سلسلة مقالات غرب اسيا(اليمن) حلقة ٤٧
كنوز ميديا _ متابعة
اعتراف أمريكي بسقوط طائرة F18 بعد اشتباك مع حاملة “ترومان”.. تصعيد في البحر الأحمر
في تصعيد جديد للتوترات بالبحر الأحمر، أقرت البحرية الأمريكية بسقوط طائرة مقاتلة من طراز F18 تابعة لحاملة الطائرات “هاري ترومان”، وذلك بعد ساعات من إعلان صنعاء تنفيذ عملية اشتباك مباشرة ضد الحاملة وإجبارها على التراجع نحو شمال البحر الأحمر.
يأتي هذا التطور وسط تصاعد العمليات العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية والبحرية الأمريكية.
❖ اشتباك مفاجئ.. وتحرك اضطراري لحاملة “ترومان”
أكدت قناة “سي إن إن” الأمريكية نقلًا عن مسؤول رفيع أن حاملة الطائرات “ترومان” اضطرت للقيام بانعطاف حاد لتفادي نيران الهجوم من جانب القوات المسلحة اليمنية، ما أدى إلى فقدان السيطرة وسقوط طائرة F18 في البحر.
الطائرة، التي تقدر قيمتها بأكثر من 60 مليون دولار، غرقت مباشرة، بينما أصيب أحد البحارة بجروح طفيفة.
❖ سقوط الطائرة.. خسائر متلاحقة تعترف بها واشنطن
ذكرت البحرية الأمريكية في بيان رسمي أن المقاتلة F/A-18E سوبر هورنت كانت في وضعية السحب عندما فقد الطاقم السيطرة عليها، مؤكدين أن “جميع الأفراد الآخرين بخير وتم فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الحادث”.
يأتي هذا السقوط ليكون الثاني خلال أربعة أشهر فقط، بعد حادثة مشابهة نسبت إلى “نيران صديقة” وفقًا لرواية البنتاغون.
❖ هروب حاملة الطائرات من نيران صنعاء
علق المحلل السياسي رشيد الحداد على الحادثة قائلًا إن “الانعطاف الحاد لترومان يعبر عن هروب حاد لفخر الصناعة العسكرية الأمريكية من نيران صنعاء”، مشيرًا إلى تصاعد قدرات الدفاع الجوي اليمني.
في هذا السياق يبقى السؤال الأخطر الذي يطرحه المشهد برمته إذا كانت حاملة مثل “ترومان”، وهي جوهرة البحرية الأمريكية، قد اضطرت للفرار بهذا الشكل المثير، فكيف سيكون الحال عندما يتصاعد التهديد أكثر وتتكاثر الهجمات؟! وأي رسائل تحملها صنعاء اليوم إلى العالم، عندما تضع يدها بقوة في خاصرة القوة العظمى الأولى في العالم؟!
❖ تصعيد سابق..استهداف طائرة أمريكية بصواريخ أرض-جو
سبق أن كشفت شبكة “فوكس نيوز” في فبراير عن استهداف طائرة أمريكية من طراز إف 16 بواسطة صواريخ أرض-جو أطلقتها قوات صنعاء.
واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية حينها أن هذا يمثل تصعيدًا خطيرًا في المواجهات مع القوات اليمنية.
❖ الصراع يتجاوز البحر الأحمر.. ترابط مع أحداث غزة
في خلفية المشهد، عادت الولايات المتحدة لاستئناف هجماتها ضد اليمن في مارس الماضي، تنفيذًا لأوامر من الرئيس دونالد ترامب بشن هجوم شامل على جماعة “أنصار الله”.
رغم التهديدات الأمريكية، واصلت الجماعة استهداف مواقع إسرائيلية وسفن متجهة نحو إسرائيل، في رد على الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة.
تداعيات سقوط طائرة F18.. صفعة عسكرية جديدة للهيمنة الأمريكية
يمثل سقوط مقاتلة F-18 التابعة لحاملة الطائرات “هاري ترومان” نقطة تحول خطيرة ليس فقط في مشهد البحر الأحمر، بل في توازن القوى الإقليمي والدولي.
الحادث، وإن حاولت واشنطن التقليل من شأنه، إلا أنه في الواقع يكشف جملة من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها.
• الحرج العسكري الأمريكي يتفاقم، سقوط الطائرة يعزز صورة الفشل العملياتي الأمريكي في تأمين تحركاته بالبحر الأحمر.
• بروز قوة الردع اليمنية،الانعطاف الحاد لحاملة “ترومان” يشير إلى فعالية الرد اليمني وإرباك القوات الأمريكية.
• تصدّع الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر،تكرار خسائر الطائر&ات يزيد الضغوط على الإدارة الأمريكية.
• تصعيد يفتح جبهات جديدة ضد واشنطن، استمرارية عمليات صنعاء ضد الأهداف البحرية تعني تصعيدًا قد يشمل المزيد من السفن.
• التأثير النفسي والمعنوي للحادث قد يشجع أطرافًا أخرى على استغلال الفجوة في الهيمنة الأمريكية البحرية.
• ربط ذكي بجبهات أخرى ورسائل مباشرة لحلفاء واشنطن، لا يمكن تجاهل الترابط العميق بين ما يحدث في البحر الأحمر وما يجري في غزة وفلسطين،الرسالة التي تُبعث من صنعاء للكيان تبدو واضحة، في ظل إخفاق أمريكي واضح في حماية حلفائه أو فرض سيطرته التقليدية.
• تصعيد محتمل داخل الجيش الأمريكي نفسه،تزايد هذه الحوادث قد يخلق صراعات داخل مؤسسات البنتاغون، بين قادة ميدانيين وسياسيين، مع تبادل الاتهامات بشأن فشل التخطيط والجاهزية.
• إحراج في المحافل الدولية، مع كل حادثة مشابهة، يصبح موقف واشنطن أكثر ضعفًا في المحافل الدولية، خاصةً وهي تحاول تبرير تدخلاتها العسكرية تحت شعار “حماية الملاحة والأمن”.
• مؤشر على تصاعد تهديد “الحرو،..ب غير المتكافئة، ما حدث يؤكد أن تكتيكات القوى الصاعدة مثل صنعاء، باستخدام إمكانيات محدودة، قادرة على تهديد أقوى الجيوش بأسلوب “الحر،..ب غير المتكافئة” الذي يقلل من جدوى التفوق التكنولوجي وحده.
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٤/٢٩