خميس الخنجر على حق

بقلم _ضياء أبو معارج الدراجي

حين يتكلم خميس الخنجر، فهو لا ينطق إلا بما يعبر عن ضمير الأغلبية المظلومة. حين قالها واضحة صريحة: “لا نريد حكومة توافق وشراكة وطنية”، كان يرمي سهم الحق في صميم واقعٍ أرهقته التسويات الفاسدة، والتنازلات الباهتة، والمساومات التي لا تليق بشعب قدّم أبناءه قرابين من أجل الكرامة والسيادة.

الرجل طلب الحق ، حق من صبر وتحمل، من غُبن وسُلب، ومن كُتم صوته مرارًا باسم الشراكة المزعومة والتوافق الخادع. اليوم نقولها بملء أفواهنا: الحكم للأغلبية، بلا تردد ولا وجل.

نحن الأغلبية، نحن أبناء الشروك ،نحن الشروگية، نحن ابناء الجنوب ، نحن ابناء فتوى الجهاد الكفائي ،نحن الذين عرقتنا الأرض وفلاحتها، وصهرتنا النار في أيام الشدة، فنبتنا جذورًا لا تهزها الأعاصير ولا تكسرها الرياح.
نحن الذين إذا تكلموا أسكتوا الألسن، وإذا تحركوا زلزلوا الأرض تحت أقدام المتخاذلين.

وليعلم من لا يعجبه ذلك أن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء، ومن يقف أمام إرادة الأغلبية كمن يحاول أن يحجب الشمس بغربال، أو أن يوقف السيل العارم بكفّ يده الواهنة.
لقد ولى زمن الترضيات والمجاملات السياسية، وجاء زمن القرار الذي يصنعه شعب لا يقبل أن يُدار بالخداع، ولا أن يُحكم بالالتفاف على إرادته.

لا تفاهم مع من لا يعترف بحقنا، ولا شراكة مع من لا يحترم وزننا، ولا مجاملة مع من يتوهم أن بإمكانه الالتفاف على صوت الحق.
ومن ظن أن الصوت العالي يغني عن الوزن الحقيقي، فليتأمل جذوع النخل، كيف تظل شامخة لا تهتزّ وإن عصفت بها العواصف.
ومن توهم أن الألاعيب السياسية تمنحه مكانًا بين الرجال، فليدرك أن العروش لا تُشيد من دخان، ولا تُبنى بالمراوغة والخداع.

اليوم، نقف وقفة الرجال الذين صنعوا تاريخهم بأيديهم، لا بموائد التفاوض الهزيل ولا بورق الاتفاقات الفارغة.
اليوم، نكتب صفحة جديدة، عنوانها: “الأغلبية تحكم… والأقليات تحترم قرارها.”
أما أولئك الذين اعتادوا أن يصعدوا على أكتاف غيرهم، فقد انتهى زمانهم، وسقطت أوراقهم الصفراء مع أول ريح صدق تهب على هذا الوطن.

نحن لا نطلب استرضاء أحد، ولا ننتظر إذنًا من أحد، نحن نمارس حقنا الذي خُلق معنا، ونسير بطريق صنعته دماء آبائنا ودموع أمهاتنا، ولن نحيد عنه حتى لو علا الصراخ، وكثرت العرقلات، فالصبر طريقنا، والحق سلاحنا، والإرادة دربنا الذي لا ينكسر.

وختامًا، نقول لغمان السياسة:
لا حكومة توافق بعد اليوم، ولا شراكة تباع وتُشترى في أسواق السياسة.
إنه عهد الأغلبية… عهد الرجال الذين لا تلين لهم قناة ولا تنحني لهم هامة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى