السيد العلامة عبدالله بن أحمد بن عمر بن يحيى العلوي (1414 – 1321هجرية) (1903م – 1993م)
بقلم _الشاعر الكبير أحمد رامي
من مقدمة “ديوان المراسلات”
“وشاعرنا هنا السيد عبدالله بن يحيى العلوي، جدير بأن توضح شخصيته لقراء شعره، خاصة من الشباب الذين لم يتح لهم أن يعرفوا عنه حتى اليسير، إما لعزوفه عن الدعاية لنفسه وشعره، و إما لعزوفهم عن المعرفة والاطلاع إلا في حدود الجديد المزعوم، الذي هم ببريقه مخدوعون مسحورون.
ولهؤلاء وأمثالهم نقول:
إن الشاعر عبدالله بن يحيى العلوي، ناظم المجاج وصاحب هذه المراسلات، ليس أديباً شاعراً فحسب، بل هو عالم ديني جليل، وسياسي مخضرم فحل، وزعيم وطني له تاريخه الحافل في التضحية والجهاد في سبيل وطنه وعروبته.
فمنذ أكثر من خمسين عاماً، حصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف ، وكان إلى جانب ما اشتهر به من غزارة العلم وسعة الاطلاع قد عرف بميوله الأدبية والتقدمية، وما كاد يرجع إلى وطنه حضرموت، حيث أسرته الهاشمية الكبيرة ذات الجاه والنفوذ، حتى أصدر هناك مجلة أدبية أطلق عليها اسم (عكاظ) ثم اشترك في عدة صحف أخرى في سنغافورة كما ساهم في كتابة عشرات المقالات في صحف القاهرة وبالأخص جريدة البلاغ لصاحبها العلامة المرحوم عبدالله حمزة.
وحين عاد إلى سنغافورة مسقط رأسه انتخبته الجالية العربية رئيساً للرابطة العربية بها غير مرة.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية تصدى للدعاية ضد السياسة الاستعمارية… مما دعا إلى الحكم عليه بالإعدام من السلطات العسكرية للحلفاء الغربيين، وما كادت تلك الحرب تقترب من نهايتها حتى لجأ إلى اندونيسيا، وظل مختفياً بها حتى سنة 1947م حيث عاد إلى سنغافورة، بعد أن أصدر اللورد منبيتن قائد جيوش الحلفاء في الشرق الأقصى العفو عن السياسيين.
وفي سنة 1951م مثل (مالايا) في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في تلك السنة في كراتشي عاصمة باكستان، كما أنتخب عضواً في إدارة المجلس التشريعي بسنغافورة ونائباً لرئيس جمعية الشبان المسلمين بها، ولرئيس جمعية الدعوة الإسلامية ولرئيس الرابطة الإسلامية، وللجمعية الباكستانية، وفي السنة نفسها هاجر إلى القاهرة، ومعه أسرته حيث عين مستشارا صحفياً للمفوضية اليمنية بها، ثم مستشاراً وقد تولى القيام بأعمال سفارة اليمن عدة مرات، ومثل حكومة اليمن في نحو أربعين مؤتمراً دولياً وشعبياً إلى جانب تمثيل اليمن في جامعة الدول العربية.
وفي القاهرة انتخب عضواً في هيئة جماعة الكفاح عن الشعوب ممثلاً عن اليمن.
وفي أواخر العهد الإمامي عين سفيراً لها في اندونيسيا وكان قد أعد الكلمة التي سيتقدم بها إلى الرئيس سوكرنو شعراً، وما كاد يتهيأ للسفر إليها حتى قامت الثورة اليمنية، ثم عين بعد الثورة وقيام العهد الجمهوري بها ممثلاً لها لدى منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الافريقية، وحضر بهذه الصفة عديداً من المؤتمرات التي أقامتها المنظمة في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية…
ولعل في مقدمة مميزاته أنه في كثير من المؤتمرات الدولية التي حضرها، كان يكتب أبحاثه وتقاريره بالشعر ولم يسبقه إلى ذلك إلا قلة من الشعراء المصريين منهم المرحوم: الشيخ عبدالله حمزة، وشوقي أمير الشعراء…
وللشاعر في كل بلد عربي وإسلامي عدد كبير من الأصدقاء والأدباء والشعراء وقادة الفكر والثقافة والاقتصاد والسياسة ولعل القراء قد لاحظوا أن أكثر أبياته المرسلات كان موجهها إلى أولئك الأصدقاء ذوي المقام الأدبي والسياسي المرموق.
ويلاحظ القارئ أن الشاعر في هذه الأبيات الموجهة إلى الأصدقاء يقدم لنا صورتين من صور الشعر: صورة النفس الشاعرة التي تجود بالمعاني الخيرة وصورة المجتمع العربي من مختلف زواياه الإنسانية.
ولو لم يكن في شعر السيد عبدالله بن يحيى العلوي غير هاتين الصورتين لكفى أن يتقدم بها في مواكب الشعراء الذين أثروا الإنسانية بشعرهم” .
*حصل على عالمية الأزهر في أقل من ثلاثة أشهر