأسلحة الإستراتيجية الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية والبرية، وفوق ذلك أصبح لليمن هيئة للتصنيع العسكري في مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الصواريخ الفرت صوتية، لذلك ذكر السيد القائد تلك الحقائق في خطابه اليوم، وقدمها نصيحة مجانية للقيادة الأمريكية، بقوله « لاجدوى من العدوان الأمريكي على اليمن في الحد من القدرات العسكرية اليمنية ومنع وصولها إلى إسرائيل»، كان السيد يوجه رسالة للأمريكي، تقول له محاولاتك لن يكتب لها النجاح، وسوف يكون مصيرها مثل مصير عدوانكم السابق، فشل وهزيمة وخروج مذل من البحر الأحمر والمنطقة.
الرئيس الأمريكي «ترامب» أحمق لايستمع إلا إلى رأيه، جاء إلى البيت الأبيض شبقاً نهماً بجنون السلطة والعظمة، وهو يحمل في جعبته مجموعة مشاريع وقرارات شبيهة بأحلام اليقظة، ومن ضمنها حمل مشروع إعادة تصنيف «أنصار الله في اليمن» تحت لائحة الإرهاب، وهذا تمهيد لمعاودة العدوان على الشعب اليمني، خدمة لكيان العدو، وتحقيقاً لطموحاته التجارية بحلب الأنظمة الخليجية مئات المليارات من الدولارات، لكن مشاريعه «الإقتصادية»، عندما. إصطدمت بالواقع، ولاقت الرفض من دول العالم، تعثرت وتراجعت نبرات صوته العالية، فالشعب الأمريكي اليوم يغلي عضباً من العشوائية والمزاجية والغرور الذي يمارسه ترامب. مر شهر ونصف الشهر، ولم يحقق الرئيس الأمريكي المغرور من أهداف عدوانه على اليمن اية نتائج، فمازال اليمن قوياً ومتماسكاً، ويزداد قوة وترسانته العسكرية لم تصب بالأذى، ولم تصطادها القنابل الأمريكية، ولن تستطيع أجهزة الإستخبارات الأمريكيةالوصول إليها، مهما أوتيت من قدرات تكنولوجية، لأن اليمن يختلف عن بلدان العالم. التاريخ والجغرافيا والتراكم الحضاري والتاريخ العسكري لليمن، يجهله المغرور ترامب، لم يستفد الرئيس الأمريكي من الدروس التي إستفاد منها السعودي والإماراتي والسوداني في عدوان السبع السنوات، والذين يحاول الأحمق ترامب اليوم جرهم إلى الدخول معه في تحالف عسكري ضد اليمن، لكنهم رفضوا ولم يستطيعوا المغامرة مرة أخرى بالعدوان على شعب اليمن، لأنهم إستفادوا من الدروس اليمنية، لكن الأحمق ترامب، بغروره لم يقرأ المتغيرات والمستجدات السياسية والعسكرية التي شهدها اليمن والمنطقة في غضون السنوات القليلة الماضية، وهو اليوم يغامر بسمعة القوة العظمى العالمية الأولى التي لاتقهر، ويجعلها محطة أنظار أمام القوى الدولية الصاعدة مثل الصين وروسيا.
فكان الخطاب الجامع الذي ألقاه السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، بأسلوب هادىء وبلغة رصينة، يصل صداها إلى كل دول العالم، وهذا ماتدل عليه تعليقات وتحليلات مختلفالوسائل الإعلامية الدولية عن الفشل الأمريكي في عدوانه العسكري على اليمن.