تحرير – عُلا فارس
ألقى نائب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، كلمة بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير، الشهيد السيد مصطفى بدر الدين “السيد ذو الفقار”، مؤكداً خلالها أن المقاومة ستبقى مشروع الدفاع والعزة والكرامة في وجه العدوان الإسرائيلي ومخططاته في المنطقة.
وفي مستهل كلمته، قال الشيخ قاسم: “في هذه الذكرى، أُعزي وأبارك لعائلته الشريفة، ولشعب المقاومة، ولكل المحبين، كما أُعزي بكل الشهداء في فلسطين المحتلة ولبنان الأبي واليمن السعيد والعراق المعطاء وإيران الأبية”.
واستذكر سماحته بدايات الشهيد بدر الدين قائلاً: “مع انتصار الثورة الإسلامية المباركة، كان السيد بدر الدين من الحاضرين في ميادين الاحتفال والدعم، ومن الذين قاتلوا وواجهوا نظام البعث العراقي، وهو لم يتجاوز عمره 19 عاماً”.
وأضاف أن الشهيد كان قائداً عسكرياً مباشراً لحزب الله بين عامي 1995 و1999، وقاد عمليات نوعية مثل “أنصارية”، وتعرض للاستهداف في عدوان “عناقيد الغضب”، كما واكب عن قرب خطوات المجاهدين خلال العمليات الميدانية.
وأكد أن الشهيد بدر الدين جاهد بنفسه وماله، وكان صديقًا وأخًا للشهيد عماد مغنية، وعمل تحت إشراف السيد حسن نصر الله، وبتنسيق مع القائد الشهيد قاسم سليماني، مشيراً إلى أنه ساهم في مفاوضات شاقة لتحرير الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين من سجون الاحتلال.
وأشار قاسم إلى دور الشهيد في الحرب السورية، مؤكداً أن مشاركته هناك كانت من منطلق دعم خط المقاومة، وقال: “نريد لسوريا أن تبقى موحدة، بعيدة عن استهداف الأقليات، ونستنكر بشدة العدوان الإسرائيلي المتكرر عليها”.
كما تطرّق إلى الواقع الإقليمي، مشيدًا بصمود غزة في معركة “طوفان الأقصى”، ومؤكداً أن العدو الإسرائيلي يسعى لإعدام الحياة في فلسطين، “لكن الشعب الفلسطيني شعب مقاوم ولن يُهزم”، وفق تعبيره.
وفي ما يخص لبنان، قال الشيخ قاسم إن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها خلال العدوانات المتكررة، مؤكداً أن المقاومة منعت أي قضم جديد منذ اتفاق 17 أيار، مرورًا بتحرير 2000، وانتصار 2006، وصولاً إلى التصدي في معركة “أولي البأس”.
وأوضح أن المقاومة التزمت بوقف إطلاق النار في جنوب نهر الليطاني وفق القرار الأممي، بينما خرقت إسرائيل الاتفاق أكثر من 3000 مرة، داعيًا الدولة اللبنانية للتحرك وتحمل مسؤولياتها أمام تكرار الاعتداءات.
وأكد سماحته أن “محاولات الضغط على حزب الله عبر الحكومة أو الخارج لن تنجح في إضعاف المقاومة أو تجريدها من قوتها”، وأضاف: “من يعتقد أننا سنُستفرد الآن أو نتخلى عن قدراتنا، فهو واهم”.
وختم قاسم بالتأكيد على أن المقاومة خيار لا رجعة عنه: “لن نستسلم، وسنبقى واقفين بثباتنا وتضحياتنا. نحن نؤمن بالنصر أو الشهادة على قاعدة الالتزام بالحق وتحرير الإنسان. هذه المقاومة منصورة بدماء الشهداء، وشهادة سيد شهداء المقاومة كانت من أجل أن تكون المقاومة عزيزة وقوية”.
ووجّه رسالة لجمهور المقاومة: “أمامكم معركة أولي البأس التي أثبتت أننا أقوياء في الميدان، فلا يُثبّطن أحدٌ عزائمكم”، موجهاً في الوقت نفسه انتقاداً شديداً لمن وصفهم بـ”خدام إسرائيل في الداخل”، داعياً إياهم إلى العودة إلى وطنيتهم.