-الاستخبارات الاسرائيلية. واهم ما قالت في تقريرها بعد قصف مطار صنعاء، واعيان مدنية اخرى تصريحات المشاط، أرغمت ترامب على وقف العمليات العسكرية ضد اليمن

بقلم _  د. نبيل علي علي الهادي

في هذا المقال يفضل الكاتب ان لا يتحدث عن طبيعة الضربة، وأثرها لأن هناك من سيغطي هذا الجانب.

وما اريد الحديث عنه، هو ماورد في تقرير الاستخبارات الاسرائيلية والذي تم الرفع به مباشرة بعد القصف بثلاث ساعات، نسخة من التقرير ذهبت للجانب الامريكي واطلع عليها الرئيس ترامب.

ونسخة اخرى من التقرير ذهبت إلى نتنياهو.

حيث تم بعد تحديد الأهداف واحداثيات القصف تشكيل لجنة استخباراتية مكونة من طرفين، الطرف الأول يمثل الجانب الأمريكي، والطرف الآخر يمثل الجانب الإسرائيلي.

وقد تم وضع معايير عملية وفعالة لأعضاء اللجنة، بحيث تتجنب المزيادات والمغالطات والعواطف، وتم الزام اللجنة برفع تقرير واضح وسريع خلال الساعات الاولى من الضربة، بحيث التقرير يقيس مستوى اثر الضربة على مستويين، مهمين، وهما كما يلي بالتدريج.

المستوى الاول:
قياس اثر الضربة على المستوى الشعبي المحلي في الداخل اليمني، لأن العدو يأخذ العمق الاجتماعي بالدرجة في عين الإعتبار حتى يعرف مستوى التأييد للضربة الموجهة من عدمها، والحمدلله كان هناك وعي اجتماعي شعبي افشل تحقيق اهم هدف في التقييم لجنة الاستخبارات العسكرية

والمستوى الثاني:
قياس اثر الضربة على المستوى العسكري والبنية التحتية خصوصاً ما له علاقة بالقوة الصاروخية والطيران المسير في اليمن، وفي هذا الشأن كان القياس والتقييم للضربة سلبي جداً ، وأنه لم يتم استهداف اي منشآت عسكرية ولو بنسبة 1٪ .
وقد كلفت قيادة العمليات العسكرية في البنتاغون والموساد برفع تقرير واقعي خالي من العواطف واي مجالات، من أجل يتم إتخاذ القرار الصائب والسليم.

وبعد ان اطلع ترامب الرئيس الأمريكي على نتائج القياس للضربة كانت هناك مسودتين لقرارات جاهزة ليصادق عليها، الولى متعلقة بنجاح تلصربة، والثانية متعلقة بفشلها، وحين عرف ان التقرير قدم نتيجة فاشلة للضربة على اليمن وخصوصاً في صنعاء، ذهب مباشرة لإعلان وقف العمليات العسكرية على اليمن ، وحصل الذي حصل.

ثم اتى في التقرير للجنة قياس أثر الضربة المستوى الثالث قياس الخاص بالآثار على الواقع الاقتصادي، ولكن هذا المستوى ليس له أهمية بحجم السابقات، خصوصاً انه القياس لهذا الجانب كشف عن آثار عكسية زادت المواطنين اليمنيين تعصباً ضد هذا دول العدوان.

وفي الحقيقة احب أنبه قيادتنا الحكيمة لأهم ما ورد في تقرير الاستخبارات الاسرائيلية، والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية وخصوصاً التي تريد إخراج نتنياهو من المشهد السياسي.

حيث كانت خلاصة التقرير الذي رفعته اللجنة الخاصة بتقييم آثار الضربة العسكرية على اليمن تقول بالحرف:
(لقد كانت الضربة على اليمن فاشلة جداً، وبنسبة عالية، وكانت الأهداف التي تم ضربها أهداف مدنية بحته، ولم يتم ضرب اي هدف عسكري، وهذا يعني ان اليمن سيبقى قوة تشكل خطر حقيقي على إسرائيل، مصالح امريكا)

هكذا كانت خلاصة التقرير المشترك بين الاستخبارات الأمريكية، والإسرائيلية، وعلى ضوء هذا اسرع الرئيس الأمريكي ترامب لإعلان وقف العمليات العسكرية على اليمن، حتى لا يتأخر ويكون هناك ردت فعل لضربة عكسية على حاملة الطائرات والقطع البحرية الأمريكية، خصوصاً بعد الخطاب الأخير للرئيس المشاط، والذي كان يحمل ثقة كبيرة جداً بأن اليمن يستعد لضربة تاريخية تزلزل امريكا واسرائيل وتزلزل العالم، فخطاب الرئيس المشاط حمل دلالة عسكرية قوية جعلت العدو يفضل الحلول السلمية وإعلان وقف إطلاق النار مع اليمن، بل ان الخطاب شكل هزيمة نفسية قوية جعلت امريكا تعترف بشجاعة وقوة المجاهدين الابطال، وثبات وعزيمة القيادة الحكيمة.

كما ان الفيديوهات العفوية التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي اثناء القصف، والأطفال لم يتوقفوا عن لعب كرة القدم ، وكذلك الفيديوهات الأخرى التي بثت عن الواقع الشعبي والاجتماعي والناس يمارسون حياتهم الطبيعية ، بل ان البعض ذهب لتحدي والاستعداد لمحاربة امريكا واسرائيل، هذه الفيديوهات كان لها اثر كبير في قياس مستوى اثر الضربة على الواقع الاجتماعي المحلي الشعبي، وجعلت العدو الصهيوني يذهب إلى الاستسلام ووقف العدوان على اليمن.

في الأخير الحمدلله على هذا النصر العظيم، والحمدلله على نعمة القيادة الربانية التي اكرمنا الله بها، وعلى الثقافة القرآنية التي اثبتت للعالم والبشرية أنها الثقافة الحق والبديلة لمن يريد العزة والنصرة والسعادة في الدنيا والآخرة.

وننصح من لم يزل يرى نفسها خارج هذه المسيرة القرآنية نقول له اتقي الله في نفسك واركب معنا، ولا تكن مع القوم الظالمين.

ولله عاقبة الأمور
والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى