بزوال حزب العمال الكردستاني لا شرعية لبقاء الاحتلال التركي في العراق

بقلم _ضياء أبو معارج الدراجي

إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإلقاء السلاح ليس مجرد تطور سياسي عابر، بل هو صفعة مدوّية لكل من ظلّ يتذرع بوجوده لتبرير احتلال أراضي الغير. وبهذا الإعلان، انتهت آخر حجّة ظلت تركيا تستخدمها لتبرير وجودها العسكري في شمال العراق، وسقطت الأقنعة. لم يعد هناك ما يمكن أن يُخفي حقيقة الاحتلال التركي البشع، الذي جثم لعقود على جسد السيادة العراقية.

اليوم، لا عذر ولا تبرير ولا شرعية لبقاء جندي تركي واحد، ولا لوجود قاعدة واحدة على تراب العراق. كل ذريعة سقطت، وكل رواية انهارت، وكل محاولة لتجميل صورة هذا التغلغل العسكري أصبحت مفضوحة أمام الرأي العام العراقي والعالمي.

وربما يكون هذا المقال صدمة حقيقية للبعض ممّن رحّبوا بخبر حلّ حزب العمال الكردستاني وهم يصفّقون ضمن محور تركي-قطري، ظانّين أن العراق سينتقل إلى مرحلة المجاملات أو الصمت. لم يتوقعوا منّا هذا الموقف الصريح والحازم، لكنهم سيعرفون الآن أن السيادة لدينا ليست ورقة للتفاوض، ولا شأنًا ثانويًا نُقايض به في أسواق السياسة الإقليمية. كل من راهن على أن العراق سيلتزم الصمت بعد نهاية الذريعة، كان واهمًا ومُخطئًا في قراءة ضمير هذا الشعب.

إنّ التهاون مع هذا الملف بعد اليوم سيكون خيانة صريحة للشعب وللأرض وللدماء التي سالت دفاعًا عن حدود الوطن. يجب أن نسمّي الأمور بمسمياتها: ما يجري هو احتلال بغطاء محاربة حزب العمال، وهذا الغطاء قد تمزق للأبد. وعلى الحكومة العراقية أن تنتقل من مرحلة الإنذار والتحذير إلى مرحلة الفعل المباشر والحازم، بدءًا من المطالبة الرسمية بالانسحاب الفوري وغير المشروط، مرورًا بتدويل القضية إن لزم الأمر، وانتهاءً بخيارات الرد السيادي إن استمر التجاهل.

لا مكان لمجاملات دبلوماسية حين تُنتهك السيادة، ولا مهادنة حين يُغرس خنجر في ظهر الدولة من جارٍ يدّعي الصداقة. لقد تحررت الأرض من ذريعة “التمرد”، وحان الوقت لتحريرها من “الاحتلال”.

لتكن هذه اللحظة فاصلة في التاريخ العراقي، لا مجال فيها للتردد ولا مكان فيها للضعف. فالوطن لا يقبل أنصاف الحلول، والسيادة لا تقبل الشراكة.
انسحبوا الآن… فقد انتهت المسرحية.

ضياء ابو معارج الدراجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى