من نام لم يُنم عنه: يقظة العقيدة في زمن المكر

بقلم _ علي جاسب الموسوي 

 

في خطابٍ بليغٍ ينضح بالحكمة والعقيدة، يحذر الإمام الخامنئي (دام ظله) من الركون إلى ملاطفة العدو وهدهدته، مستندًا إلى قاعدة ذهبية من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ( إِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأَرِقُ وَ مَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْهُ) إنها ليست مقولة بل استراتيجية وجود، تُحذر من الغفلة أمام عدوٍ لا يغفل، وتُنبه أن النوم في ساحة الوعي خيانة للتكليف.

التاريخ حافل بالشواهد: ألم تُسق الكوفة يوم نامت عن مكر ابن زياد؟ ألم يُغدر بالإمام الحسن عليه السلام حين اطمأن قومه لمعاهدة معاوية؟ واليوم، هل نُلدغ من الجحر ذاته؟ العدو يُقَبل بلسانه ويطعن بخنجره، ويبتسم وفي عينيه نار الحقد.

القرآن الكريم يقول( ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله)  هذه الهجرة هي يقظة العقيدة، لا هجرة الجغرافيا.

العدو الصهيوني، والأمريكي، ومن دار في فلكهم، لا يفترون عن محاولات الاختراق الناعم، والتسلل من بوابة الغفلة .. من نام لم يُنم عنه، لأن الحرب اليوم حرب الوعي، وحرب العقول، قبل أن تكون حرب السلاح.

فلنكن كما أرادنا الإمام الحسين عليه السلام ( ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى