بداية مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي قوة اليمن تستهدف مطار بن غوريون

بقلم _ فتحي الذاري

في سياق الأحداث العالمية المستمرة والتحولات الجيوسياسية السريعة، أظهر المشهد اليمني ملامح دراماتيكية جديدة، مُذكِّرًا بقدرة الإصرار والإرادة على تغيير المعادلات. الهجوم الذي تعرض له مطار بن غوريون في يافا يوم الجمعة الماضي من قبل القوات المسلحة اليمنية يمثل إحدى النقاط الفاصلة في الصراع الإقليمي. إن انتصارات اليمن، تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لم تعد مجرد انتصارات عسكرية، بل تجسد حركة جماهيرية وصمودًا شعبيًا عظيمًا في وجه التحديات.
استهداف مطار بن غوريون يأتي كترجمة واضحة لقدرة الحوثيين اليمنيون على توسيع نطاق عملياتهم إلى مراحل جديدة تتجاوز الحدود المعتادة. إن الجرأة على استهداف نقطة استراتيجية بهذا الحجم تُبرز تحول اليمن من دولة محاصرة إلى قوة قادرة على التأثير في الأحداث الكبرى في الإقليم. المظاهرات المليونية في العاصمة صنعاء أبرزت مدى الدعم الشعبي خلف القيادة السياسية ، مما منحها شرعية أكبر على الساحة الدولية.قبل سنوات، كان يعتقد الكثيرون أن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، سيحقق انتصاره السريع على اليمنيين . ولكن الواقع اليوم يُظهر أن اليمنيون نجحوا في فرض تغيير جذري في المعادلات لمصلحتهم. هناك شعور متزايد بأن اليمنيين أصبحوا قادرين على مقاومة التحديات التقليدية وتحقيق مكاسب وطنية ودولية، وهو ما نراه يترجم من خلال عملياتهم الهجومية والمبادرات الدبلوماسية.
الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه بين اليمنيين والإدارة الأمريكية، والذي يُفترض أن يتضمن وقف الضغوط الأمريكية مقابل عدم استهداف بعض المصالح، يُشير إلى تغير كبير في الديناميكيات. ظهور وساطة عمانية يدل على أن هناك رغبة في انفتاح المسارات الدبلوماسية، ولكنه لم يُلزم اليمنيين.
الحكومة الإسرائيلية وجدت نفسها في موقفٍ مقلق بعد الهجوم على مطار بن غوريون. التهدئة التي كانت تعتمد عليها من قبل الحلفاء قد فقدت بعضًا من قوتها، مما يشير إلى أن الأيام القادمة ستكون مفعمة بالتحديات في ظل تغير موقف الولايات المتحدة. تساؤلات حول الأمن القومي الإسرائيلي أصبحت تتصاعد، والطرح حول كيفية التعامل مع الوضع الجديد بات يزداد تعقيدًا.رغم الانتصارات، تواجه اليمن تحديات جوهرية لتحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي. إعادة بناء الوطن وتعزيز الأسس الاقتصادية والسياسية تعد من الضرورات الملحة لبناء مستقبل مستدام. يتطلب ذلك خطة شاملة تتضمن تعزيز السلم الأهلي وتوحيد الجهود لمواجهة الصعوبات اليومية التي يعاني منها الشعب.
العمليات العسكرية التي أثبتت قدرة اليمن على استهداف عواصم إقليمية لم تعد مجرد أحداث عابرة، بل أصبحت تمثل بداية مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي. إن ما حققه الحوثيون يؤكد طموحات شعب يسعى لتحقيق استقلاله وكرامته. وفي الوقت الذي يتجمع فيه مشهد المستقبل، يشمل ذلك مؤشرات على ضرورة الحوار والتفاهم من أجل تحقيق السلام. اليمن اليوم واعد، وقوة اليمنيين قد تكون مفتاحًا لتحقيق استقرار أوسع في المنطقة، تظهر أن الشعوب القادرة على التحمل والإرادة يمكنها تغيير ملامح التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى