مصير العدوان الأمريكي على اليمن الفشل والهزيمة مثلما فشل وإنهزم في مرحلة تحالف العدوان الأمريكي السعودي
بقلم _ محمد علي الحريشي
الجيل الخامس من الحروب هي حرب حديثة إبتكرتها العسكرية الأمريكية من عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، وهي حرب مركبة معقدة جديدة وحديثة نشأت بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي في نهاية عام 1989،فهي حرب شاملة تعتمد على التكنولوجيا في التخطيط والقيادة والسيطرة والتوجيه والقصف، وتعتمد في إدارة العمليات العسكرية عن بعد وعبر مراكز قيادة وسيطرة عبر الأقمار الصناعية وعبر طيران التجسس، وهي حرب متنوعة تشمل الجوانب العسكرية والسياسية والإقتصادية والنفسية والإعلامية، ومن مظاهرها تكوين تحالفات عسكرية دولية لشن العدوان على الشعوب المعتدى عليها، ومن سماتها إنهاحرب خاطفة قصيرة الأجل لاتتجاوز أيام وأسابيع قليلة معدودة، طبقت أمريكا الجيل الخامس من الحروب في عدوانها على أفغانستان ويوغسلافيا والعراق وليبيا. قصف الأعيان المدنية عنصر من عناصر الجيل الخامس من الحروب ، فهو ليس نتيجة عن أخطاء عسكرية غير متعمدة في القصف، بل هو عنصر عسكري هام من عناصر الخطة التكتيكية القتالية، له أهداف مرتبطة بالحرب النفسية وحرب الدعاية الإعلامية والحرب الإقتصادية لإلحاق أكبر خسائر بشرية ومادية ونفسية في الخصم، ولإجباره على الإتستسلام والقبول بشروط العدو في وضع نهاية للعدوان، ولخلق حالة البلبة والإرباك في صفوف الخصم، نلاحظ كيف تعمد تحالف العدوان الأمريكي السعودي في مرحلة العدوان على اليمن( من 2015 حتى 2022) في قصف صالات الأعراس وصالات العزاء والأسواق الشعبية والسجون والأماكن التاريخية والأثرية ومختلف الأعيان المدنية، وكيف تعمد إلقاء قنابل إرتجاجية وفراغية مثل التي تم إسقاطها على فج عطان وجبل نقم بالعاصمة صنعاء في الشهور الأولى من العدوان، لكن السؤال المطروح هو: كيف يعاود العدوان الأمريكي قصفه للأعيان المدنية في اليمن؟٠ وهو يعرف أن القيادة والجيش والشعب اليمني قد تجاوزوا تلك التكتيكات القتالية في مرحلة العدوان الأمريكي السعودي، ألم يتوقع الجيش الأمريكي أن الأوضاع العسكرية والسياسية والأمنية سوف تنهار في العاصمة صنعاء واليمن بشكل عام؟ عقب إلقاء القنابل الإرتجاجية والفراغية على جبلي نقم وعطان في مدينة صنعاء، ألم يتوقعوا حدوث إنهيارات في هرم القيادة؟ عندما قصفوا عزاء «آل الرويشان» في الصالة الكبرى بمدينة صنعاء، التي راح ضحيتها المئات من قيادات الدولة اليمنية، المدنية والعسكرية والسياسية، لماذا يعاود الجيش الأمريكي حرب الأعيان المدنية في اليمن؟ وهو يعرف أنها لن تحقق له أية أهداف!!!!.، عندما قصف العدو الأمريكي سجن الإحتياط في محافظة صعدة الذي يأوي أفارقة عابرين للحدود، وعندما يقصف أعيان مدنية في العاصمة صنعاء والحديدة وفي عدد من المحافظات، الأمريكي يدرك أن قصفه للأعيان المدنية لن يحقق له الأهداف التي يريدها، لكن لماذا يستخدم تلك التكتيكات العسكرية القتالية غير المجدية عند اليمنيين؟ هل هناك أهداف أخرى يريد تحقيقها الرئيس الأمريكي «ترامب»؟ في قصف جيشه المتعمد للمواقع غير العسكرية، فعندما يفشل العدو من تحقيق ضربات على مواقع عسكرية هذا يدل على فشل العدوان العسكري برمته، وفشل في تحقيق الأهداف، لأن الأهداف الأمريكية من شن العدوان الجديد على اليمن عديدة ومنها، القضاء على القوة العسكرية اليمنية، وإضعاف دوره المؤثر في البحر الأحمر، وفك الحصار الإقتصادي البحري على كيان العدو الصهيوني،وإنهاء الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني، وهناك أهداف أخرى خطط لها الرئيس الأمريكي من عدوانه العسكري على اليمن، منها: فرض شروط أمريكية في المفاوضات مع أيران، نعم هناك إرتباط بين العدوان الأمريكي على اليمن وبين المفاوضات مع إيران،كان الرئيس الأمريكي يتوقع نتائج نصر من العدوان على اليمن،وذلك سوف يصب في صالح فرض الشروط الأمريكية على التفاوض مع إيران،لكن الذي حدث هو العكس مر أكثر من أربعين يوماً من العدوان ولم تحقق فيه أمريكا أية أهداف عسكريةعلى الشعب اليمني، الفشل العسكري الأمريكي في اليمن جاء في صالح إيران وقوى من موقفها التفاوضي، وهذا مادل عليه تراجع لغة التهديد الأمريكية تجاه إيران ومرونتها في المفاوضات النووية مع الحكومة الإيرنية، هل لو كان حقق الجيش الأمريكي بعض من أهدافه العسكرية في اليمن سوف تسير المفاوضات مع إيران بذلك الشكل المرن؟. لم تتحقق أهداف العدوان الأمريكي في القضاء على المقدرات العسكرية اليمنية، ولاعلى البنية القيادية العسكرية والمدنية، ولا على الإمكانيات الإقتصادية خلال فترة الأربعين يوماً من العدوان، والدليل هو ثبات الوضع الإقتصادي وثبات وضع أسعار مختلف السلع في الأسواق اليمنية «في مناطق سيطرة حكومة صنعاء» على ماهو عليه قبل بداية العدوان الأخير، هذا نجاح كبير يحسب للحكومة اليمنية في عدم تأثرها الإقتصادي من العدوان، وعدم حدوث حالات إرباك داخل الحكومة اليمنية، الفشل الأمريكي ينعكس بالسلب على الرئيس الأمريكي وعلى الحكومة الأمريكية داخلياً وخارجياً، إن أكبر إنجاز حققه اليمن، هو القضاء على أهم عنصر من عناصر الجيل الخامس من الحروب الأمريكية وهو عنصر التحالفات العسكرية الدولية مع أمريكا، التي كانت تعتمد عليها الإدارة الأمريكية في شن حروبها على عدد من دول وشعوب العالم، الرئيس الأمريكي وأركان إدارته حاولوا بكل السبل لتكوين تحالفات عسكرية دولية أو إقليمية ضد اليمن، لكن لم يستطعوا، لم تنجح محاولاتهم في تكوين تحالف عسكري بحري ضد القيادة والشعب اليمني عقب مرحلة طوفان الأقصي،«تحالف الرخاء وتحالف اسبيديس» ، ولم يستطعوا تكوين تحالف عسكري دولي أوتحالف إقليمي ضد اليمن في مرحلة العدوان الأمريكي العسكري الحالي بدواعي وحجج تحرير طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وإنهاء التهديد «الحوثي» على أهم ممرات الشحن التجاري البحري في العالم وهو باب المندب، فشلت أمريكا بتحقيق تكوين تحالف عسكري دولي أو إقليمي ضد اليمن، وفشلت في الحرب الإعلامية والنفسية، وفشلت في تحقيق أهداف قصف الأعيان المدنية، وفشلت في كسر شوكة اليمنيين في وقوفهم وإسنادهم للشعب الفلسطيني، وفشلت في منع وصول السلاح الصاروخي والطيران المسير للجيش اليمني إلى قلب كيان العدوالصهيوني، فماذا بقي لها من عناصر عسكرية تحقق بها النجاح في عدوانها على الشعب اليمني؟
هل قصف الطيران الحربي الأمريكي على الأعيان المدنية في اليمن سوف يحقق لها الأهداف التي تحلم بها؟ فشل العدوان الأمريكي، وهي قبل ماتخرج مهزومة ومنكسرة وفاشلة من اليمن تعمل لها «نثرة»(باللهجة اليمنية) أي تعمل لها فضيحة بقصف المدنيين الأبرياء لتشفي غيض غليلها وحقدها على الشعب اليمني و لتترك آثار من الإجرام في ذاكرة اليمنيين بدماء وأشلاء الأبرياء، وتخرج وهي محملة بذلك الوهم الكبير من الإنجاز الذي تظن أنها حققته من عدوانها العسكري في اليمن، لتحافظ على ماء وجهها القذر ، لكن كان الرد اليمني سريعاً بأسقاطه طائرة حربية يوم أمس من طراز «F18» الذي أسقطها الجيش اليمني سواء بطريقة مباشرة عبر الصواريخ والمسيرات أوبطريقة غير مباشرة عن طريق الإرباك والتسبب بغرقها في مياه البحر الأحمر( كما زعمت قيادة الجيش الأمريكي) نتيجة للإشتباك العسكري اليمني مع أسطول حاملات الطائرات الأمريكية «هاري ترومان». النتيجة لقد إستطاع اليمن إفشال الحرب الأمريكية في مرحلة تحالف العدوان، واليوم هو كفيل بإفشال العدوان الأمريكي الجديد على اليمن وهزيمته، مع فارق إمكانيات وقدرات اليمن بين الأمس واليوم.