خنجر الفتنة بيننا
بقلم _ علي جاسب الموسوي
عاد خميس الخنجر إلى الشاشات، متبجحًا، نافياً ما نُسب إليه من تسريبات صوتية كشفت مكنون حقده، وهو ينتقص من الشيعة، ويصف أهل الجنوب (بـالشروگية) في تعبيرٍ ينضح استخفافًا وطبقية مقيتة.
لكن الأخطر من القول هو الفعل؛ إذ يدير الخنجر اليوم منظومة إعلامية مسمومة من خلال قناتي (UTV) و(الفلوجة)، تبث خطابًا طائفيًا مُموّهًا، يُراد له أن ينسجم مع مشروع إقليمي تشترك فيه قطر وتركيا، بدعمٍ إخواني واضح الأهداف.
المُقلق أكثر أن هذا التمدد لم يكن ليتحقق لولا تواطؤ بعض الأطراف المحسوبة على البيت السياسي الشيعي، ممّن وفّروا له الحاضنة، والغطاء، والمساحة الاقتصادية المخيفة، حتى غدا رقماً ثقيلًا في السوق والعقار والمصارف، ينهش في جسد الدولة بصمت.
وكمطلع أقرأ هذه المعطيات كمقدمة لتحالف سني–خارجي يسعى لإعادة هندسة التوازن السياسي في العراق، بما يُقصي الثقل الشيعي من مراكز التأثير، ويفتح الباب لمرحلة خطيرة من الإقصاء الناعم.
إن الرد لا يكون بردة فعل انفعالية، بل بتيقظ سياسي، وإعادة تموضع استراتيجي، وتفعيل أدوات الردع الناعم والصلب معًا، قبل أن يُستباح العراق مجددًا من ذات البوابة.