حديث الإثنين : الحقد الأمريكي فاق كل وصف

بقلم احمد ناصرالشريف
صحيفة 26سبتمبر العدد2406
28 نيسان/أبريل 2025 م

الحقد والغل عندما يتأصل في النفوس يتحولان إلى عداوة وبغضاء ومن أبتلاه الله ليكون كذلك نتيجة لسوء أفعاله تسود الدنيا في عينيه ولا يرى كل شيء أمامه إلا أسوداً هذا على المستوى الفردي أما على مستوى قيادات الدول فإن الحاقدين يدمرون شعوبا ومجتمعات لأنهم يعتقدون أنها أصبحت خارجة عن إرادتهم ولا تسير في الطريق المرسوم لها من قبلهم،
وما تقوم به اليوم الإدارتان الأمريكية في واشنطن والصهيونية في يافا المحتلة المسماة اسرائيليا تل أبيب من إجرام بحق الشعوب الأخرى يفوق كل وصف ويندى له جبين التاريخ والسبب هو الحقد والغل ضد هذا الطرف أو ذاك لأنه لم يمتثل لما يريدان فرضه عليه من ظلم وطغيان والاستيلاء على مقدراته وطرده من أرضه ومنع نصرته وما يجري في غزة انموذجا.
بالنسبة لما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية التي تأسست قبل اكثر من مائتي وخمسين عاما على أنقاض إبادة سكان أمريكا الأصليين الهنود الحمر الذين تم التخلص منهم وهم بعشرات الملايين من قبل المجرمين واللصوص القادمين من القارة الأوروبية إلى قارة أمريكا الشمالية كمحتلين والاستيلاء عليها بالقوة وتنصيب أنفسهم حكاماً وشعباً بديلاً عن شعبها الأصلي ومؤسسين فيها تاريخاً مظلماً يشهد لهم بسجلهم الإجرامي حيث لا تخلو فترة رئاسية مرت على أمريكا مُنذ فترة مؤسسها الأول جورج واشنطن إلا ويتم خلالها ارتكاب أفظع الجرائم بحق الآخرين سواءً على مستوى الداخل الأمريكي أو خارجه، وليزداد إجرام أمريكا بشاعة مُنذ حلت محل بريطانيا الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط تحديدا وفي مناطق أخرى من العالم بهدف السيطرة والتحكم في مقدرات الشعوب الحرة التي تقاومها ولا تخضع لإرادتها وكانت أكبر جريمة ترتكبها في اليابان عندما قصفت مدينتين فيها بالقنابل الذرية المحرمة دولياً ولتكون أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستخدم هذا السلاح المحرم والفتاك فدمرت المدينتين بسكانهما وهو ما جعل اليابان تستسلم خشية من أن تتوسع في تدمير مدن أخرى، ثم توالت جرائمها تباعا من خلال تدخلها المباشر في شؤون البلدان الأخرى واحتلالها لها كما حدث لبعض الشعوب في أمريكا اللاتينية وقارة آسيا، وما فعلته في فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا ودول أخرى خير شاهد على إجرامها الذي لم يسبق له مثيل.
ولأن الكيان الصهيوني اللقيط المزروع في أرض فلسطين العربية منذ ستة وسبعون عاماً يعتبر ولاية أمريكية خارج أرضها بحسب اعتراف الادارات الأمريكية المتعاقبة والتي يجاهر قادتها بصهيونيتهم فقد سلك هذا الكيان سلوكها الإجرامي ولعل ما يقوم به بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة مُنذ عام ونصف العام من إبادة جماعية بحق سكانه تحت الدعم والغطاء الأمريكي يدل على أنه رضع من ثدي أمه أمريكا وتشبع بحقدها وغلها ضد من يخالفها من الشعوب الحرة ولا يخضع لإرادتها فيقوم هذا العدو التاريخي للأمتين العربية والإسلامية بارتكاب جرائمه في غزة ولبنان وسوريا وهو آمن لا يخشى لومة لائم لأن أمه أمريكا ستحميه من الملاحقة والمحاسبة وفي نفس الوقت مستغلا سلبية الحكام العرب وخوفهم منه الذين فرضت عليهم الذلة والمسكنة الإدارة الأمريكية وجعلت على أبصارهم غشاوة لا يشاهدون شيئا مما يحدث على أرض الواقع بل ويتواطؤون ويتعاطفون مع العدو الصهيوني وكأنه المظلوم والمعتدى عليه، وهذا ما شجع أمريكا وربيبها الكيان الصهيوني للتمادي في ممارسة إجرامهم بدم بارد لأنهما لا يواجهان رد فعل منتقد ومقاوم من قبل الحكام العرب لما يقومان به من إجرام قل أن نجد له مثيلا لا في التاريخ القديم ولا الحديث ومن المفارقات العجيبة أن ما يعرف برئيس السلطة الفلسطينية المدعو والعميل محمود عباس والذي يشكل جزءا من المنظومة العربية وصف المجاهدين في قطاع غزة بأنهم أولاد كلب.
وعندما تصدى اليمن لأمريكا ورفض ظلمها ودخل معها في مواجهة مباشرة كاشفا حقيقتها وحقدها على الشعوب الحرة التي تقاومها وترفض الخضوع لها وكان اليمن وما يزال هو الشعب العربي الوحيد الذي وقف إلى جانب الحق الفلسطيني كواجب ديني وقومي ونصرة لمظلومية أبناء غزة فأوصل صواريخه وطيرانه المسير إلى عمق الكيان الصهيوني وحاصره اقتصاديا من خلال منع عبور سفنه في البحر الأحمر من الوصول إلى موانئ جنوب فلسطين المحتلة فضاق حال الكيان الصهيوني بالموقف اليمني المناصر والمساند لأشقائه في قطاع غزة والذي قدم درسا عظيما للعرب والمسلمين في كيفية نصرة قضايا الأمة والدفاع عنها خاصة بعد أن تم تجميد الجبهة الشمالية ممثلة في حزب الله اللبناني الذي أبلى بلاء حسنا دفاعا عن القضية الفلسطينية وضحى بقياداته من أجلها وعلى رأسهم شهيد الأمة الإسلامية سماحة السيد حسن نصرالله وكذلك تم التأثير على جبهة العراق ممثلة في قواها الوطنية بقيادة الحشد الشعبي فجمدت هي الأخرى مقاومتها للعدو الصهيوني ومساندتها للمجاهدين في قطاع غزة، تدخلت أمريكا بشكل مباشر دفاعا عن كيان بني صهيوني صابة جام غضبها وحقدها على اليمن بتشجيع ومساندة عربية فقامت بقصف المدن اليمنية بمختلف أنواع الأسلحة التي تمتلكها عدا السلاح النووي وركزت على ضرب الأعيان المدنية والمقابر والمنشآت الاقتصادية حاصدة ضحايا بالمئات من الشهداء والمصابين جلهم من الشيوخ والنساء والأطفال.
وبدلاً من أن نسمع حتى صوت عربي واحد يستنكر ما تقوم به أمريكا في اليمن نجدهم يحتفلون في إعلامهم لاسيما في السعودية والامارات أكثر من العدو نفسه متشفين وقالبين الحقائق ومضللين الرأي العام بأن ما يتم ضربه في اليمن هي أهداف عسكرية ومخازن أسلحة وقتل قيادات حوثية على حد زعمهم مكذبين حتى ما تعلنه القيادة المركزية الأمريكية التي تراجعت عما كانت قد أعلنته في بداية عدوانها على اليمن الذي مضى عليه ما يقارب خمسين يوما بأنها قتلت قيادات ودمرت مخازن أسلحة وذلك بعد أن كذبتها الصواريخ والمسيرات اليمنية التي تشتبك مع حاملات طائراتها والقطع الحربية التابعة لها بشكل شبه يومي حيث تستمر المواجهات عدة ساعات بالإضافة إلى اختيار القوات المسلحة اليمنية أهدافا جديدة في عمق الكيان الصهيوني أبعد من يافا كحيفا مثلا وغيرها فتم قصفها بصواريخ فرط صوتية متطورة استطاعت أن تتخطى الدفاعات الجوية الأمريكية والصهيونية بما فيها منظومة الكهرومغناطيسية التي تهدد بها أمريكا ألد أعدائها في روسيا الاتحادية والصين الشعبية وتخوف بها العالم فأصابت الصواريخ اليمنية أهدافها بدقة بفضل الله تعالى وأجبرت ملايين الصهاينة على الهروب إلى الملاجئ والذين بحسب الإعلام الصهيوني لم يتمكن البعض منهم من إرتداء ملابسهم فدخلوا الملاجئ ببجامات النوم وهذا يعد نصر من عندالله يدحض كل التضليل الأمريكي والصهيوني والعربي ويثبت مصداقية الشعب اليمني ممثلا في قيادته الثورية الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة بمختلف أفرعها وأن النصر المؤزر لقريب بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى