الباص الأحمر وصل الناصرية

بقلم _ هادي جلو مرعي

 

دخلت الباصات الخاصة بالنقل العام الى العراق مطلع خمسينيات القرن الماضي لكن إستخدامها بدأ منذ العام 1830 أي مايقرب من المائتي عام من الزمن. وكانت بغداد ولندن المدينتان الأشهر في إستخدامهما خاصة مع الإرتباط الوثيق بينهما بعد السيطرة البريطانية على العراق وقد تزايد عددها بمرور الزمن وصارت لها نقاط إنطلاق ووصول وهناك كراج خاص بها يسمى كراج الأمانة وسمي الجسر الواصل بين الكرادة وساحة ميسلون عند مدخل شارع فلسطين الجنوبي يسمى جسر الأمانة وكان الموظفون والمواطنون العاديون وطلاب المدارس والجامعات يستخدمون تلك الباصات أو الحافلات ويسمونها الأمانة في الثمانينيات والتسعينيات من بغداد حتى مناطق الضواحي والمناطق الابعد وأتذكر إن واحد من تلك الخطوط كان ينطلق من بغداد الجديدة قرب سينما البيضاء بإتجاه منطقة جسر ديالى وتقاطع 9 نيسان حتى منطقة الدايرة المعروفة قريبا من النهروان ويقطع ربما مايزيد على الاربعين كيلو مترا وكان هناك خط آخر ينطلق ذهابا وعودة من بغداد الجديدة حتى خان بني سعد على طريق بغداد بعقوبة مركز محافظة ديالى..

وزير النقل السيد رزاق السعداوي إفتتح في اليوم الاول من شهر مايو 2025 أول خط نقل جماعي عبر الحافلات ذي الطابقين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار لنقل المواطنين بأسعار زهيدة وهو تنفيذ لوعد قطعه الوزير بزيادة عدد الحافلات ومدى إستخدامها وربما تكون خطوة جريئة ومتقدمة بهذا الإتجاه أن ينتقل العمل بتلك الحافلات من العاصمة الى مدن ومحافظات تبعد عن بغداد مئات الكيلومترات وفي المحافظة التي تقوم وزارة النقل فيها بمشاريع حيوية بالتشارك مع وزارة أخرى كالبلديات والإسكان والأعمال ودوائر الطرق والجسور حيث طورت وزارة النقل قطاع السكك الحديد وإستوردت عربات حديثة تتسع لمئات المسافرين وتقطع المسافات البعيدة بأوقات أقل بكثير مما كانت تقطع في عقود مرت حيث كانت القطارات بطيئة للغاية.

تعمل الحكومة العراقية ووزارة النقل على إنجاز مرفق كبير سيمثل نقلة كبرى في وجود ومستقبل الناصرية حيث دخلت الوزارة على خط التنفيذ والإشراف المباشر على المشروع العملاق الذي تنفذه شركة عالمية ومن شأن إنجازه نهاية العام الجاري وبحسب تصريحات السعداوي أن يوفر فرص عمل لأبناء المحافظة وبأعداد ممتازة وسيربط المحافظة المشهورة بآثارها التاريخية وممالكها القديمة وقدسيتها كونها مكان مولد النبي إبراهيم بالعالم الذي يرغب يوما بعد يوم بالوصول الى مكان ولادة هذا النبي العظيم وبقية المدن القديمة المندثرة والمعالم والآثار الدالة عليها كما يزيد ذلك من فرص الإستثمار وسهولة وصول المستثمرين والشركات العالمية التي يمكن أن تنجز العشرات من المشاريع المعدة لهذه المحافظة العظيمة التي صارت محط أنظار العالم ولاننسى الزيارة الشهيرة التي قام بها البابا فرنسيس الراحل الى زقورة أور وإلقائه كلمة الأولى من نوعها قرب هذا الموضع الشهير في هذه المحافظة الأشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى