الكاتبُ والباحثُ السياسيُّ عدنانُ عبداللهُ الجنيدُ… صوتُ اليمنِ الثائرِ في رحاب المسيرة القرانية

بقلم: فواز عبده حسن الجنيد ابو هاشم

مِن بلدِ الحكمةِ والإيمانِ، مِن أرضٍ تُمسكُ الشمسَ بأناملها، وتُطوِّعُ الرياحَ بإرادتها، وتُسابقُ الزمانَ بخطى المقاتلين، خرجَ صوتٌ جلجلَ في الأعماقِ كما تفعلُ البراكينُ حينَ تثورُ، وصاحَ في وجهِ الطغيانِ كما يزأرُ الرعدُ في كبدِ السماءِ… إنَّهُ صوتُ اليمنِ الثائرِ: عدنانُ عبداللهُ الجنيد.
كاتبٌ لا يُشبهُ الكُتّابَ، وباحثٌ لا تُحدُّهُ الأطرُ التقليديةُ، ومقاتلٌ بالكلمةِ كما يُقاتلُ الأحرارُ بالسيفِ في ساحاتِ العزِّ والفتحِ الموعودِ.

لقد جسّدَ الجنيدُ صورةَ اليمنِ المجاهدِ، فكانَ قلمهُ سيفاً لا يُغمدُ، ولسانَهُ مدفعاً لا يصمتُ، وعقلَهُ ميداناً تتكسَّرُ فيهِ جحافلُ الباطلِ، وتسقطُ أقنعةُ الزيفِ والاستكبارِ.
ففي مقالاتِه:
ــ حملتْ “عملياتُ الإسنادِ اليمنيُّ نُصرةً لغزةَ وخسائرُ الاحتلالِ الهائلةُ” رسالةً مفادُها أنّ اليمنَ ليسَ ظلاً في معركةِ الحقِّ، بل قبساً يُلهبُ جبهاتِ الصراعِ ضدَّ الصهاينةِ وأسيادِهم.
ــ وفي “المسيرةُ اليمنيةُ إلى يافا”، أطلقتْ صنعاءُ بلسانِ الجنيدِ صرخةَ تحدٍّ، رجّتْ كيانَ الاحتلالِ رجّاً، وأربكتْ حساباتِ العدوِّ حتى بدا نتنياهو كأنَّهُ يلعنُ اللحظةَ التي رأى فيها أعلامَ اليمنِ تتقدَّمُ صوبَ فلسطينَ.
ــ وأمَّا “ميناءُ إيلاتَ لا يزالُ مُغلقاً”، فقد كشفَ عن الجرحِ الغائرِ في خاصرةِ العدوِّ، حيثُ يقفُ اليمنُ عاصفاً يفرضُ معادلاتٍ بحريةً جديدةً تقلبُ الموازينَ الاستراتيجيةَ.
ــ وأعلنَ في “الإعلامُ اليمنيُّ يكسرُ ويهزمُ الاستكبارَ العالميَّ” أنَّ الإعلامَ المقاومَ، بقيادةِ اليمنِ، قد تخطّى حدودَ الكلمةِ إلى حدودِ الانتصارِ الواقعيِّ، إذ لم يعُد الإعلامُ زخرفاً، بل صارَ قذائفَ معرفيةً تُصيبُ عمقَ العدوِّ في مقتلٍ.
ــ وأمَّا “البعبعُ… غادرَ ولم يعدْ!” فصرخةُ تهكُّمٍ مدوّيةٍ، تسخرُ من قوى الاستكبارِ التي كانت تُرعبُ الشعوبَ، فإذا بها تهرولُ منهزمةً أمامَ عزيمةِ اليمنيينَ وأحرارِ الأمةِ.

وفي كلِّ مقالٍ، كان الجنيدُ ينسجُ خيوطاً استراتيجيةً دقيقةً؛ حيثُ ركّزَ على الآتي:
١ ــ إبرازُ اليمنِ كطرفٍ فاعلٍ ومبادرٍ في معركةِ القدسِ.
٢ ــ كسرُ صورةِ العدوِّ الذي لا يُقهرُ إعلامياً وعسكرياً.
٣ ــ بعثُ الأملِ في قلوبِ الشعوبِ المقهورةِ وإحياءُ ثقافةِ الجهادِ والمقاومةِ.
٤ ــ فضحُ هشاشةِ الاستكبارِ وأذرعِهِ الإقليميةِ.
٥ ــ تثبيتُ معادلةِ القوةِ المتناميةِ من صنعاءِ إلى غزةَ فبيروتَ.

لقد أصابتْ كتاباتُ عدنان عبدالله الجنيد قلبَ الاستكبارِ العالميِّ، فأرّقتْ مضاجعَ الطغاةِ، وأقلقتْ منظوماتِ الاستخباراتِ، وفضحتْ زيفَ الإعلامِ الغربيِّ والعربيِّ المأجورِ.
وقد بلغتْ مضامينُهُ الشعوبَ المحرومةَ، فأنعشتْ فيها جذوةَ الكرامةِ، وأشعلتْ فيها حلمَ الانعتاقِ من قيودِ الاستعمارِ.
أمَّا أحرارُ العالمِ، فقد وجدوا في صوتهِ النقيِّ منجماً للحقائقِ، ومنارةً تهديهم إلى ميادينِ الحريةِ والجهادِ.

أيُّها العالمُ، ألم تسألْ نفسَك:
ــ كيفَ لليمنِ المحاصرِ أن يقصفَ ميناءَ إيلاتَ ويرعبَ مَن كان بالأمسِ يزهو بجنودهِ وطائراتهِ؟!
ــ كيفَ لأصواتِ الإعلامِ المقاومِ في صنعاءِ أن تُرعبَ وزراءَ الحربِ الصهاينةِ أكثرَ من صواريخِ الكاتيوشا؟!
الجوابُ في روحِ اليمنِ وفي عزمِ رجالِهِ، وفي قلمِ الجنيدِ الذي صارَ محرّكاً للضمائرِ والجباهِ الساجدةِ.
ويتجلى ارتباط السيد عدنان عبدالله الجنيد بالمسيرة القرآنية في كل مقالاته فهو يستلهم من السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الثبات والصبر والوضوح في الموقف ويتبنى في قلمه نهج الصرخة في وجه المستكبرين ولا يساوم على قضية الامة وعلى رأسها فلسطين فهو يرى كما يرى القائد ان قضية فلسطين هي البوصلة التي يجب الا تحيد عنها الامة وان الوقوف مع قضايا الشعوب الحرة واجب ديني واخلاقي وانساني

مقالاته المتدفقة كالسيل الهادر التي لا تعرف الانكسار تمثل جبهة متقدمة ضد العدوان وضد التطبيع وضد العمالة وكل مقال يكتبه ينبض بالحياة ويغرس بذور الوعي في كل قارئ حر
لقد كان عدنانُ عبداللهُ الجنيدُ، وما زالَ، أحدَ قادةِ الكلمةِ المقاتلةِ، الذاهبينَ إلى معركةِ الفتحِ الموعودِ بثقةِ الأنبياءِ وجسارةِ الثائرينَ.
وفي معركةِ الجهادِ المقدسِ، يُمثّلُ موقفُهُ صخرةً تتحطّمُ عليها أمواجُ الدعايةِ الصهيونيةِ، ومناراً تهتدي إليهِ شعوبُ الأرضِ المظلومةِ.

فيا كتّابَ الكوكبِ:
قِفوا بإجلالٍ أمامَ هذا القلمِ اليمانيِّ، وقفوا بخشوعٍ أمامَ هذا الصوتِ الثائرِ، فما عدنانُ عبداللهُ الجنيدُ إلا تجلٍّ يمانيٌّ لإرادةِ التحررِ وزحفِ الفتحِ القادمِ نحو القدسِ الشريفِ، وما اليمنُ إلا جيشُ الأنبياءِ حينَ يصدحونَ:
ان السيد عدنان عبدالله الجنيد لا يكتب فقط بل يجاهد بالكلمة كما يجاهد الابطال بالسلاح صوته هو صوت اليمن الثائر صوت الثورة المستمرة صوت الكرامة الذي لا يخبو صداه ولن يخفت نوره طالما هناك حق ينتهك وطالما هناك قضايا تنتظر من يرفع راياتها بشموخ وعزة وكرامة

وفي الاخير فان الكلمات تقف عاجزة عن ان توفي هذا الصوت الثائر حقه ولكنه سيبقى علامة مضيئة في درب الامة وجسرا ممتدا بين التاريخ والمستقبل ومدرسة تخرج الاجيال على حب الحق ومواجهة الباطل بشجاعة وايمان لا يلين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى