القرآن العظيم و تعدد ثراءه 

بقلم _ بشرى المؤيد

 

 

 

في بداية كلامي كلامي قال الكاتب إيرل نايتنغايل:لا أحد يمكنه أن يصبح ثريا إلا إذا أثرى الآخرين،ومن يساهم في تحقيق النجاح و الإزدهار لا بد أن يلاقي النجاح و الإزدهار بدوره. أي أن الإنسان ما دام ثريا في أفكاره، معنوياته،خبراته،تصوراته،مبادراته، مساعداته، أمواله …..إلخ و ساهم بكل ما معه من معرفة في إزدهار الآخرين و نجاحاتهم لا بد أن يأتي هذا النجاح والإزدهار والثراء إليه فهي قوانين إلاهية لا تتغير ولا تتبدل فما أعطيته و أنفقته يرتد إليك بالخير حين يكون المقصد أيضا خير.

 

 

فالإنسان حسب ما كون صورة ذهنية عن ذاته وكيف رآها في تلك الصورة؟ والقرآن الكريم ثري وغني بهذه الأشياء المتعددة النفسية والمعنوية و المادية فجعل الإنسان يتخيل كل صورة أو مثل يضربه الله سبحانه في كتابه من قصص الأنبياء والمرسلين و المؤمنين وأوليائه الصالحين فهي ليست قصص تروى للتسلية وإنما للتعلم و الإستفادة مما حصل في الماضي وما يقع في الحاضر و سيحصل في المستقبل. و تتخيل أيضا صور الكافرين وعنادهم و عذابهم في جهنم نعوذ بالله منها.

قال تعالى”وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” أي أن كتاب القرآن فيه كل مايريد الإنسان فما عليه إلا أن يتبعه وينتهج بنهجه ويتقي الله و يخشاه.

 

 

° نبي الله سليمان سأل ربه الثروة و الجاه

“قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” لا ليتجبر و يتكبر ولكن ليبني ويعطي و يساعد أهل قومه.

° نبي الله يوسف طلب من رئيسه أن يكون أمين على المال أي درجه عالية من المنصب لا ليسيطر و يفسد و يهيمن لكن ليخدم ويسهل للآخرين أمورهم ” قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”

° وإبراهيم دعا بأن يكون معروفا طليق اللسان بصدق ليستطيع التأثير في دعوته عند الناس فيستجيبوا و يتقبلوا دعوته” وَٱجْعَل لِّى لِسَانَ صِدْقٍۢ فِى ٱلْءَاخِرِينَ”

° ونبي الله موسى دعا ربه أن يكون معه أخوه هارون لأنه أفصح لسانا منه ليقنعا فرعون بما أرسلهما الله لدعوته لعبادة الله “وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ”

وكانت كلها وسائل لإقامة الحق والعدل وليست لإقامة الشر والفساد.

وهكذا يستطيع الإنسان الإتصال بربه مباشرة ويطلب ما أراد وفق قوانينه الإهية فاستجاب الله لدعائهم لعلمه ما في قلوبهم هذه أمثلة من بين قصص كثيرة حكاها لنا القرآن الكريم الذي فيه علم الأولين و الأخرين.

 

▪︎أسرع وسيلة للثراء بكل تعدد معانيها قي قوله تعالى ” قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (151)

 

▪︎أسرع وسيلة للثراء في قوله تعالى”كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ”

 

▪︎أسرع وسيلة للثراء في قوله تعالى” قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ..}

 

▪︎أسرع وسيلة للثراء في قوله تعالى “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ” فمن لم يخلط إيمانه بكفر أو شرك بالله فيجعل باله مطمئن يهديه للطرق الصحيحة لبناء نفسه وثرائه.

 

▪︎أسرع وسيلة للثراء في قوله تعالى “كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فمن يريد الثراء يتبع المال الحلال ولا يخلطه بالمال الحرام فالله سبحانه لا يحب إلا ما كان حلال وينفقه فيما يرضيه.

▪︎أسرع وسيلة للثراء” “قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِن شَهِدُواْ فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ”. من يريد الثراء يؤمن بآيات الله ويتبع قوانين الله ويؤمن ان الله هو من يغني وأن هناك يوم حساب وعقاب.

 

▪︎أسرع وسيلة للثراء “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ” أمرنا وحياتنا وصلاتنا هي لله لا نشرك معه أحد متبع أوامره ونكون من المؤمنين المسلمين بالله

 

فقوانين الثراء المتعددة المعاني كثيرة في القرآن الكريم فكان رسل الله والأولياء الصالحين يدعون الله بما يشاؤون ويستجيب الله لكل واحد بما دعا لعلمه بنياتهم و صفائها و نقائها وكان من صفاتهم التعاون والتساعد ومحبة الخير للآخرين .

 

فالمحبة و التعاون ومساعدة الناس لا ينقص مما تملكه شيئ ولا ينقص من سعادتك و حبك لخير الآخرين بل على العكس تماما هناك مقولة للكاتب الأجنبي “جيمس آرثر راي” (كلما أكثرت من مساعدتك للآخرين كلما جذبت الطاقة ذاتها إليك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى