وداعاً شيخنا الجليل.. رثاء في رحيل العلامة حسين علي نقد دوزان الإصفهاني”
بقلم _ عصام العماد
أستاد في الحوزة العلمية في قم المقدسة
فارقتنا يا صديقي العزيز سماحة العلامة الشيخ المجاهد حسين علي نقد دوزان الإصفهاني بعد أن بدأنا جميعاً رحلة خدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام.. ما كنت أعلم بعد أن دعوتني في بيتك، وأنت كنت مأوى المستبصرين، ولم أكن أعلم يا شيخنا الجليل وصديقنا الفاضل أنه قد أُزِف الرحيل، كم كان لي شرف السفر معك لأجل خدمة مذهب أهل البيت.
كنت مُخلصاً وذائباً في حبّ أهل البيت عليهم السلام.
وكان من عادتي أن ازوره وأحاوره واستشيره في أموري العلمية والشخصية، لأنني أحسست في نبرة كلامه وكأنه أحد المستبصرين، ما تخلّى عنهم وكأنه واحد منهم.
كان مفتاح شخصيته رضوان الله عليه شدّة البراءة من خصوم أهل البيت.
لن انساك ياشيخنا الجليل فأنت كنت أخي وشقيقي في ديار الغربة وكنت شريكي في همومي وكنت على معرفة قلّ نظيرها في كتب الوهابية والجواب عليهم، وطالما كنت اتمنى أن تخرج للناس كتاباً يبين عظمة علمك وعمق نظراتك.
عرفتك ياشيخنا الجليل وصديقنا الفاضل من آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي رضوان الله على روحه الطاهرة، ذهبت إليه وقلت له نحن هنا مجموعة من المستبصرين لدينا رؤية، فقل عليكم بالشيخ حسين علي نقد دوزان الإصفهاني فهو من خيرة الناس الذين أحبهم.
وذهبت إليه، ووجدته كما قال وأعظم مما قال .
عشت ياشيخنا الجليل وصديقنا الفاضل زاهداً لا تفكر ابداً في المال ولا في الدنيا ولا يهمّك الشهرة ولا الثروة.
وأنا يا شيخنا الجليل أستصعب الحياة بعدك فأنت رفيقي منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
في آخر صورة التقطها معك قلت لك ياصديقي أخشى أن تكون آخر صورة تجمعنا، وكنت أحسب أنني سوف أغادر الحياة.
اسأل الله أن يوفقني بالكتابة عنك بصورة مفصلة فهذا أقل واجب نحوك.
صديقك
عصام العماد
أستاد في الحوزة العلمية في قم المقدسة
12 – 5 ـ 2025م