الإطار أولاً… وإن افترقوا
بقلم _علي جاسب الموسوي
في خضم التحولات السياسية المحتدمة، وعلى مشارف استحقاق انتخابي جديد، يطفو إلى السطح سؤال جوهري: هل يؤدي خوض قوى الإطار التنسيقي الانتخابات بشكل منفرد إلى تفكك المشروع، أم أن التمايز التكتيكي لا يلغي وحدة المصير؟
الجواب الواقعي، المستند إلى التجربة والسياق، هو أن الإطار، بما يمثله من ثقل اجتماعي ومشروع وطني، لن يلبث أن يعيد لُحمته سريعًا بعد الانتخابات، شاء من شاء وأبى من أبى، لأن ما يجمع بين مكوناته أعمق بكثير مما يفرق بينهم.
فالعدو الذي يتربص بالمشروع السياسي للمقاومة، ويجتهد لتمزيق صفوفها، لا يفرق بين هذا الفصيل أو ذاك، بل ينظر إليهم ككتلة واحدة ينبغي اختراقها، وتشتيتها، وشيطنتها في الوعي الشعبي، مستخدمًا أدواته الإعلامية والسياسية والأمنية والناعمة كافة.
من هنا، فإن التنافس الانتخابي بين قوى الإطار – إن حُكم بضوابطه الأخلاقية وتكتيكاته النزيهة – لا يعدو كونه حالة صحية، من شأنها تجديد الدماء، وتعزيز شرعية التمثيل، وفتح الأبواب أمام فئات جديدة من الجمهور. التنافس ليس عيبًا، بل هو حقٌ مشروع، بلغة الخدمة لا بلغة الصراع، ومنطق البناء لا منطق الهدم.
أما المطلوب، فهو أن يُضفي هذا التنافس طابع النبلاء، لا غريزة التناحر .. أن يتحول من ميدان صراع إلى ساحة تسابق في مشاريع خدمية، ورؤى إصلاحية، وبرامج تنموية، دون تقاطع مع الثوابت، ودون تجريح أو تشهير أو تخوين.
إن العقل الجمعي للإطار اليوم، أمام اختبار نضج، يتطلب منهم أن يكونوا كبارًا في الخلاف، موحدين في الهدف، متسامين عن الانفعالات، واعين لمكر الأعداء الذين يتحينون لحظة الشرذمة ليقفزوا منها إلى مشروع اختراق الأمة من داخلها.
فليتنافسوا، نعم، ولكن بروح الفريق الواحد، وبتعهد ضمني بأن من يفوز منهم سيمد يده لمن نافسه، لا ليقصيه، بل ليشاركه البناء، ويصون ظهره من طعنات الخارج.
ختامًا، الإطار ليس تحالفًا انتخابيًا عابرًا، بل مشروع عميق الجذور .. وإذا كانت صناديق الاقتراع هي ساحة التنافس، فإن ساحة ووحدة الصف الشيعي اهم .. لذلك يجدر بنا أن نرتقي.. ونعبر هذه المرحلة لاننا جميعا في مركب واحد ؟….
https://t.me/alichasib4