كنوز ميديا _ ثقافة وفن
(1)
لا أبحث فيكِ عن الراهبة البتول،
أو الحالمة بالمال والبنين.
لا أطمع أن تضعيني على طريق الخلود،
أو أن تثنيَّ ليَّ وسادة الراحة الأبدية.
لايهمني أن كنتِ “جارة القمر”
أو أخت الكواكب والنجوم.
لايعني لي خصركِ النحيل شيئاً
ولا نظراتك التي لا يصمد أمامها أمهر السَحَرة.
لايسعدني أن أعمّر في ظلكِ الوارفِ مئة عام،
أو أن أعيش أربعاً وعشرين ساعة، كما لو أنني ذبابة مايو.
ما أبحث عنه،
ما أطمع فيه،
مايعنيني حقاً،
أن تنظّفي تلك الفوضى التي دارت رحاها على ميدان قلبي،
يوم سقطَ الناسُ على الناسْ.
(2)
حين تلقين برأسكِ على صدري،
تتصاغرُ كُبريات همومي
ولا أعود أفكرُ بـ”آت العيش”
أو بما خلّفْتهُ من أوقاتٍ مهدورة.
(3)
أصيحُ بأيامي:
عودي من حيث أتيتي يا أيامي…
لا حاجة لي بكِ بعد الآن
فالمراكبُ طليقةٌ
والريحُ على الأبواب.
(4)
اقتربَ الموعدْ
تُرى، من ستحمل الدنيا على كتفيها من بعدكِ،
وتعيدني، كلما مرَّ الوقت،
إلى ذلك الحيوان الناطق؟
(5)
كمن يلاحقُ ريشةً في يومٍ عاصف،
عبثاً حاولتُ أن أمسك بكِ أيتها “الأيام البيضاء”
عبثاً حاولتُ
يامن لم أركِ سوى في الأحلام.
(6)
لم يحن الوقت
كي أصبح مجردَ صورةٍ على حائط
مازلت عصياً على النسيان
مثل فكرةٍ مجنونةٍ
في رأسِ شاعرٍ طريح الفراش.
زر الذهاب إلى الأعلى