في عيد العمال: “كوشان بلدي” يحيّي عمال فلسطين في وجه الإبادة الجماعية والظلم
بقلم: أحلام أبو السعود – مسؤولة إدارة “كوشان بلدي”
“من سندانِ الأرضِ جئنا، لا نهابُ المعتدي
نحملُ المعولَ والكرامةَ في يَدِ
نبني على رُكامِ حُلمٍ عِزَّنا
ونصوغُ من وجعِ الحياةِ صُروحَ مجدِ”
يؤكّد “كوشان بلدي”، ومرجعيته دائرة شؤون اللاجئين برئاسة الدكتور أحمد أبو هولي، ومنسق الكوشان الأستاذ أكرم جودة، على التمسك بحق العامل الفلسطيني في حياة كريمة، وعلى واجب المجتمع الدولي في إنصافه لا بالاكتفاء بالاحتفال الرمزي، بل عبر التضامن العملي، ورفع الظلم عنه، وضمان حقه في الكرامة والعمل.
في الأول من أيار، حيث يحتفل العالم بعيد العمال، نقف نحن في فلسطين وقفة إجلالٍ وحزنٍ معًا، لنحيّي أولئك العمال الفلسطينيين الشرفاء، الذين لم تُمنح لهم الأوسمة أو الرواتب المجزية، بل وُسِموا على جبين الوطن بالشقاء والصمود والمثابرة.
نوجّه التحية لعمالنا المظلومين، أرباب الأسر الوطنية، الذين هُدمت مصانعهم، وسُوّيت بالأرض ورشهم، وتفحّمت مناشرهم وورش الحدادة والنجارة وسائر مرافق الخدمات التي طالتها آلة العدوان الإسرائيلي على غزة. هؤلاء الأبطال، رغم الجوع والعطش، لم يتوانوا يومًا عن تقديم أبنائهم شهداء من أجل الحرية، ولا عن الاستمرار في شرف العمل وبناء ما تبقّى من الحياة بين الركام.
ونستحضر في هذه المناسبة محطات اللجوء والشتات بعد نكبة 1948، حين كبُر الأطفال بين خيام العوز، ثم غدوا سواعد بناء، أقاموا بقيمهم وجهدهم ركائز الاقتصاد الوطني، وأعادوا الاعتبار لثقافة العمل وسط أنقاض التهجير، وهم يحلمون بالعودة إلى أرض الأجداد، حاملين أدواتهم لا البنادق، وعزيمتهم لا الاستسلام.
لقد كانت فلسطين غنية بالمصانع، والمؤسسات، والعقول المُنتجة التي تخدم الوطن والمواطن، حتى جاء الاحتلال فحوّل كل ذلك إلى رماد. واليوم، يستكمل الاحتلال نكبته في غزة والضفة والقدس الشرقية، بهدم البيوت، وتجريف الأراضي، وتجويع السكان، وتجفيف مصادر رزق آلاف العمال الذين يشكلون العمود الفقري للشعب الفلسطيني، ومحرك نضاله الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا اليوم العمالي، نتوجه في “كوشان بلدي” بتحية إجلال لعمالنا الأبطال، ونتضرع بالرحمة لأرواح شهدائهم، وبالشفاء العاجل لجرحاهم، وبالحرية لأسرانا في سجون الاحتلال، ونناشد أحرار العالم أن يتذكروا أن فلسطين لم تكن يومًا أرض فوضى، بل كانت منارة للإنتاج والعطاء، دمّرتها آلة الاحتلال، لكنها ستنهض من جديد بسواعد عمالها المخلصين.