(أمريكا.. وَهْمٌ يَتَلَاشَى)
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم _ عبد الإله عبد القادر الجنيد
لَمْ يَكُنِ الكِيَانُ الإِسْرَائِيلِيُّ الصِّهْيَوْنِيُّ الغَاصِبُ لِأَرْضِ فِلَسْطِينَ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَالعُمَلَاءِ وَالمُرْتَزَقَةِ المُحْسُوبِينَ عَلَى الأُمَّةِ — وَالأُمَّةُ بَرَاءٌ مِنْهُمْ — يَتَوَقَّعُونَ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْهُمُ الكَافِرُ *ترامب*، الشَّيْطَانُ الأَمْرِيكِيُّ الأَكْبَرُ، بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ!
ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِمْ أَنْ يَخْسَرَ الشَّيْطَانُ الأَمْرِيكِيُّ الأَكْبَرُ فِي عُدْوَانِهِ عَلَى شَعْبِ الحِكْمَةِ وَالإِيمَانِ، وَأَنْ يَلْجَأَ مُضْطَرًّا لِوَقْفِ عُدْوَانِهِ الفَاشِلِ، بِفَضْلِ اللهِ وَتَمْكِينِهِ وَتَأْيِيدِهِ، عَاجِزًا عَنْ تَحْقِيقِ أَيٍّ مِنْ أَهْدَافِهِ لِكَسْرِ إِرَادَةِ الشَّعْبِ اليَمَنِيِّ العَظِيمِ وَقِيَادَتِهِ الثَّوْرِيَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ الحَكِيمَةِ وَقُوَّاتِهِ المُسَلَّحَةِ المُجَاهِدَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، دَعْمًا وَإِسْنَادًا وَانْتِصَارًا لِمَظْلُومِيَّةِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ فِي غَزَّةَ، الَّذِي يُعَانِي مِنْ أَبْشَعِ جَرِيمَةِ إِبَادَةٍ جَمَاعِيَّةٍ وَحِصَارٍ ظَالِمٍ عَلَى يَدِ الكِيَانِ الإِسْرَائِيلِيِّ الغَاصِبِ، بِدَعْمٍ وَإِسْنَادٍ مِنَ الغَرْبِ الكَافِرِ، بِقِيَادَةِ الشَّيْطَانِ الأَمْرِيكِيِّ الأَكْبَرِ، وَتَمَاهِي الحُكَّامِ العَرَبِ، وَصَمْتٍ وَخِذْلَانِ شُعُوبِ الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ.
وَحِيَالَ هَذَا الاِنْسِحَابِ الأَمْرِيكِيِّ المُفَاجِئِ، أُصِيبَ الكِيَانُ الغَاصِبُ — وَمَعَهُ المُنَافِقُونَ وَمُرْتَزَقَةُ الدَّاخِلِ الَّذِينَ لَطَالَمَا رَاهَنُوا عَلَى الشَّيْطَانِ الأَمْرِيكِيِّ الأَكْبَرِ فِي كَسْرِ الإِرَادَةِ اليَمَنِيَّةِ الصَّلْبَةِ الَّتِي لَا تَنْكَسِرُ لِأَنَّهَا مُسْتَمَدَّةٌ مِنْ إِرَادَةِ اللهِ — بِخَيْبَةِ الأَمَلِ، وَبَاتَ الشُّعُورُ بِالخِذْلَانِ يَسُطِّرُ عَلَيْهِمْ. ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَا يُدْرِكُونَ سُنَنَ اللهِ الَّتِي خَلَتْ فِي الطُّغَاةِ وَالمُسْتَكْبِرِينَ الظَّالِمِينَ المُجْرِمِينَ المُتَجَبِّرِينَ مِنْ قَبْلُ، وَوُعُودَ اللهِ لِأَوْلِيَائِهِ وَعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ المُجَاهِدِينَ الصَّالِحِينَ الصَّامِدِينَ الثَّابِتِينَ الصَّابِرِينَ بِالنَّصْرِ وَالغَلَبَةِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ، وَالتَّمْكِينِ لَهُمْ، وَالفَتْحِ المُبِينِ. فَمَهْمَا بَلَغَتْ قُوَّةُ وَإِمْكَانَاتُ عَدُوِّ اللهِ المُسْتَكْبِرِ المُتَغَطْرِسِ الظَّالِمِ، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ القَوِيِّ العَزِيزِ مَدْحُورٌ مَخْذُولٌ مَهْزُومٌ.
وَفِي مُعَرَّكَةٍ غَيْرِ مُتَكَافِئَةٍ، يَقِفُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ مِنَ السَّاسَةِ وَالخُبَرَاءِ وَالمُحَلِّلِينَ العَسْكَرِيِّينَ فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، مُنْدَهِشِينَ عَاجِزِينَ عَنْ تَفْسِيرِ وَفَهْمِ وَإِدْرَاكِ سِرِّ العَجْزِ وَالفَشَلِ الأَمْرِيكِيِّ فِي عُدْوَانِهِ عَلَى اليَمَنِ. ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَعُولُونَ عَلَى القُوَّةِ المَادِّيَّةِ وَتُرْسَانَةِ الأَسْلِحَةِ المُتَطَوِّرَةِ وَالمُتَفَوِّقَةِ وَالإِمْكَانَاتِ الهَائِلَةِ لِلعَدُوِّ القَادِرَةِ عَلَى تَحْقِيقِ النَّصْرِ المَطْلُوبِ وَالنَّيْلِ مِنَ اليَمَنِيِّينَ، مُتَجَاهِلِينَ أَنَّ القُوَّةَ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَنْ يَتَدَخَّلُ فَيُقْذِفُ فِي قُلُوبِ العَدُوِّ الرُّعْبَ وَالذُّعْرَ وَالخَوْفَ وَالاِحْبَاطَ وَالشُّعُورَ بِالفَشَلِ وَخَيْبَةِ الأَمَلِ، وَيُنْزِلُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ المُجَاهِدِينَ الأَمْنَ وَالسَّكِينَةَ، وَيَجْعَلُ مِنْ سِلَاحِهِمِ البَسِيطِ وَالمُتَوَاضِعِ سِلَاحًا فَتَّاكًا يُنَكِّلُ بِالأَعْدَاءِ، حَتَّى تَتَحَوَّلَ حَامِلَاتُ الطَّائِرَاتِ وَأَحْدَثُ القَاذِفَاتِ إِلَى فَرِيسَةٍ سَهْلَةٍ لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَتُصْبِحَ عِبئًا عَلَى العَدُوِّ وَسَبَبًا مِنْ أَسْبَابِ هَزِيمَةِ أَعْدَاءِ اللهِ. وَكَذَلِكَ تَحَوَّلَتْ عَصَا مُوسَى إِلَى أَعْظَمِ سِلَاحٍ مُزَلْزِلٍ لِمُلْكِ فِرْعَوْنَ، وَسَبَبًا لِهَلَاكِهِ وَغَرَقِهِ فِي البَحْرِ وَزَوَالِ مُلْكِهِ.
بَيْدَ أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَأَصْلَحَ اللهُ بَالَهُمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ، فَازْدَادُوا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا، وَقَالُوا:
*”هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ، وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ!”*
فَلَمَّا تَجَلَّى لَهُمْ نَصْرُ اللهِ وَاقِعًا، قَالُوا:
*”الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ!”*
وَلِيَعْلَمْ أَعْدَاءُ اللهِ أَنَّ عَاقِبَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا — بِقِيَادَةِ الطُّغَاةِ الأَمْرِيكِيِّينَ — الخِزْيُ وَالعَارُ وَالهَزِيمَةُ وَالخُسْرَانُ وَالفَشَلُ الذَّرِيعُ حَتْمًا بِفَضْلِ اللهِ القَوِيِّ الغَالِبِ.
*فَيَا أَيُّهَا المُحْتَلُّ الإِسْرَائِيلِيُّ اللَّقِيطُ اللَّعِينُ:* لَا خِيَارَ لَكَ اليَوْمَ إِلَّا كَفُّ أَذَاكَ وَالرَّحِيلُ عَنْ فِلَسْطِينَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ يَوْمٌ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ أَسْلِحَتُكُمْ شَيْئًا، وَلَا دَعْمُ الدَّاعِمِينَ وَإِسْنَادُ الكَافِرِينَ وَتَوَاطُؤُ المُنَافِقِينَ.
*وَيَا أَيُّهَا المُنَافِقُونَ وَالمُرْتَزَقَةُ وَالعُمَلَاءُ وَالخُوَنَةُ:* لَقَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ حَقًّا مِنْ نَصْرٍ وَعِزَّةٍ وَغَلَبَةٍ وَتَمْكِينٍ، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ الشَّيْطَانُ الأَمْرِيكِيُّ الأَكْبَرُ؟!
وَلَكَأَنِّي بِالكَافِرِ *ترامب* يُخَاطِبُكُمْ قَائِلًا:
*”لَقَدْ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ، وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي، فَذُوقُوا مَرَارَةَ الهَزَائِمِ وَالمَذَلَّةِ وَالهَوَانِ وَالخُسْرَانِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ!”*
وَخِتَامًا: هَلْ آنَ لِلمُنَافِقِينَ وَالمُرْتَزَقَةِ وَالخُوَنَةِ وَالعُمَلَاءِ أَنْ يَعُودُوا عَنْ غَيِّهِمْ، أَمْ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ طَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَخْزَاهُمْ وَأَذَلَّهُمْ وَأَضَلَّهُمْ؟! ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ. وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ.
*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهُ أَكْبَرُ
الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا
الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ
اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ
النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ