اليمانيون تجارة رابحة في سوق الكرامة
بقلم _ غيداء شمسان غوبر
في زمن تباع فيه الأوطان بأبخس الأثمان، وتشترى فيه الذمم بفتات موائد الطغيان، وحيث يعلن الباغي حربه الشاملة على الحق والإنسان، متسلحا بجبروت مادي أعمى، وبشرعية غاب تبيح القتل والدمار من قلب هذا الظلام الدامس الذي يطبق على أنفاس الأمة، ومن أرض أبت أن تركع أو تستكين لأعتى العواصف، من اليمن، مهد العروبة والإيمان، ينبع إعلان يعيد تعريف القوة في زمن الضعف، ويغير موازين الصراع بمنطق إلهي، ويبشر بفجر قادم لأمة طال ليلها: نحن اليمانيون… تجارة رابحة!
ليست تجارة في أسواق الدنيا الفانية، ولا هي صفقات تبرم على موائد الذل والخنوع إنها تجارة مع الله، صفقتها الحياة أو الشهادة، وكلا الطرفين ربح لا يقدر بثمن أن عشنا فنحن عظماء، وأن متنا فنحن شهداء هذه هي المعادلة التي لا يفهمها أعداء الحياة، ولا يدرك كنهها من باع نفسه للشيطان في قاموسنا، لا وجود لخسارة فيما نسير عليه من درب الحق والكرامة كل خطوة نخطوها هي ربح، وكل تضحية نقدمها هي استثمار في الآخرة التي هي خير وأبقى.
وحين تقرع طبول الحرب، وحين يهددنا الباغي بجبروته، لا نرتجف خوفا ولا نلوذ فرارا أن أتتنا الحروب فنحن لها وقود نشعلها بإيماننا، ونغذيها بعزيمتنا، ونحول نيرانها إلى نور يضيء درب التحرير وحين يطل الموت بوجهه الكالح، لا ندبر عنه، بل أن أتانا الموت فنحن له قادمون نقبل عليه بصدور عارية، بقلوب ملؤها اليقين، نرى فيه بوابة إلى جنات النعيم، لا نهاية للحياة.
في مواجهة هذا اليقين المطلق، وهذا الاستعداد للبذل والعطاء، تتهاوى كل محاولات الأعداء لإرهابنا أو كسر إرادتنا لا يهمنا شيء مما يعملون أمريكا وإسرائيل! لا تقلقنا تهديداتهم، ولا ترهبنا ترساناتهم، ولا تثنينا مؤامراتهم ولا يرعبنا قصفهم وتدميرهم لأننا نعلم أن قوتهم زائلة، وأن جبروتهم إلى ضعف، وأن سندهم واهن كبيت العنكبوت قوتنا ليست في عددنا ولا في عتادنا، بل في إيماننا بالله، وفي تمسكنا بكتابه، وفي يقيننا بوعده.
هذا هو معنى قوة الله والقرآن التي تتجسد في صمود هذا الشعب قوة لا تقاس بالمقاييس المادية، ولا تفهم بالعقول التي لا تؤمن بالغيب إنها قوة تنبع من اتصال مباشر بالخالق، من استمداد لا ينضب من نور الوحي القرآن ليس مجرد كتاب يتلى، بل هو منهاج حياة، ودستور عزة، ومصدر قوة لا تقهر هو الذي يعلمنا كيف نحب الحياة الكريمة، وكيف نقبل على الموت في سبيلها.
وفي قلب هذه المعركة، تظل فلسطين هي البوصلة، هي القضية التي لا تساوم لن نترك فلسطين مسرى قرة العين! إنها ليست مجرد أرض، بل هي جزء من عقيدتنا، هي مسرى نبينا، هي الأرض المباركة التي بارك الله حولها التخلي عنها هو تخل عن الدين، وتنازل عن الكرامة، وخيانة للتاريخ إنها قرة عين المؤمنين، ورمز عزتهم، ومفتاح نصرهم.
هذا هو موقف شعب الإيمان موقف إيمان ودين هذا الشعب الذي أثبت أنه السند والمدد إنه امتداد لتاريخ طويل من العزة والإباء، من التضحية والفداء لقد ورثوا حب فلسطين والدفاع عنها كابرا عن كابر إنهم يجسدون اليوم معنى اليقين المطلق، والاستعداد للبذل والعطاء حتى آخر رمق
قالها الشعب اليمني ماننثني من دونها لو مابقي منا ولد هذه ليست مجرد كلمات، بل هي عهد مقدس، وقسم غليظ، يعلن للعالم أجمع أن هناك شعبا آمن بقوة الله والقرآن، ووضع فلسطين في سويداء قلبه، ولن يتخلى عنها مهما كانت التحديات والتضحيات.
إن جبروت أمريكا وشرعية الغاب الزائفة تتكسر اليوم على صخرة الإيمان واليقين الذي تجسد في هذا الموقف القرآني الأصيل لم يعد العالم كما كان قبل هذا الموقف لقد اهتزت عروش الطغاة، وتهاوت هيبة المستكبرين، وبات صوت الحق يسمع مدويا في كل مكان، رغم محاولات الإسكات والتضليل إنها معركة ليست بين جيوش بعددها وعتادها فحسب، بل هي معركة إرادات، معركة يقين في وجه شك، معركة نور في وجه ظلام.
وها هو وعد الآخرة يتجلى، لا في نهاية الزمان فحسب، بل في كل لحظة يثبت فيها المؤمنون صدق إيمانهم، ويجاهدون في سبيل الله، ويقاومون الباطل بكل ما يملكون إن تهاوي قوى الشر، وتكشف زيفها، وتشرذم صفوفها أمام صمود المستضعفين، هو مصداق لوعد الله الذي لا يخلف الميعاد إنها بداية النهاية لجبروت أمريكا أم الإرهاب، وبداية فجر جديد لأمة استعادت وعيها، وتمسكت بكتاب ربها، ووضعت فلسطين في قلب معركتها.
فيا أيها الأحرار في كل مكان، ويا من تؤمنون بفلسطين قضية وعقيدة، ويا من تدركون معنى قوة الله والقرآن اثبتوا على الحق، وتمسكوا بالبراءة من أعداء الله، وقاطعوا بضائعهم، وادعموا المقاومة بكل ما تستطيعون إن النصر قريب، والفجر آت، وفلسطين ستعود حرة عربية، بإذن الله، وبفضل صمود شعبها، وبمدد شعب الإيمان، وبقوة الله التي لا تقهر إنها حكاية تجارة رابحة في سوق الكرامة، ووعد يتحقق على أرض الواقع، لتثبت أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن الباطل كان زهوقا.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن