شعارُ الإيمانِ والموقفِ

بقلم _ علياء الأبيض

 

شعار الصرخة ليس مجرد كلماتٍ تُرددُها الألسنُ في الفعاليات والمناسبات، بل هي في جوهرِها تعبيرٌ مُكثفٌ عن رؤية، وتلخيصٌ لموقفٍ، وتجسيدٌ لهوية، وحين يرتبطُ الشعارُ بالإيمانِ، فإنهُ يكتسبُ بُعدًا أعمق وقوة أعظمَ، ليصبح “شعار الإيمان والموقف”

 

إنَّ الإيمانَ باللهِ ليسَ مجردَ تصديق قلبيٍّ أو عباداتٍ فردية فحسبُ، بل هو قوةٌ دافعةٌ تُشكّلُ وعي الإنسان وتُحددُ اتجاههُ وتُلزِمُهُ بموقفٍ واضح في الحياة. الإيمانُ الحقُّ يقتضي ولاءً وبراءةً، حبًّا وبغضًا، قربًا وبعدًا، يقتضي أن تكونَ لله، ومع الحقِّ، وضدَّ الباطل.

 

وهنا يأتي دورُ شعار الصرخة كأداةٍ للتعبير عن هذا الإيمان وهذا الموقفِ. الشعارُ الذي ينبعُ من الإيمان ليسَ شعارًا سياسيًا بحتًا أو قوميًا ضيقًا، بل هو إعلانٌ عن الانحيازِ إلى صفِّ الله ورسولِه وأوليائه، وإعلانٌ عن البراءة من أعداء الله وأعداء الإنسانية.

 

عندما يُرفعُ شعار “الله أكبر”، فهو بدايةُ كلِّ شيء. هوَ إعلانٌ عن عظمة الله المطلقة، وأنَّ كلَّ قوةٍ سواهُ صغيرةٌ وضعيفةٌ، هذا الإيمان بعظمة الله هو الذي يُولّدُ الموقف الشجاع في مواجهة قوى الاستكبار والظلم. فمن يؤمنُ بأنَّ الله أكبرُ من أمريكا وإسرائيلَ وكلِّ طواغيت الأرض، لن يخشى قوتَهم المادية، ولن يتردد في اتخاذ الموقف الذي يُرضي الله.

 

الشعارُ الذي يُحددُ الأعداء ويُعلنُ البراءة منهم هوَ تجسيدٌ عمليٌّ لأمرٍ إلهيٍّ صريح في القرآن الكريم. إنها ليستْ مجرد عداوةٍ شخصيةٍ أو عرقيةٍ، بل هيَ عداوةٌ مبدئيةٌ ضدَّ من يُحاربون الله ورسوله، ويفسدون في الأرض، ويستعبدون الناس. الشعار هنا يُصبحُ بوصلةً تُحددُ الاتجاه، وسيفًا يُشهرُ في وجه العدوِّ، وجدارًا يفصلُ بين صفِّ الحقِّ وصفِّ الباطل.

 

إنَّ شعار الإيمان والموقف هو الذي يُعطي للمقاومةِ شرعيتَها وقوتَها الروحيةَ. هوَ الذي يُحولُ التحديات إلى فرص، والمحنَ إلى منحٍ. هو الذي يُثبتُ القلوب في أشدِّ اللحظاتِ، ويُذكّرُ بأنَّ النصرَ ليس مرهونًا بعدد العتاد والرجال فحسب، بل هو قبل كلِّ شيءٍ وعدٌ إلهيٌ لمن يصدقون في إيمانِهم وموقفِهم.

 

في زمنٍ تتلاقى فيهِ قوى الشرِّ وتتكالبُ على الأمة، يصبحُ التمسكُ بشعار الإيمان والموقف ضرورة وجودية.

هوَ الذي يُحافظُ على الهويةِ من الذوبان، ويصونُ الكرامة من الإهدارِ، ويُبقي جذوةَ المقاومة مشتعلة. إنهُ ليسَ مجرد كلمات تُقالُ، بل هو عهدٌ يقطعُ، ومسؤوليةٌ تحملُ، ومسارٌ يُسلكُ نحو تحقيق وعد الله بالنصر للإسلام.

 

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء

#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى