نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية
بقلم _ محمد حسن زيد
7 مايو 2025
بعقلية الحريص على تحقيق ربح مالي سهل ظن ترامب أن القوة العسكرية الأمريكية أداة هامة لممارسة الضغوط أثناء المفاوضات في حروبه التجارية التي فتحها مع العالم، لكنه لم يدخل البيت الأبيض إلا وهو يعلم ان هذه القوة العسكرية مكلفة جدا ولا بد من تقليص ميزانيتها فهي السبب وراء وصول ديون أمريكا إلى أرقام فلكية يصعب أن نتخيلها، لكنه كلاعب بوكر محترف أراد أن يلوح بالقوة العسكرية الأمريكية كورقة رابحة فبحث عن أضعف نقطة ممكنة ليستعرض فيها قوة أمريكا فوجد اليمن!
بلد مدمر لم ينفض غبار الحروب والصراعات منذ 2011..
بلد فقير يعد من أفقر بلدان العالم..
بلد متخلف ومفكك لن يشكل أي تحدٍ بل سيكون المكان المثالي لاستعراض عضلات أمريكا الفتاكة وتوجيه رسائل قوية للصين وروسيا وإيران ونعاج الخليج والعالم أجمع لترميم ما تآكل من هيبة أمريكا أيام أوباما وبايدن..
لكن ما الذي حدث؟
اليمن التي ظنها ترامب أضعف نقطة تحولت إلى تحدٍ عظيم ومعضلة..
طائرات الشبح الاستراتيجية لم يكن لها التأثير المرجو بل أصبحت هدفا قريب المنال بعد إسقاط عشرين طائرة إم كيو ثم طائرة إف 18…
حاملة الطائرات ترومان فرت هاربة إلى شمال البحر الأحمر بعد أن استعانت بأخرى أكبر منها ظلت بعيدة بعيدة وسط المحيط الهندي…
بنك الأهداف المتاح أصبح الأسواق والموانئ المدنية والمقابر وبعض المنازل السكنية..
العملاء ظهروا عاجزين جبناء يبحثون فقط عن المال والمناصب الجاهزة واتضح أن لا إمكانية لديهم في تحقيق أي اختراق عسكري..
ليس هذا فحسب بل إن اليمن وهو تحت أقسى الضربات الأمريكية لم يتوقف عن إسناد غزة قط بل أدخل أسلحة أكثر فتكا وأبعد مدىً أوحت بأن نتيجة الحرب الأمريكية عليه كانت عكسية..
ولذلك وجد ترامب نفسه مضطرا لإعلان وقف الحرب على اليمن فصدم بذلك العدو قبل الصديق..
والحقيقة أن نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية جدا…
فهيبة أمريكا اليوم تآكلت أكثر…
من راهنوا عليها خائفون أكثر…
أعداؤها آمنون أكثر…
وإن كانت أمريكا قد عجزت عن تركيع اليمن فكيف سترفع عينها غدا أمام الصين أو روسيا أو إيران؟
هذا والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير