سلسلة مقالات غرب اسيا(اليمن)حلقة ٥١

كنوز ميديا _ متابعة

الضربة الصاروخية على مطار بن غوريون..حصار جوي وردود (إسرائيلية) فاشلة

 

❖ الضربة الصاروخية على مطار بن غوريون.. تحول غير مسبوق

في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ ضربة نوعية بصاروخ باليستي فرط صوتي استهدفت مطار بن غوريون في مدينة يافا المحتلة، مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية بالكامل لأكثر من ساعة.

العملية، التي جاءت “نصرةً للشعب الفلسطيني ورفضًا للإبادة الجماعية في غزة”، أثارت صدمة استراتيجية داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية، خصوصًا مع اعتراف تل أبيب بسقوط الصاروخ وفشل أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، بما فيها “القبة الحديدية” و”حيتس” و”ثاد”، في اعتراضه.

هذا الحدث لم يُسجل فقط كتطور عسكري، بل كضربة مباشرة لصورة (إسرائيل) الأمنية ومناعة جبهتها الداخلية، حيث تم إجلاء ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وسط ارتباك شامل وصفته وسائل إعلام عبرية بـ”الإرباك الكامل”.

❖ اليمن يعلن الحصار الجوي.. قواعد جديدة للردع

لم تكتف صنعاء بتنفيذ الضربة، بل أتبعتها بإعلان رسمي عن فرض “حصار جوي فعلي” على الكيان الصهيوني، في خطوة وُصِفت بأنها تصعيد نوعي في قواعد الاشتباك.

هذا الإعلان، جاء في توقيت حساس يتزامن مع التصعيد العسكري (الإسرائيلي) في غزة، ما أعطى العملية بعدًا استراتيجيًا يتجاوز دعم الفلسطينيين إلى محاولة حقيقية لتقويض الهيمنة الجوية (الإسرائيلية)وتعطيل الملاحة المدنية والعسكرية داخل الأراضي المحتلة.

تأثير ذلك لم يكن رمزيًا فقط؛ بل انسحبت شركات طيران كبرى مثل لوفتهانزا، الخطوط السويسرية، وطيران أوروبا من خط تل أبيب، ما يُبرز حجم التهديد الذي باتت تمثله القدرات اليمنية بعيدة المدى.

❖ ضربات (إسرائيلية )مضادة.. محاولة يائسة لاستعادة الهيبة

ردًا على ضربة مطار بن غوريون، شنت (إسرائيل) مساء الاثنين غارات جوية عنيفة على اليمن بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

استهدفت هذه الغارات ميناء الحديدة ومصنعًا للإسمنت في مديرية باجل، ما أسفر عن إصابة 21 شخصًا، في هجوم وصفته تل أبيب بأنه “ضربة قاسية”.

وكشفت وسائل إعلام (إسرائيلية )عن مشاركة 30 طائرة في تنفيذ العملية التي أُطلق عليها اسم “مدينة الموانئ”، فيما أفاد مصدر أمني بأن 48 قنبلة أُسقطت على أكثر من عشرة أهداف.

رغم شراسة الهجوم، فإن استهداف مواقع مدنية وصناعية يُظهر التخبط في الرد (الإسرائيلي)، ويعكس فشلًا في تحقيق مكاسب استراتيجية حقيقية.

➢ على ضوء هذه المعطيات، يمكننا القول أن

• توقيت الضربة اليمنية على مطار بن غوريون يحمل أبعادًا إقليمية وتوقيتًا سياسيًا حيث تزامنت مع تصعيد غزة، في رسالة ردع مدروسة تحمل دلالات استراتيجية، وتطرح تساؤلات حول المفاجآت القادمة.

• توقف مطار بن غوريون لساعات كشف هشاشة أمنية أضرت بسمعة الكيان الصهيوني ، وأربكت حركة الطيران والسياحة، وأحدثت شرخًا نفسيًا داخليًا قد يتحول إلى عنصر ضغط دائم، حيث له ارتدادات اقتصادية وأمنية.

• خطاب الإعلام الغربي تغيّر واعتبر الضربة “اختراقًا أمنيًا كبيرًا”، في إقرار ضمني بقوة أنصار الله الإقليمية، بينما غاب الموقف الرسمي من بعض العواصم، ما يفتح باب التأويل حول وجود توافق ضمني على احتواء التصعيد، دون خوض مواجهة مفتوحة.

لكن التقديرات تشير إلى أن ذلك غير محتمل.

• (إسرائيل ) تواجه خيارات محدودة بعد الهجوم اليمني على مطار بن غوريون.

التصعيد ضد اليمن سيزيد من تعقيد الوضع، في حين أن الصمت قد يكشف ضعفها أمام الرأي العام.

ردًا على الهجوم، شنت (إسرائيل)غارات على اليمن استهد&فت مواقع مدنية، لكنها لم تحقق مكاسب استراتيجية، مما يعكس فشلًا في استعادة هيبتها.

• الرد اليمني على الضربات (الإسرائيلية)، الذي استهدف منشآت مدنية مثل ميناء الحديدة ومصنع أسمنت باجل، سيكون قاسيًا ومؤثرًا بشكل كبير، والأيام القادمة ستكشف عن تطورات كبيرة تكشف عن مدى قوة هذا الرد وحجم تأثيره.

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية

 

٢٠٢٥/٥/٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى