مؤتمر نقدي في اتحاد الادباء والكتاب يسلّط الضوء على غياب المنهج النفسي في الدراسات الأدبية العراقية

كنوز ميديا _ ثقافة وفن

شهدت قاعة الجواهري في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق اختتام فعاليات مؤتمر “الاتجاه النفسي في النقد الأدبي الحديث”، وسط حضور جمع من النقاد المتخصصين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، في محاولة لإعادة الاعتبار للمنهج النفسي بوصفه أداة تحليلية مهمة للنصوص الأدبية المعاصرة.

المؤتمر، الذي نظّمه الاتحاد بدعم من عدد من الأكاديميين والباحثين، جاء استجابة لحالة الغياب الواضح للنقد النفسي في الساحة الأدبية العراقية والعربية، سواء في الدراسات الأكاديمية أو الإصدارات النقدية، وهو ما وصفه المنظمون بـ”الفراغ المزمن” في حقل الدراسات الأدبية.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور عقيل حبيب في كلمة الافتتاح إن المنهج النفسي ظل مهمشاً رغم أهميته في تفكيك النصوص واستكشاف أعماق الشخصيات الأدبية، مشيدًا بدور الاتحاد في تبني هذا المشروع وتوفيره الدعم اللوجستي والمعرفي اللازمين لإنجاحه.

وشهد المؤتمر جلستين بحثيتين، قدّم خلالهما عدد من الباحثين دراسات نقدية متنوعة في سياق المنهج النفسي. ففي الجلسة الأولى، ناقش الدكتور صالح زامل العلاقة بين الطفولة والتراث الشعبي من منظور نفسي، بينما بحثت الدكتورة لمى عبد القادر في “تشكيل الحلم وأثره في التأويل”. وطرحت الدكتورة هيام عبد زيد رؤيتها حول العلاقة بين علم النفس والنقد النصي، كما تناول الدكتور قاسم جمعة البعد النفسي في أدب آرفين يالوم، فيما ناقش الدكتور لؤي خزعل جبر تحديات تطبيق المنهج النفسي، وقدم الدكتور كريم الخياط دراسة عن السرد في ضوء علم النفس المعرفي.

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور ميثم الحربي، قُدّمت أوراق بحثية تناولت موضوعات متعددة، من بينها تحليل قصيدة ابن زريق البغدادي من منظور بنيوي نفسي للدكتور محمود عايد عطية، ودراسة للشخصية السايكوباثية في قصص جمعة اللامي للدكتور زهير هداد، بالإضافة إلى بحث عن الشخصيات الثانوية في رواية “خمسة أصوات” لغائب طعمة فرمان قدمه الدكتور منتظر الحسني، بينما اختتم الكاتب ثامر الحاج أمين الجلسة بورقة بحثية بعنوان “الاتجاه النفسي في النقد.. الكشف عن متاهات النفس البشرية”.

وقد خلص المؤتمر إلى عدد من التوصيات، أبرزها الدعوة إلى دمج المنهج النفسي في المناهج الجامعية، وتحفيز الباحثين على استكشاف أدواته الإجرائية وتطبيقها في قراءة النصوص الأدبية، في مسعى لتجاوز القطيعة المزمنة بين النقد النفسي والمشهد الثقافي العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى