اليمن صمود وثبات في مواجهة التحديات دروس من قلب المقاومة وأهمية التضامن العربي
بقلم _ فتحي الذاري
في ظل الأحداث المتسارعة والمشاهد المتشابكة التي تُظهر صراع منطقة الشرق الأوسط، يتكشف لنا واقعٌ جديد يُؤكد على قوة اليمن وثباته. هذا التحول لا يعتبر مجرد مشهد سياسي أو عسكري، بل هو تجلٍ واضحٍ لإرادة الشعوب في مواجهة التحديات. كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ”، تتجسد هذه الآية في واقع اليمن الذي يبرهن على أنه ليس ضعيفاً أو مستسلماً، بل إنه يمثل قوة راسخة تدافع عن قضايا الأمة.
خلال الأيام الأخيرة، شهدنا تغيرات محسوسة في الوضع العسكري، حيث أصبحت سماء العرب خالية من الطائرات المعادية. هذا التغير الملموس يثير تساؤلات عديدة حول استراتيجيات القوى الكبرى، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة، والتي قد تفكر في شن هجمات جديدة ضد صنعاء.
وفي ظل تصاعد دقات قلب المقاومة، يُرفع الصوت المنادي بالجهاد والعمل من أجل الحق، ليس فقط كدعوات، بل كتعبير عن واقع ملحوظ تؤكده الأفعال المُدعمة بالعزيمة.لا يمكن لواشنطن تجاهل اليمن في سياق الأحداث الحالية.
كل محاولات الإخضاع قوبلت بالرفض، وتحولت إلى كوابيس تعكر صفو الحلفاء. الاختناق الاقتصادي الذي يعاني منه الاحتلال الصهيوني بسبب إغلاق مضيق باب المندب يدل على أن صمود اليمن بدأ يؤثر بشكل فعلي على معادلات القوة. الأزمات الاقتصادية المتزايدة تضاف إلى رصيد اليمن من الصمود، مما يجعله لاعباً رئيسياً في المعادلات الجيوسياسية.
واقع الصمود يتطلب تحليلًا شاملًا، حيث يواجه الحوثيون ضغوطًا عسكرية متزايدة، ويدركون أنهم محاطون بالمفاجآت. إن تطور قدراتهم العسكرية وتخزينهم لترسانة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ البالستية والفرط صوتية، لا يشير فقط إلى استعدادهم للدفاع، بل يؤكد أيضًا قدرة على الرد الاستباقي. الجيش اليمني أظهر أنه ليس مدافعًا فحسب، بل قادرًا على توجيه ضربات مؤلمة لكل من يقف في سبيل حقوقهم.
ما يدعو إليه اليمن هو أكثر من مجرد مقاومة محلية، بل هو نداء للأمة العربية والإسلامية من أجل الوحدة والدعم المتبادل. إن قضايا فلسطين وغزة تحتاج إلى تضامن عربي وإسلامي يتجاوز الكلمات. يتجلى في الأحداث درسًا واضحًا حول أهمية العمل المشترك، إذ تُعبر بطولات اليمن عن عزم وإرادة راسخة تخدم قضايا الأمة جمعاء.
بهذا، تستمر صنعاء في حفر اسمها في التاريخ، لتؤكد أن مقاومة الاحتلال لم تعتبر مجرد شعارات، بل هي واقع يجسّد إرادة الشعوب المتمسكة بحقوقها. إن صمود اليمن، وعزيمته، ليست مجرد حالات فردية بل مؤشرات على ضرورة التحرك من جميع الشعوب العربية والإسلامية لنصرة غزة والتضامن في مواجهة قوى الاستكبار. في خضم الصراع المستمر، يبقى الأمل كبيرًا حيث يدعم المجاهدون الأحرار بإرادتهم القوية الحق والعدالة في وجه الظلم.