الذكرى السنويه للصرخه.
بقلم _ أ/محفوظ الجنيد
شعبنا اليمني في مثل هذه الأيام من كل عام يحي الذكرى السنويه للصرخه في وجه الإستكبار العالمي… ففي مثل هذه الأيام أطلق الشهيد القائد صرخته المدويه بشعار الحق والعزة والكرامة في وجه المستكبرين من الأمريكان والصهاينة ومن سار في فلكهم من المطبعين والمنبطحين العرب والمسلمين، بالتوازي مع تزايد الانتشار الأمريكي في المنطقة، وتزايد التنسيقات الأمنية للكثير من الأنظمه العربيه والإسلاميه مع الأمريكان والصهاينه للمشاركة في ما يسمى بمحاربة الإرهاب.
وفي إطار مشروعه القرآني الذي أنار به طريق الأمة، أطلق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي شعار الصرخة في وجه الطغاة المستكبرين، ليغيظ به أعداء الإسلام ويجعل منه سلاحا فعالا يحبط كل محاولات العدو لتدجين الأمة.
فشعار الصرخة رسم مسار التحرر الإسلامي من هيمنة القوى الإستعماريه
كونه يمثل امتدادا للمشروع القرآني الذي بدأه الشهيد القائد من اعالي جبال مران صعده لإخراج الأمة من واقعها المزري إلى موقف عملي يناهض الاستعمار الجديد الذي يسعى لنهب مقدرات الشعوب، بقيادة أمريكا وإسرائيل.
تحرك الشهيد القائد من أجل أن يكون للناس موقف عملي، وفقا للنهج القرآني، لكي تصحو الأمة من غفلتها وتعود إلى مواقع العزة والكرامة التي أرادها الله لها، فانطلق ليرسم معالم المشروع من المنهج القرآني،وبنكهه ايمانيه بدء الشهيدالقائد بتقديم محاضرات توعوية ليشد الناس نحو الله، فلا يخافون شيئا سواه سبحانه وتعالى.
كمابدء ايضاً بترجمة تلك التربية الإيمانية إلى واقع ومشروع عملي، فأطلق شعار الصرخة في وجه المستكبرين، والتي كان منبعها القرآن الكريم ومضامين آياته، وليست شعارا حزبيا أو دعائيا ولا عنوانا طائفيا كما يحاول البعض تصويرهه.
جاء ذلك بعدما أدرك الشهيد القائد خطورة المرحله والمخطط الأمريكي الإستعماري الذي بدأ منذ أحداث الـ 11 من سبتمبر، والذي اتخذت واشنطن من هذه الأحداث ذريعة لتصعيد حربها على الإسلام والمسلمين معلنة عن تحالف عالمي ضد ما سمي بالإرهاب من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين وكل من يقف في وجهها
حينها خفتت كل الأصوات بل وسارعت الكثير من الأنظمة الحاكمة في المنطقة والعالم لتبارك لأمريكا هذه الحرب التي استهدفت الإسلام وتعاليمه وسعت بكل الطرق لتشويهه وإلصاق التهم والجرائم به.
ولم يجرؤ أحداً على اتخاذ اي موقف شجاع في وجه تلك المؤامرت الأمريكية سوى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، والذي كان الصوت الوحيد الذي تحرك عندما صمت الجميع، استشعارا منه للمسؤولية والتكليف الشرعي، وانطلاقا من واقع هذه الأمة الذليل والمأساوي وبثقافة القرآن وضرورة أن يكون للإنسان موقف، مع أعداء الله نصرة لدينه والمستضعفين.
عرف الشهيدالقائد مبكراً أن أمريكا وإسرائيل هم أئمة الكفر الذين يقودون الحرب على الإسلام والمسلمين، ما يستدعي اتخاذ موقف عملي تجاههم، وهذا ما جسده من خلال إطلاق شعار الصرخة في العام 2002م، ليعبر عن الخروج من حالة السكوت والخوف والخضوع لأعداء الأمة، ورسم مسار التحرر والرفض للهيمنة للقوى الغربيه.
أطلق الشهيد القائد صرخة الحق والعزة والكرامة في وجه الطغاة من الأمريكان والصهاينة ومن سار في فلكهم من المطبعين والمنبطحين من العرب المنافقين، بالتوازي مع تزايد الانتشار الأمريكي في المنطقة، وتزايد التنسيقات الأمنية العربية مع الأمريكان والصهاينه للمشاركة في ما يسمى بمحاربة الإرهاب.
فساهم هذا الشعار كثيرا في إفشال المشروع الأمريكي في اليمن، ولولاه لكان اليمن في قطار المطبعين مع قطيع الكثيرمن العرب والمسلمين مع العدو الصهيوني، فالصرخة مثلت حصانة من مؤامرات أعداء الله والأمه، خاصة في ظل ما يشهده العالم من سعي حثيث لتعميم النموذج الأمريكي بثقافته وتوجهاته على العالم.
كثيرة هي الدلالات والمعاني العظيمة التي يحملها، هذا الشعار وما يجسده من عزة وكرامة وحرية للأمة، فضلا عن دوره وفاعليته في إفشال مساعي وأهداف أمريكا للهيمنة على اليمن وإخضاعه لإملاءاتها كما هو حال الكثير من الأنظمة العربيه والإسلاميه العميلة.
فليست الصرخة شعارا حزبيا أو طائفيا أو مذهبيا، ولايخص مكون ما من غيره، بل هو جامع لكل الأمه وموحداًلها فيمكن لها أن يكون شعارا لكل الأمة الإسلامية للخروج من مأزقها، خصوصا إذا ما تم استشعار مضامينه ودلالته باعتباره ثقافة عامة للأمة وتحصينا لها من الاختراق.
وعليه فإن الصرخة تمثل شعارا جامعا لكل المسلمين ولا تخص مكونا أو فصيلا بعينه كونها الضمانة الحقيقية لإخراج الأمة من واقعها المزري إلى آفاق الحرية والكرامة واستقلال القرار.
ولأنه مستوحى من كتاب الله لم يتوقف الشعار لحظة واحدة منذ أطلقه الشهيد القائد قبل اكثر من عشرون عاما رغم التحديات والحروب التي تعرض لها المشروع القرآني الذي كان له الأثر الكبير في جعل اليمن من الدول الرائدة في محور المقاومة ضد مشاريع الهيمنه الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
وهنا تأتي دلالات إحياء الذكرى السنوية للصرخة
كونها اقترنت بها كل معاني العزة والكرامة والحرية والإستقلال، وأنها تمثّل منطلقا لإخراج الأمة من الواقع الذي أراد لها الأعداء أن تعيشه بمستنقع التبعية والوصاية والارتهان والتسلط، وأن يكون أبناؤها جنودا مجندين يتحركون كيفما يشاء الأعداء وفي خدمة أجنداتهم.
كما أن إحياء الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين له دلالات عظيمة كموقف وسلاح معنوي لإلحاق الهزيمة النفسية بالأعداء، وهز كيانهم وكسر جرأتهم على شعوب الأمة.
ومن النتائج العظيمة التي حققها الشعار على صعيد الحياة السياسية في اليمن، هي التحول من حالة التبعية إلى حالة التمكين واستقلال القرار، والتحرر من الوصاية الأمريكية والصهيونية، وصولا إلى امتلاك البلد القدرة على مواجهة قوى الشر والطغيان والإجرام وانخراطه في مواجهة مباشرة معهم.
نعم ان الصرخه سلاح وموقف:
فلا تعدالصرخه باالشعار مجرد كلمات فضفاضة بل هو سلاح وموقف ترتب عليه الكثير من الإنجازات على كافة الصعد والتي كان من أبرزها التحرر من الهيمنة الأمريكية بعد أن كان السفير الأمريكي هو المتحكم بكل مجريات الأمور في البلد.
فالصرخة تعني العزة والكرامة والتطلع للمستقبل، وتحقيق وعود الله تعالى لعباده المستضعفين، والتي بدأت تتحقق من خلال ما يشهده شعبنااليمني اليوم وعلى مرأى ومسمع العالم من عزه وكرامه وحرية واستقلال ونحن في مواجهه مباشره مع امريكاوإسرائيل
استطاع الشهيد القائد الذي تحرك من واقع بسيط ومستضعف أن يجعل ممن حوله قوة تواجه الاستكبار الأمريكي، ويحسب لها أعداء الأمة اليوم ألف حساب، ولعل ما يسطره الشعب اليمني من مواقف بطولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية وخصوصاًفي الدفاع عن المستضعفين في غزه والوقوف في وجه العربدة الأمريكية البريطانية الإسرائيلية الأكبرفي تأريخ المنطقه إلاشاهداً على عظمة المشروع القرآني وما حققه من نتائج عظيمة.
وبعد اكثر من عشرون عاما من إطلاق هذه الصرخه أصبحت الصرخة اليوم بمثابة صمام أمان وسلاح فاعل يعزز وعي الأمة ويستثيرها لمعاداة عدوها الحقيقي لتشكل له عامل قلق كبير وإحباط وعجز عن استهداف واستغلال هذه المجتمعات الواعية.
ولوان الدول العربية والإسلامية اليوم يحملون هذه الصرخه ويصدحون بهذا الشعار لماتجرأت اسرائيل في ابادت اهلنافي قطاع غزه امام مرأى ومسمع العالم
عاما بعد آخر تأتي الذكرى السنوية للصرخة والشعب اليمني أكثر تمكينا وأعظم شأنا وأشد قوة وبأسا، بفضل تمسكه بالنهج الإيماني الصحيح، وتسلحه بهذا الشعار الخالد، والتفافه حول قيادته الصادقة، التي أعادت لليمن هيبته، وفرضت احترامه على الجميع.
نسأل الله لناولكم الثبات على هذا الطريق والصحوه لأمتنا من سباتهالعميق…..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.