اليمن مأساة أمريكية وإرادة منتصرة

بقلم _ دينا الرميمة

مخطئ من يظن أن العنف يصنع نصرا أو انه سيننتزع إرادة الشعوب وحقوقها بالحرية بغرور قوته إنما النصر لصاحب الأرادة القوية الطامح بالحرية مهما غلت الأثمان ،
وهذا هو حال أمريكا التي جاءت اليمن بالحديد والنار لتوقف عملياتها المساندة لغزة مرتكبة جرائم بشعة شبيهة أو لنقل نسخة من تلك الجرائم التي ترتكبها ربيبتها اسرائيل في غزة،
ربما نست أو تتناست إن هذه الجرائم ليست بغريبة على اليمنيين الذين لسنوات عشر يعيشون بين الركام والدم ورائحة البارود ويجابهون حرب شنها وكلاؤها على أرضهم كونهم أخرجوا أمريكا منها تحمل فشلا في تنفيذ مخططاتها الإستعمارية وحقدا تساقط على اليمن بأكثر من أربعمائة ألف غارة مزقت أجساد الكثير من ابنائها ودمرت بنيتها التحتية تماما من مطارات وموانئ ومحطات بترول وكهرباء ومدارس ومستشفيات واسواق ماجعل من اليمن بؤرة للموت والجنائز التي غرست حوافر نعوشها على الأكتاف وادخلت حزن شق له أخاديد للدمع على الوجنات في كل بيت يمني، وكان لهذه الحرب الحرب ايضا قبورا أخرى لأرواح أخذها الجوع نتيجة الحرب الإقتصادية التي دعموا بها حربهم العسكرية، وعلى الرغم من بشاعة المأساة وعمقها إلا إنها لم توهن من عزيمة اليمنبين و إرادتهم التواقة للحرية والسيادة بل زادتهم صمودا وتحدي وتمسك بحقهم بالحياة والدفاع عن أرضهم، وعلى قدر الألم الذي تجرعوه صنعوا من انفسهم قوة جابهوا به أمريكا ووكلائها حتى جعلوهم يأتون صنعاء من أبوابها وهم صاغرين يرتجون سلامها وعفوا ينهي حربهم التي ظنوها ستأتيهم باليمن على بساط العنجهية!!
ومع دخول في معركة الفتح الموعود اسنادا لغزة التي يقتل الكيان الصهيوني أهلها ويحاصرها بسلاح وفيتو أمريكا والغرب في معركة طوفان الأقصى فرضوا حصارا على الكيان الصهيوني بالبحر ومضيق باب المندب ممتدا حتى إنهاء الحرب والحصار على غزة!
فأهتزت اركان أمريكا وركبت موجة دفع الضر عن الكيان، اضف إلى انها وجدت في هذا الأمر مبتغاها لاسترداد هيبتها التي سحقها اليمنيون في حرب وكلائها الخاسرة،
فأتت اليمن ببوارجها وحاملات طائراتها إلى البحر الأحمر متلحفة حجة حماية الملاحة البحرية التي لم يمسها اليمنيون بأذى الا تلك التي لها علاقة بالكيان الصهيوني،
وبالتالي فأمريكا أقحمت نفسها بحرب اعتبرها اليمنيون إمتداد لحرب الأمس وعليها جميعا البصمة الأمريكية والحقد الأمريكي عليهم وان كانت هذه المرة أكثر وضوحا وهي التي لطالما تمناها اليمنيون ليكونوا مع أمريكا وجها لوجه لاسيما وقد امتلكوا من القوة مايؤهلهم لخوض هذه الحرب شرعت فيها أمريكا في استهداف الأبرياء والبنى التحيتة،
حرب أكثر مايقال عنها نفسية ظنت أمريكا انها ستخلق بذلك فجوة بين الشعب والقيادة بعد فشلها في الوصول إلى مخازن الاسلحة التي كسرت هيبتها والتي تكفلت عين وجغرافيا اليمن الصعبة في حفظها عن أعين أمريكا أ!! غير ان اليمنيين زادوا إرادة وتمسكا في نصرة فلسطين كواجب ديني تحتمه عليهم مبادئهم وقيمهم، فاستلوا بذلك على أمريكا وزادوا من سقوطها في مستنقع الهزيمة باغراق حاملات طائراتها الاكثر هيبة ورعبا في قلوب العالم وإسقاط طائراتها MQ9 الاشهر عالميا أضف إلى طائرات F18 الأكثر قوة التي لاحقتها الصواريخ والمسيرات اليمنية، وسقوط سمعتها وهيبتها التي لطالما حاولت تلميعها في أدمغة العالمين وظهرت حقيقتها النازية باليمن،
والملاحظ أنه كلما أمعنت أمريكا في عدوانها على اليمن وتعنت الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة كلما طورت اليمن من قوتها العسكرية وصولا إلى صاروخ الفرط صوتي الذي وصل مؤخرا إلى مطار اللد مخترقا كافة الأنظمة الدفاعية الصهيونية والأمريكية بطريقة لم يستطيع الكيان التستر عليها واعلن إخفاقه في اعتراضه ووصوله إلى ساحة المطار محدثا حفرة بعمق ثلاثون متر مع إعلان اليمن فرض الحصار الجوي على مطار اللد ماجعل شركات الطيران تعلن الغاء رحلاتها فور لحظة سماع الإعلان ملحقا خسائرا اقتصادية كبيرة للكيان ماجعله يأتي غاضبا على صنعاء لتدمير موانئ الحديدة ورأس عيسى ومحطات الكهرباء والمطار ومصانع الأسمنت أمر رأه اليمنيون على الرغم من بشاعته تدميرا مكرر وفشلا وغضب على الهزيمة التي تلحقها به اليمن غير آبهين بما تم تدميره مؤكدين أنهم.سيعيدون ترميم المدمر طالما كرامتهم مرفوعه على إمتداد العالم والسماء !! وهذا ماجعل ترامب يعلن عن استسلامه ويرفع الراية البيضاء لليمن بعد اتفاق كانت عمان فيه الوسيط بوقف عدوان امريكا على اليمن مقابل رفع اليمن يدها عن السفن والبوراج الأمريكية في البحر معترفا بقوتها التي أصبحت ندا لند مع القوة الأمريكية أمراً قبلت به اليمن طالما لم يمس بقرار اسنادها لغزة بينما فيه تحييد لبعض الدعم الأمريكي للكيان وجعلته تحت التقيم لرؤية مصداقية أمريكا التي نحن نعلم وتعلم أمريكا أنها السبب في تطوير قوتنا بدءاً من عدوان وكلائها الذي كان سببا في امتلاكها الرصاصة والبالستي والمجنح والمسير إلى عدوان الكيان الصهيوني على غزة الذي جعلها تمتلك الفرط صوتي وليس انتهاءاً بعدوان أمريكا نفسها على اليمن التي حفرت أسمها في التأريخ كرقم صعب من الصعب تخطيه كان لغزة بركة في بروزه كلاعب اقليمي سيغير وجه المنطقة ويعيد للعروبة مجدها الذي فرشه العرب تحت أقدام أمريكا والصهيونية وأعاده اليمن إلى واجهة العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى