يمن الإيمان تُسقط الشيطان الأكبر: أمريكا تَركع أمام سَيف القرآن
بقلم _ حسين بن محمد المهدي.
٨ / مايو / ٢٠٢٥م
مما لا ريب فيه أن الحق أقوى ظهير، وأن الباطل أضعف نصير، وأن من توكل على الله كفاه، ومن وثق به أغناه، ومن استعان به أعانه ونصره على أعدائه.
فانتصار اليمن على قوى البغي والفساد هو خيرٌ للمجتمع الإنساني، وفخرٌ للمجتمع الإسلامي كله وصدق الله العظيم حيث يقول: (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فقد جاءت أمريكا إلى البحار الإسلامية تُناصر الصهيونية اليهودية، وتعتدي على يمن الإيمان والحكمة الذين سارعوا إلى نُصرة إخوانهم في فلسطين، والدفاع عن مقدسات المسلمين؛ كون اليهود مستمرون في همجيتهم يتفاخرون بإراقة الدماء وإفناء الأطفال والنساء في فلسطين، وأمريكا تُؤيدهم بإغارات ساحقة وحروب ماحقة. فكان لابد لأنصار الله وحزبه من أن يقفوا بوجه الشيطان الأكبر، ويردون على الباغي عدوانه، فكان جهادهم فَرضَ عينٍ،؛ لأنه كان ردّاً لعدوان المعتدين بقوةٍ وعزيمةٍ لا تلين، آخذين بمنهاج القرآن العظيم الذي أمر بإعداد القوة لِمَن يسعى لحرب المسلمين، فقال سبحانه: (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
لقد أطلق الله القوة ولم يُحدِّدها بنوع لتكون من نوعٍ، لتكون مما اشتهر في كل زمانٍ من طائرات مُسَيَّرة، وصواريخ فرط صوتية، ومدافع وزوارق بحرية. كل ذلك أنتجَهُ أنصارُ الله في يمن الإيمان تحت قيادة قائد المسيرة القرآنية، ودكُّوا به بوارج وحاملات الطائرات الأمريكية التي أصابتها قوةُ اليمن (التي هي من قوة الله)، فاصيبت القوة الأمريكية بالشلل، وانحسرت تَجرُّ أذيال الهزيمة. فتجنح للسلم عن طريق وساطة عُمانية تحلَّت بالعزيمة الإيمانية، فنجحت في دورها لتكون بمثابة مَن يحمل مشعل النصر ليمن الإيمان والحكمة، الذي هو نصرٌ لكل المسلمين، (وَ مَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
إنه لعزٍّ وفخرٍ لِأحرارِ العالم انكسارُ شوكة المفسدين الضالين، وركوعُهم أمام قوة اليمنيين الذين يدافعون عن الحق والمُحِقِّين.
فهاهي أمريكا تركع أمام قوة أهل الإيمان في يمن الإيمان والحكمة، الذين استجابوا للتوقف عن ضرب بوارج العدو وسُفُنه، بعدما أعلن توقُّفه عن مهاجمة اليمن، وتراجُعه لما كان أعلنته من الهجوم على اليمن بغية فك الحصار البحري عن إسرائيل. ليبقى ذلك الحصار شاهدا على انتصار اليمن والامة الاسلامية، ( وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) وهذا مما يزيد من مخاوف اليهود المعتدين على فلسطين، ويُبَشِّرُ بانهزامهم؛ فما كان مناصرة أمريكا لهم إلا غرورا لا بنفعهم ولا يُنقذهم ، وسيواجهون قدرَهم المحتوم. فامريكا (شيطان الانس الأكبر) تتركهم، كما ترك شيطان الجن أسلافَهم من أهل الكفر، وكان قد وعدهم بالنصر، فلما اشتدَّ وطيس الحرب نكص على عقبه بعد ان زَيَّنَ لهم سوء أعمالهم، كما أخبر الله بذلك في القرآن : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ)، فكان نهايتُهم الخذلان، والإنتصارُ عليهم من قِبَل قوى الإيمان، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
وهاهي أمريكا تقف مَدهوشةً وتجنح للسلم، والجنوح إلى السلم نصرٌ لأنصار الله وأبناء يمن الإيمان، وللأمة الإسلامية كلها.
كيف لا يكون ذلك والقرآن قد أرشد إليه (وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
فالإسلام إنما شرع القتال لصَدِّ العدوان، ورفع الظلم عن بني الإنسان: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ).
فعلى الصهيونية اليهودية أن تُوقِفَ الحربَ والاعتداء على فلسطين، وتكفَّ عن سفك دماء أهل غزة قبل فوات الأوان؛ فإن جيوش الإسلام وأنصار الله في يمن الإيمان هم أُولُو البأس الشديد قادمون، لنصرة إخوانهم في فلسطين وتحرير مقدسات المسلمين
فمحاربة الامنين، وتخريب دورهم، وتَرويع الأطفال والنساء والابرياء، لن يدوم طويلاً أبداً؛ فالله سبحانه وتعالى قد وعد بالنصر على هذه الصهيونية اليهودية المتوحشة، فقال سبحانه (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً). والله لا يُخلف الميعاد، فنصرُه قادم، ووعدُه صادق.
ومبروك ليمن الإيمان والحكمة النصرُ على الأمريكان الذين أوقفوا عدوانهم على اليمن وركعوا، وستركع إسرائيل عما قريب بعدها، (وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)