“سر قوة المواقف اليمنية “
بقلم _ ماجد الشويلي
جُبلت النفوس على حب الفضيلة والخصال الحميدة، كالوفاء والشجاعة والمروءة وغيرها .
ولذا تجد الجميع يثني على مواقف الشعب اليمني الاستثنائية بنصرتهم للقضية الفلسطينية، وتحملهم أشد الصعوبات والمحن في هذا السبيل بمن في ذلك اعداؤهم .
وبالفعل فإن هذه الصلابة وحجم الوفاء والتفاني الذي ابداه اليمنيون بنصرة أهل غزة، ظاهرة جديرة بالبحث والتأمل بعمق لسبر أغوارها ، والوقوف على منبعها وركائزها الفكرية والعقدية .
وبتقديري فان أهم ركيزة تقوم عليها هذه المواقف الاسلامية والانسانية هي الايمان
بالله عز وجل وتوحيده عمليا .
بمعنى ادراك هذا الشعب بقناعة راسخة وايمان ثابت ((أن لا مؤثر في الوجود الا الله عز وجل))
وهذا هو الاس الاساس في ثقافة أهل اليمن .
يضاف الى ذلك المنهج القرآني الذي استحوذ على كل شؤونهم الحياتية منذ أن انطلقت لديهم المسيرة القرآنية بقيادة السيد الشهيد حسين بدر الدين (رض)
فاصبح القرآن هو الحاكم في احوالهم الاجتماعية ، ومناهجهم التربوية ، وفي علاقاتهم التربوية .
اصبح القرآن منهجهم في السلم والحرب على حد سواء، بنحو أكسبهم الحصانة من تسلل (البراغماتية الذرائعية) لاي موقف من مواقفهم ولأي خطوة من خطواتهم، سياسية كانت أم اقتصادية ، عسكرية كانت أو أمنية،
كلها مواقف قرآنية .
تحليلهم السياسي يستند للقرآن ،
اعلامهم يعتمد على القرآن ،
خطابهم الداخلي والخارجي على حد سواء،
خاضع للقرآن ومستند اليه .
أما الأمر الآخر الذي يتعلق بصلابة الموقف اليمني فهو الزهد والاستخفاف ببهرجة الدنيا وزينتها .
فالشعب اليمني لم يسمح للترف والدعة وزخارف الدنيا أن تتملكه ، ويرفض الحصول عليها بذل وهوان .!
وهو على يقين من أن نهاية صموده ومآلات مواقفه النبيلة هذه ستفضي الى أن تخرج له الارض بركاتها وتغمره السماء بفيوضاتها
فكل شئ بأمر الله عز وجل وكل شئ في متانوله والمسألة مسألة وقت ليس الا.
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَ
الاعراف
ولولا أن الشعب على هذه الشاكلة لكن من الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا على الحكومة اليمنية اتخاذ موقف واحد من هذه المواقف العظيمة المتوالية.
لكن العجيب الغريب أن بعضًا من الشعوب الأخرى التي تتفاخر بمواقف الشعب اليمني واحيانا تتبجح بالانتماء اليه غارقة بحب الملذات ، وهي ليست على استعداد أن يصيبها ولو شوكة في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
وهذا لم يأت من فراغ ، فكما أن السيد الشهيد حسين بدر الدين قاد المسيرة القرآنية في اليمن حتى انتجت انصار الله
وهذه الروحية الجهادية العظيمة لديهم.
فان كثيرا من شعوب المنطقة مورس بحقها التدجين والتخدير ، وخضعت لسياسة الالهاء بالملذات واللهث وراء الدعة والراحة.
شعوب لم تعد تفرق بين الصراع في غزة والتنافس بلعبة القدم بين (برشلونة وريال مدريد) وفي أفضل احوالها تكون مشجعة لحماس ومصفقة لثكالى وايتام غزة وهاتفة لصواريخ اليمن .